العدد 345 - السبت 16 أغسطس 2003م الموافق 17 جمادى الآخرة 1424هـ

صفية يوسف: لن نتخلى عن هويتنا كي يُعترف بنا!

اللجنة التنسيقية للعمل النسائي الإسلامي في البحرين تحت مجهر «الوسط»

اللجنة التنسيقية للعمل النسائي الإسلامي في البحرين - والتي تمثل 34 هيئة نسائية ذات طابع إسلامي في البحرين - تلقت من الهجوم ما يجعل المتابع يلتفت لمعرفة ماهية هذا «البُعبُع» الذي أثار ما أثار من مخاوف. اللجنة أعلنت نفسها في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي، وابتدأت أعمالها بزيارة لعالم الدين المعروف السيد عبدالله الغريفي، وفي اليوم التاسع من شهر يوليو/تموز أصدرت بيانا ثانيا عارضت فيه تقنين الأحوال الشخصية عبر المجلس النيابي، وتسبب هذا البيان في حملة ضد اللجنة وصلت الى اتهامها بالطائفية، فما ماهية هذه اللجنة وماذا تريد؟

الغريب في الأمر أيضا أن عضوات هذه اللجنة يشتكين من الإقصاء الذي قلن إن التيار النسائي الإسلامي يتعرض له، وقالت نائبة رئيسة اللجنة صفية يوسف رضي: «لن نصمت بعد اليوم» و«نحن عندما كونا اللجنة لم نشكلها كي تكون ضد أحد»، وأضافت «لسنا مجبرين على أن نتخلى عن هويتنا كي يُعترف بنا».

«الوسط» حاورت نائبة رئيسة اللجنة وممثلة جمعية التوعية الإسلامية في اللجنة صفية يوسف، وأمينة سر اللجنة ورئيسة جمعية أصدقاء الناشئة فاطمة عباس، وفاطمة فيروز من جمعية المستقبل النسائية، وصغرى عبدالوهاب من اللجنة النسائية بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية. وهذا نص الحوار:

هلا عرّفتم اللجنة التنسيقية للعمل النسائي الإسلامي في البحرين؟

- صفية يوسف رضي: اللجنة التنسيقية تضم مجموعة من اللجان النسائية المنضمة إلى الجمعيات الإسلامية. تحددت هويتها بأنها تضم اللجان النسائية التابعة للجمعيات الإسلامية أو الجمعيات المستقلة النسائية أيضا. والتيار النسائي الإسلامي عمل في الساحة فترة طويلة جدا، وإن كان رسميا ليس معروفا. وفي فترات سابقة والتسعينات تحديدا كانت هناك محاولات لإنشاء مثل هذا النوع من اللجان، ولكن الظروف السائدة آنذاك لم تسمح بتكوينها، فالفكرة كانت موجودة عند الجميع لكن هذه المرة بدأت المبادرة رئيسة جمعية المستقبل النسائية شعلة شكيب، لأنها هي التي دعتنا وقامت بتعريفنا على بعضنا بعضا. فقد كنا موجودين في جمعياتنا، ولكننا لم نتعرف على الجهات التي تمثل التيار الإسلامي النسائي، فتكونت هذه اللجنة على أساس لمّ شتات التيار النسائي الإسلامي في تشكيلة معينة، ونحن أسميناها «لجنة» على اعتبار أن دورها تنسيقي وليس تأسيسا لجمعية جديدة.

- صغرى عبدالوهاب: كل العاملات في مجال العمل النسائي يؤمنّ بأهمية وأثر الوحدة في إظهار الجهود بشكل أكبر وتحقيق الأهداف. إننا نؤمن جميعا بأهمية الوحدة وما يترتب عليها من نتائج ايجابية في عملية اتخاذ القرار سواء على تنسيق الجهود أو أي شيء يترتب عليه مقتضيات الساحة وخصوصا أن الساحة تشهد تحديات كبيرة في مجال العمل الإسلامي. فهذه اللجنة بإمكانها لمّ الجهود بدلا من بعثرتها على الجهات النسائية الأخرى.

- فاطمة عباس: اللجنة التنسيقية هي لجنة تسعى الى توحيد الجهود، وللتوصل الى نتائج ايجابية مدروسة لاتخاذ القرار، ومشاركة المرأة المسلمة في قضايا الساحة.

