استقبلت اللجنة المنظمة لمهرجان الأغنية الوطنية الأول 38 عملا فنيا حتى الآن بينها مشاركات من كل من سورية ومصر والأردن ولبنان إضافة إلى 9 مشاركات سعودية، في وقت مازال الفنانون البحرينيون يناقشون النقاط المتعلقة بالمهرجان ويتخبطون لإنشاء نادٍ أو جمعية فنية تجمعهم وتوحدهم.
و بدا وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود «متفائلا» بعد اجتماعه بعدد من الفنانين المخضرمين لطرح فكرة النادي الفني كبديل أكثر ملاءمة عن الجمعية الفنية، وينتظر الفنانون «من يعلق الجرس» ويبدأ بالتطبيق: «الكبار» أم «الشباب»؟
وبعد اللقاء الأخير الذي عقدته وزارة الإعلام لدعوة الفنانين للمشاركة في المهرجان الذي سيعقد في ديسمبر/كانون الأول المقبل، بدت الخيارات أمام الفنانين محدودة، فإما المشاركة فيه حتى لو حملوا بعض التحفظات عليه، أو مقاطعته كخيار أخير قد يكلف بعضهم الكثير.
وكانت موضوعات المساواة بين الفئات المختلفة من الفنانين أمام لجنة التحكيم في مسابقة المهرجان و اختيار موضوع الأغنية الوطنية وجوائز المسابقة وأعضاء اللجنة المنظمة ولجنة التحكيم وغيرها أمورا اختلفت عليها وجهات النظر. وفي النهاية يبقى وعد المحمود بتحويل الفنان البحريني إلى فنان «مطلوب في المنطقة» وسط «إحباطات» ومعوقات العمل الفني في البحرين.
الوسط - ندى الوادي
أفرز مهرجان الأغنية الوطنية الأول المقرر إقامته في ديسمبر/ كانون الأول المقبل مجموعة من الموضوعات والمشكلات التي تعاني منها الساحة الفنية في البحرين، وأثار جدلا بين أوساط الفنانين بخصوص النظام الأساسي الذي وضعته اللجنة المنظمة للمهرجان والفترة الزمنية والجوائز الموضوعة للمهرجان والتنسيق بين الفنانين.
فبعد اللقاء الذي عقدته وزارة الإعلام مع مختلف الفنانين البحرينيين الأسبوع الماضي بدأت اللجنة المنظمة تستقبل الأعمال المشاركة بشكل «جيد» كما قيمه وكيل وزارة الإعلام، فيما طرحت مجموعة أخرى من الفنانين وجهات نظر أخرى كان لابد من إلقاء الضوء عليها.
وكان رائد وجهات النظر تلك الفنان خالد الشيخ - الذي رفض تسميته بالفنان وفضل أن يسمى «بالمحب للفن» - إذ بعد مداخلته «القوية» في ذلك اللقاء عبر عن تشكيكه في اللجنة المنظمة للمهرجان وفكرة المهرجان وموضوعه ووقته وأسلوب أدائه واللجان المحكمة ودعم الفنان البحريني حتى بدا أن تحفظاته لا تتوقف عند حدود المهرجان بل تتعداها إلى الوضع الفني في البحرين بشكل عام.
فقد اقترح الشيخ أن يكون هناك مهرجان متواصل للأغنية يتم فيه إعداد الفنانين بشكل أكاديمي محترف يقدمون فيه حفلات طوال العام حتى يأتي موعد العيد الوطني وهم على أتم الاستعداد للمشاركة فيه. وقال الشيخ: «منذ ان كنت في بداياتي وأنا أشهد المهرجان الأول، ففي كل عام يقام مهرجان أول، ولم أشهد حتى الآن أي مهرجان ثانٍ» في إشارة واضحة إلى أهمية التراكم في التجربة وتطويرها عاما بعد عام بدلا من تغيير الفكرة كل عام واختزالها في كل مرة.
وكانت موضوعات المشاركة في المهرجان والمساواة بين الفئات المختلفة من الفنانين أمام لجنة التحكيم في مسابقة المهرجان و اختيار موضوع الأغنية الوطنية وجوائز المسابقة وغيرها الكثير مما طرحه بعض الفنانين في حديثهم إلى «الوسط» إلا أن تجربة إقامة جمعية أو ناد فني هي الأقرب والأكثر إلحاحا.