التهمة الأولى

من المرأة التي تمثلها هذه اللجنة. فبعض الكتابات وصفت اللجنة بـ «الطائفية»، وان لجنتكم تمثل المرأة التي تتبع طائفة معينة. فلماذا لم تحاولوا أن تتجاوزوا هذه الصبغة حتى لا تأتيكم مثل هذه الانتقادات؟

- صفية يوسف: أولا، لدي ملاحظة وهي انه من المفترض على المنتميات الى الجمعيات العريقة في البحرين - واللاتي يمكن أن نقول انهن لسن منتميات الى الجمعيات الإسلامية مثل الكاتبات والوجوه البارزة في الساحة النسائية - ألا يواجهن اللجنة بهذا الهجوم، إذ أعتقد أن ذلك من مصلحة الحقوق التي يطالبن بتحقيقها للمرأة. هذا إذا لم تكن هذه الحقوق ذات صبغة طائفية، والمفروض ألا يلُمن التيار النسائي الإسلامي إذا كوّن لجنة تنسيقية، فهذا شيء يكفله قانون الجمعيات. وإن أية جمعيات متشابهة في الهدف يمكن أن تكوّن بينها لجنة أو اتحادا.

ثانيا، إن تهمة الطائفية دائما تلاحق التيار الشيعي حينما يحاول أن يفعل شيئا. أصلا هناك الكثير من الأمور الموجودة في مجتمعنا مصبوغة بالصبغة الطائفية، فلماذا لا تتعرض للهجوم ؟

ثالثا، نحن في بياننا الأول أكدنا أن ليس من أهدافنا اقصاء أحد، بل هدفنا في مرحلة التأسيس جمع شتات التيار النسائي الإسلامي، وهذا ليس معناه أننا نمانع في التعاون مع الطائفة الأخرى. فنحن بدأنا بالتيار النسائي الموجود في المآتم ولجان الجمعيات الصناديق الخيرية، وهو يمثل شريحة كبيرة ويعمل منذ فترة طويلة. وعملنا على لمّ شتات هذه الفعاليات النسوية، فليس معقولا أن نتوجه للتعاون مع الطائفة الأخرى قبل أن نحقق عملنا الأساسي.

- صغرى عبدالوهاب: هناك نقطة أخرى وهي اننا عندما بدأنا اجتماعاتنا الأولى، الكل كان يستفسر عن هذه النقطة، وتقريبا صار لدينا شبه اجماع على وجود تفكير مستقبلي بضم الفعاليات النسوية في الطائفة الأخرى، ولكن هذا بعد أن نلمّ الشتات ونكون لجنة قوية ذات رؤى واضحة واهداف واضحة، ثم انه من غير المختلَف عليه أن التعاون مع الطائفة الأخرى يحتاج الى سياسات أخرى.

أتمنى لو تحدثنا فاطمة فيروز عن أسباب غياب المرأة ذات التوجه الإسلامي في الفترات السابقة، هل لأنها غير متعلمة أم لأسباب أخرى؟

- فاطمة فيروز: المرأة البحرينية كان لها دور واضح منذ بداية تاريخ البحرين، إلا أنه منذ دخول المرأة المرحلة التعليمية نلاحظ أن لها دورا واضحا فللمرأة لمسات واضحة على تكوين المجتمع البحريني عبر تربيتها للنشء من داخل بيتها ومآتمها، إذا فعدم حضورها في الساحة الإعلامية ليس دليلا على عدم فاعليتها، فيجب أن نلوم الإعلام والسياسة المتبَعة ولا نلوم المرأة، فالمرأة كان لها الوجود الفاعل في المجتمع وإذا ما برز دورها الآن فهذا بسبب الإصلاح السياسي الذي سمح لها بالبروز.

تكلمتم عن رؤى واضحة، فما هذه الرؤى؟

- صغرى عبدالوهاب: بيان فكر ورؤى التيار النسائي الإسلامي النسوي في مختلف قضايا الساحة بصورة جلية جامعة وواضحة، وايجاد منظومة عملية فاعلة تستقطب اللجان والجمعيات النسائية الإسلامية كافة، وتوحيد الجهود واستثمار القرارات في هذه اللجان والجمعيات، تمثيل الواقع الإسلامي النسوي في مختلف الجهات الرسمية، وتطوير العمل النسائي من خلال اعداد المناهج والخطط المتكاملة وتنفيذها، والإسهام في حل المشكلات لاسيما ما يتعلق بقضايا المرأة، واللجنة التنسيقية تؤكد استقلال الجمعيات واللجان المنضمة اليها ولا تتدخل في شئونها الداخلية، وتعلن استعدادها للتعاون مع مختلف الجهات الرسمية والأهلية.

ردّة الفعل والهجوم

أليست اللجنة ردة فعل لما حصل في قضية الأحوال الشخصية، وبروز التيار النسائي ذي التوجه العلماني بقوة في هذه القضية، إضافة الى مسألة ما قيل عن إبعاد جمعية المستقبل النسائية من اللجنة التحضيرية للاتحاد النسائي بسبب توجهها الإسلامي كما قيل؟

- صفية يوسف: سبق وأن قلت إن التفكير في تكوين لجنة من هذا النوع ليس حديثا كي يقال إن اللجنة «ردة فعل»، أما كون اللجنة اتخذت مواقف بشأن القضايا التي تدور في الساحة كقضية الأحوال الشخصية فهذا هو المفترض منها، لأن اللجنة تُتهم بأنها صامتة أو منعزلة، فاذا صمتنا عن توضيح دورنا نُلام على هذا الصمت، واذا تكلمنا اتُهمنا ايضا بأن موقفنا ليس مستقلا، اللجنة لم تتكون كردة فعل على اقصاء بعض الجمعيات من الاتحاد النسائي، بل تكونت بسبب حاجة ماسة شعر بها التيار الإسلامي النسائي، واهم شيء ساهم في وجود هذه اللجنة هو ان هذا التيار شعر ان لا صوت رسميا له، فمثلا تحضر وتشارك الكثير من الجمعيات باسم المرأة البحرينية في المؤتمرات وتصدر البيانات، ولكن هل هذه البيانات تمثل كل امرأة في البحرين، نريد أن نقول إن هناك شيئا مختلفا، ويجب أن نثبت أن ليس كل النساء مطالبات بأن يكن مع رأي الجمعيات العريقة في البحرين. واعتقد أن من كتب ضد اللجنة التنسيقية فهم أننا فجّرنا «قنبلة» ضد الجمعيات النسائية! نحن في الأساس من حقنا أن نكوّن هذه اللجنة، وشعرنا بحاجة ماسة اليها، وأعلنا أننا مستعدون للعمل مع الجميع ولسنا ضد احد، وأعتقد الآن أنهم ضدنا ولسنا نحن ضدهم.

- صغرى عبدالوهاب: هناك نقطة أخرى وقد أثارتها الأخت صفية وهي نقطة العدالة، فالعدالة توجب على الجمعيات الأخرى ان تُظهر هذه الشريحة الكبرى في المجتمع، وأنها لكل صوت من هذه الأصوات التي تعمل في الخفاء وفي أوضاع بسيطة جدا من داخل البيوت والمآتم من أجل اصلاح بناء هذا المجتمع. فمن حقها أن تظهر في الإعلام وأن يكون لها دور رسمي، وأن تشارك حتى على الصعيد الخارجي لتمثل المرأة. هناك كوادر كبيرة ولكنها مخفية، والإعلام هو من يغيبها.

- فاطمة عباس: لدي سؤال يحمل نوعا من الاستغراب وهو: لماذا هذا الهجوم؟ هل لأن الأهداف التي تحملها اللجان والجمعيات هي ضد الآخر أو من أجل الفتن، إذا كانت الأهداف غير ذلك وكانت لأجل البناء وليس الهدم اذا فلِمَ الهجوم؟ بالعكس إنها هي تحتاج دعما وتكافلا من الجمعيات الأخرى.

لماذا لم تجمعكم «المستقبل»؟

هناك سؤال مطروح وهو: لماذا هذه اللجنة مادامت أهدافكم مشتركة، ولماذا لم تضمّكم جمعية واحدة كالمستقبل مثلا ؟

- فاطمة فيروز: منذ بداية تكوين جمعية المستقبل توجهت غالبية الأخوات في اللجان والجمعيات الأخرى لأخذ عضوية جمعية المستقبل، وتكوين هذه اللجنة ليس إلغاء للجمعيات واللجان الموجودة والتي تعمل قبل جمعية المستقبل، وخصوصا جمعية التوعية والتي كان لها حضور كبير ولا يمكننا الغاء دور لجنتها النسائية. صعب أن نجمع جميع الاخوات على مستوى تنسيقي، ونحن لا نجبر أحدا على الانضمام الى جمعية المستقبل.