إذ أفاد مجموعة كبيرة من الفنانين بأن فكرة إقامة «الجمعية الفنية» هي أمر حتمي وضروري في هذا الوقت، ولكن بدا أن كل فئة تنتظر «من يعلق الجرس»، فالشباب ينتظرون الفنانين «الكبار» لإنشاء هذه الجمعية وسيشاركون معهم، والبعض يقول إنها مهمة الفنانين الشباب لأنها أولا وأخيرا تأتي لخدمتهم.
وفي هذا الصدد صرح وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود أنه بصدد الاجتماع قريبا مع مجموعة من الفنانين الذين كلفوا ببحث هذا الموضوع وعلى رأسهم الفنان ابراهيم حبيب لعرض المقترحات الموضوعة، مشيرا إلى أنه خلال لقاءاته مع مجموعة من كبار الفنانين في البحرين تبين له أن الفكرة المطروحة بقوة هي إنشاء «ناد للفنانين» يشملهم ويضم أعمالهم. وأوضح المحمود أن التجربة الفنية في البحرين وصلت إلى مرحلة من النضج بحيث تستوعب ضرورة إنشاء مثل هذا النوع من المؤسسات.
أما موضوع المساواة بين الفئات المختلفة من الفنانين فقد أثار جدلا واسعا، إذ رأى عدد منهم أنه «لا يجوز» أن يتم تحكيم الفنانين المشاركين على المنصة نفسها وأمام لجنة التحكيم نفسها وهم من فئات مختلفة منهم الفنانون «المخضرمون» أصحاب التجربة الطويلة، والفنانون المبتدئون الذين لم يصدروا أي إنتاج فني بعد. فيما رأى بعض الفنانين الشباب أن ما منع بعض الفنانين الشباب من المشاركة في المهرجان هو وقوفهم أمام «عمالقة» يملكون باعا طويلا من التجربة الفنية. وفي المقابل رأى البعض الآخر من الفنانين مجالا للمنافسة «الشريفة» أمام لجنة تحكيم محايدة للفنانين الأمر الذي يشجع على المنافسة. وحسم وكيل وزارة الإعلام الرأي بقوله إن العمل الفني لا يقيم بصغير أو كبير، إذ إن المقياس هو الإبداع. مبينا أن من لديه تخوف من المنافسة «لا مكان له في المسابقة».
وعن جوائز المهرجان التي اعتبرها البعض قليلة أشار المحمود إلى أن الهدف من المهرجان هو النوعية والجودة وليس الربح المادي، وأن الجوائز تقاس بما كان يقدم في السابق للفنان البحريني عند إنتاج أغنية إذ تدفع له هيئة الإذاعة والتلفزيون مبلغا قدره ألفا دينار لإنتاج الأغنية وهو مبلغ لا يكفي في كثير من الأحيان، أما مهرجان هذا العام فتتكفل بإنتاجه الوزارة إضافة إلى قيمة الجوائز للأغنيات الفائزة، وهي في نظره فرصة أفضل من الفرص السابقة.
وعن اللجنة المنظمة للمهرجان والتي اعترض عليها الفنان خالد الشيخ في اللقاء الذي عقدته الوزارة إذ لم تشتمل على فنانين أو موسيقيين فيما عدا الفنان أحمد الجميري أشار المحمود إلى أن اللجنة شكلت من مديري إدارات في وزارة الإعلام التي هي معنية بالتنظيم للمهرجان في الأساس، وأن هذه اللجنة كان عملها إداريا وتنظيميا. مؤكدا أن اللجان التي ستعنى بالتحكيم في مسابقة المهرجان ستكون من المتخصصين في المجال الفني ينضم إليهم عدد من الفنانين من دول عربية أخرى في مرحلة لاحقة للتحكيم بين الأغاني العشر الأولى. وأضاف أنه تم الاجتماع فعلا مع بعض من كبار الفنانين في البحرين لمناقشتهم في موضوع المهرجان قبل الإعلان عنه الأمر الذي لا يعود فيه أي مجال للاعتراض.
وفي الوقت الذي أبدى البعض اعتراضه على قصر المهرجان على موضوع «الأغنية الوطنية» الأمر الذي يحد من الإبداع الفني في نظرهم، كما أن حب الوطن في أي وقت وليس مقصورا على وقت محدد من السنة، أيد المحمود هذه النظرية إلا أنه أشار إلى أنها كانت فرصة لاستغلال مناسبة العيد الوطني والاحتفال به في هذا الوقت من السنة.
وعلى رغم الإخفاقات التي تعرضت لها بعض النقاط التي تمت معالجتها في المهرجان فإن المهرجان يبقى مشروعا