أفضل أن تجيب الأخريات عن هذا السؤال: لماذا لم تجمعكم جمعية المستقبل، ولتكون بمثابة «وفاق» نسائية لكنَّ؟

- صفية يوسف: أؤكد كلام الأخت فاطمة بخصوص أن تكوين اللجنة لا غنى عنه بداعي أن هناك جمعية أخرى تمثل التيار الإسلامي مثل جمعية المستقبل، لأننا إذا دخلنا جميعنا في المستقبل ففي القنوات الرسمية سيكون لنا صوت واحد فقط، فإذا ألغينا جميع هذه اللجان واستغنينا عن اللجنة التنسيقية فنحن ألغينا كل هذه الأعداد الضخمة التي نمثلها، على رغم أن الاتفاق في وجهات النظر بيننا كبير، ولكن تمثيل هذه الأعداد الضخمة ليس سهلا، وعادة من ينضم الى جمعية معينة ينضم لانه يرى ان هذه الجمعية توافق فكره ورؤاه، فنحن لا نستطيع اجبار أحد على ترك جمعيته والانضمام الى اخرى. وبالنسبة الى التمثيل الرسمي نحن نتوقع أننا لن نحصل عليه بسهولة، ولكن اعتقد أن من حقنا أن نعلن عن حاجتنا اليه، وفي وسط جمعيات كلها تنادي بحقوق المرأة في المجتمع البحريني، وفي وسط المعوقات الموجودة في الاتحاد النسائي والتي تمنع اللجان من الانضمام، ونحن تعودنا لفترة طويلة جدا على عدم وجود تمثيل رسمي لنا، ونحن نسعى اليه. وأقول حتى لو وقفت أمامنا معوقات رسمية في الدخول الى المؤسسات الرسمية بسبب عدم الاعتراف بنا كلجنة، فإننا سنوضح أننا فئة متجاهَلة في المجتمع وليس لها أي تمثيل رسمي.

- فاطمة عباس: من أسباب عدم انضمام الجميع الى جمعية المستقبل كما ذكرت الاخت فاطمة هو وجود لجان نسائية في جمعيات عريقة سابقة للمستقبل مثل التوعية، ولا يوجد اختلاف في الرؤى مع المستقبل.

- فاطمة فيروز: نحن نصرّ على اننا نحترم أي تكوين ينشأ، وهذا التكوين اذا نشأ تحت مسمى تيار شيعي فلماذا الخوف منه؟ نحن نعترف أن في مجتمعنا فئات وتيارات مختلفة، فلماذا نخاف ان نقول اننا ننضم الى لجان وتيارات شيعية، ولابد ان نؤكد أن الاختلاف يدعم الفكرة، فوجود أفراد وتيارات مختلفة نشجعه وذلك لدعم وجودنا كما قالت الأخت صفية، ولماذا لا يوجه هذا السؤال الى الجمعيات النسائية الموجودة لماذا لا تتوحد في جمعية واحدة وتشكل تكتلا أقوى، اذا فوجودها كست جمعيات أقوى من أن تكون أربع أو جمعية واحدة.

ألا تعتقدْنَ أنكنّ تقُمنّ بنشاطات متشابهة، وتعملْنَ عكس ما تهدفنَ إليه؟

- فاطمة عباس: لا، بل هناك تنسيق بيننا. فالفعالية الأخيرة لجمعية المستقبل في جزيرة النبيه صالح، قدمناها نحن من جمعية أصدقاء الناشئة، وهذه الجمعية لا تقتصر على أبناء الطائفة الشيعية، بل يوجد من بين الأعضاء المؤسِّسين اخوان لنا ينتمون الى الطائفة السنية الكريمة.

- فاطمة فيروز: هناك ملاحظة وهي ان اللجنة التنسيقية أُنشئت من أجل أهداف معينة وليس من أجل توحيد الأنشطة، بل هي لجنة أهلية لمواجهة التحديات التي تطرح في الساحة.

الانضمام إلى الاتحاد النسائي

هل ستطرحنَ مسألة انضمام اللجنة إلى الاتحاد النسائي بعد بوادر انفراج بشأن انضمام جمعية المستقبل الى الاتحاد، وخصوصا بعد تصريح رئيسة جمعية مدينة حمد النسائية بهية رضي؟

- فاطمة فيروز: بادرنا نحن في جمعية المستقبل للانضمام الى الاتحاد النسائي، ولكن لم يقبل طلبنا بدعوى اننا جمعية جديدة تأسست بعد فكرة الاتحاد النسائي وطبعا هذا الكلام ليس صحيحا إذ تم قبول جمعيات اخرى تأسست بعدنا أو في الفترة نفسها. وقد قُمنا بعمل اللقاءات من اجل ذلك وبعث الرسائل الى الجنة التحضيرية للاتحاد، ولكن لم يتم قبولنا. فلماذا يُرفض طلبنا نحن في حين تضم جمعيات ذات مشرب علماني متقارب؟ أين الجمعيات النسائية الاسلامية وأين اللجان النسائية في جمعية الاصلاح وجمعية التربية وغيرها من اللجان؟ لماذا لا تكون موجودة في الاتحاد.

وزارة العمل ترفض دخول الأفراد واللجان الى الاتحاد، ونحن نريد أن نناقش وزارة العمل في مسألة رفضها لانضمام اللجان الى الاتحاد النسائي. ولكن مسألة انضمام الافراد الى الاتحاد فهو أمر نعارضه نحن أيضا اذ كيف يتساوى صوت فرد مع صوت جمعية أو لجنة؟ ولكن يجب أن تبحث وزارة العمل مسألة انضمام اللجان النسائية الى الاتحاد؛ لأنه لا يمكن لنا أن نُغفل الدور الكبير لها في المجتمع، واذا ما تم قبولنا للدخول في الاتحاد النسائي فسنتفاوض مع وزارة العمل بشأن دخول اللجان.

سؤالي إلى بقية الأخوات: هل تقدمتنَّ كجمعيات أو لجان للدخول في اللجنة التحضيرية للاتحاد النسائي؟

- فاطمة عباس: نحن في جمعية أصدقاء الناشئة نُعتبر جمعية حديثة العهد، وسنسعى للانضمام الى الاتحاد مع الجمعيات الاخرى.

- صغرى عبدالوهاب: نحن في اللجنة النسائية بجمعية الوفاق لدينا تفكير مستقبلي، وهذا محل دراسة.

- صفية يوسف: نحن ايضا في جمعية التوعية نتناقش في الأمر، وهل من الأفضل أن يبقى النسائي الاسلامي مستقلا أم ينضم الى الاتحاد النسائي، وإذا تم السماح لنا بدخول الاتحاد النسائي فسندرس الموضوع لنرى ان كان من مصلحة التيار الاسلامي الانضمام الى الاتحاد أم إن الانضمام سيؤثر على استقلاليته.

إشكالية الاستقلالية والتسييس

ألا تعتقدن ان عددكنَّ الكبير يخيف الأطراف الأخرى من دخولكنَّ الاتحاد إذ ستكون الغلبة في التصويت لصالحكنَّ بشكل دائم، اضافة الى النظر الى الجان النسائية التابعة للجمعيات بأنها «مسيّسة» تتبع رأي الجمعية التي تنتمي إليها، في حين ان الجمعيات النسائية الأخرى ينظر لها كجمعيات مستقلة؟

- صغرى عبدالوهاب: كوننا في اطار اسلامي فذلك يُحتم علينا أن نكون ضمن عقائدنا ومفاهيمنا ولا نخرج عنها، وكما قالت الأخت صفية فإن أي شخص ينضم الى جمعية فلابد أن تتوافق رُؤاه مع الجمعية التي ينضم اليها، فلو كانت رُؤاي ليبرالية أو يسارية فسأنضم الى جمعية تخدم الرُؤى التي تخدم الرُؤى التي أؤمن بها، فكوننا انضممنا الى جمعية الوفاق أو التوعية فليس الأمر يعني تسييسا وإنما لأن ذلك يتوافق مع رُؤانا، وهذا لا يعتبر تبعية وانما هو دعم لفكر المرأة وانها تستطيع الاستقلال بفكرها ورؤاها.

- صفية يوسف: سأتحدث أولا عن مسألة الاستقلالية، لا نستطيع أن نعتقد ان هناك تشكيلا رجاليا أو نسائيا من دون مرجعية أو هوية فكرية، فاذا اعتبرنا الايمان بانتماء ما أو رُؤى معينة هو تبعية فكرية فإذا جميعنا لسنا مستقلين، ومعنى هذا أنه حتى التيارات العلمانية والجمعيات الأخرى ليست مستقلة لأن لها رؤية تؤمن بها منذ سنوات ومازالت تؤمن بها. وشخصيا أقول إنه لا يوجد انسان مستقل بنسبة مئة في المئة، ففي موقف من مواقف الساحة أو في العمل أو في المجتمع لابد أن يتبع الفرد تيارا معينا أو رؤية معينة.

وهذه التهمة توجه من جهات ليس لها أي اطلاع على أعمالنا، ولم تلتقِ بنا أبدا، وهذه تهمة ألصقت بالاتجاه النسائي الاسلامي دائما وهي تهمة كُتبت ضدنا في الصحافة وقرأناها كثيرا، ولو أتيح لي المجال لذكرت الأسماء التي دائما تكرر هذه التهمة، والتي تقول انه لا توجد لدينا الاستقلالية واننا في أقفاصنا الذهبية، هذه التهمة سمعناها في مؤتمرات على مستوى عالي جدا مثل المؤتمر الذي دعينا اليه من قبل المجلس الأعلى للمرأة في جامعة البحرين، وأيضا سمعناها من شخصيات تحترم نفسها وتعتبر نفسها ممثلة للمرأة وحقوقها في الصحافة، وأحب أن أوضح أننا في جمعياتنا نضع اجندة لجنتنا لوحدنا ونضع برامجنا السنوية في التوعية والوفاق والرسالة، أنا ألتقي الأخوات ولم أرَ أيا منهن تشتكي من وجود سيطرة عليهن.

الأحوال الشخصية نقطة «التجمع»

وماذا بشأن موقفكم من قانون الأحوال الشخصية؟

- صفية يوسف: قانون الأحوال الشخصية عندما أردنا اعلان موقفنا منه لم نعلنه ارتجالا؛ فبيان اللجنة التنسيقية صدر في وقت متأخر وأيدنا فيه موقف العلماء ولكن طالبنا فيه بعدة ضوابط، من ضمنها أن يكون هناك حوار مفتوح مع الفئات الأخرى، وما طالبنا به هو في النهاية ما آل اليه الأمر، فشيخ حسين نجاتي وبعض العلماء فتحوا حوارا مع الفئات الأخرى وهو ما كنا نطالب به، وعندما التقينا السيد عبدالله الغريفي وبقية العلماء كنا نؤكد لهم أننا معهم، ولكن وفق ضوابط معينة.

ماهي هذه الضوابط؟

- صفية يوسف: قلنا لهم إن هناك شكاوى كثيرة من الفساد في القضاء ونحن تأييدنا لموقف العلماء يتطلب أن يكون هناك بديل لاصلاح الخلل، نحن نتفق مع الجمعيات الأخرى التي طالبت بتقنين الأحوال الشخصية في سبب منشأ المطالبة، فالمطالبة أتت بعد كثير من التجاوزات التي عانت منها المرأة وهو ما لا ينكره لا التيار الإسلامي ولا غيره، كلنا تكلمنا مع السيد الغريفي وقلنا له اننا نحترم وجهة نظر حتى المؤيدين للقانون، وطالبنا بحوار مع الأطراف الأخرى ونعتقد أنهم حين طالبوا بالتقنين لم تأت المطالبة بفراغ، وانا شخصيا عندما أختلف في الهوية والأساس مع شخص لا اعتقد أنني سأحكم على جميع ما يقوله بالخطأ، نحن نطالب بالحوار مع جميع الأطراف. وكما تابعتم فإن بياننا صدر متأخرا، فلو كنا تبعا للعلماء لكنا اكتفينا بالتوقيع وإصدار البيان بشكل عاجل.

ما التشكيلة الإدارية في اللجنة، والخطوات المستقبلية؟

- فاطمة عباس: تشكيلتنا الإدارية واضحة فرئيسة اللجنة هي شعلة شكيب رئيسة جمعية المستقبل النسائية، ونائبتها هي صفية يوسف رضي رئيسة اللجنة النسائية في جمعية التوعية الإسلامية، وشئون الإعلام والعلاقات العامة برئاسة ليلى دشتي من جمعية الرسالة الاسلامية، والشئون القانونية برئاسة زهراء مرادي من جمعية الوفاق، أما خطواتنا فأولها إجراء لقاء صحافي وهذا ما نقوم به الآن، وثانيا القيام بزيارات بين الأخوات في اللجان المختلفة، والقيام بزيارات لعلماء الدين قبل مولد الصديقة فاطمة الزهراء (ع) للتباحث بشأن نقاط الجدل المتعلقة بالمرأة، والاشتراك في الفعاليات الكبيرة، وتنفيذ الورش التأهيلية اللازمة لرفع الكفاءة، ووضع خطط عملية مشتركة للمشروعات المهمة كقضية الفساد والانحلال الاخلاقي، تشكيل لجنة متابعة لتوصيات مؤتمر المرأة الذي أقامته جمعية التوعية الاسلامية، القيام بزيارات للجمعيات الأخرى المختلفة كجمعية الاصلاح، ونعمل على تشكيل نظام أساسي للجنة.

هل لديكنَّ ما تودُّنَّ قوله في النهاية؟

- صفية يوسف: أحب أن أؤكد أننا عندما كوَّنا اللجنة لم نشكلها كي تكون ضد أحد، وحتى الجمعيات التي تختلف معنا في الرأي - ولا أحب أن أسميها بالعلمانية - أعلنا استعدادنا للحوار معها في بياننا الأول، وأعتقد أن مصلحة هذه الجمعيات أن تحتضن اللجنة التنسيقية وتتعاون معها لا أن تعارضها، هذا إذا كانت صادقة في مسألة حقوق المرأة، وثانيا نحن لسنا مجبرين على أن نتخلى عن هويتنا كي يُعترف بنا.

إننا لن نصمت بعد اليوم وهذا واقع لابد لهم أن يتعاملوا معه، فالفئات الأخرى التي تعودت احتكار الخطاب النسائي في الساحة، وفي كل مكان المسميات هي هي، نذهب الى مؤتمرات ونعرض أسماءنا للمداخلات فتُقصى أسماؤنا ولا يسمح لنا بالمداخلات، وتأتينا الأسماء المألوفة محجوزة مسبقا كي تشارك في المداخلات، هذه اللغة لن نسكت عنها نحن سنتكلم ونقول إننا مختلفون، ومتى نكون متفقين أو مختلفين معهم هذا واقع لابد لهم أن يتعاملوا معه فهم تعودوا ان التيار النسائي الإسلامي صامت، ولكنه لن يصمت الآن فإذا كان لنا رأي سنُعلنه.

- فاطمة عباس: صدورنا مفتوحة للجمعيات الأخرى، ونتمنى أن يعاملونا بالمثل، لأنه سبق وان طُلب الينا في جمعية أصدقاء الناشئة المشاركة في مشروع معين من قبل احدى الجمعيات، ورحبنا بذلك على رغم أن أكثر من ثمانين في المئة من الجهود ستكون علينا إلا أنهم استبعدونا بعد ذلك، وقالوا لنا انكم تريدون طبع المشروع بطابع اسلامي.

- صغرى عبدالوهاب: اقول إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ولا أحد يستطيع فرض فكرته وهويته على أحد، ويجب أن تُحترم استقلالية الفرد في هويته، ونحن نريد أن نكون معول بناء لا معول هدم.

- فاطمة فيروز: بالنسبة لي فأنا أوجه نداء الى الجمعيات واللجان الأخرى الإسلامية التي لم تنضم إلى اللجنة كي تنضم إليها.


الجمعيات واللجان التي تتكون منها اللجنة التنسيقية:

جمعية المستقبل النسائية، الجمعية النسائية ببني جمرة، جمعية أصدقاء الناشئة، اللجان النسائية في جمعيات الرسالة والوفاق والعمل الإسلامي والتوعية، جمعية البيان، العاصمة، والإخاء بالإضافة إلى اللجان النسائية في واحد وعشرين صندوقا خيريا، وممثلة عن الحوزات الدينية وأخرى عن المآتم الحسينية

العدد 345 - السبت 16 أغسطس 2003م الموافق 17 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً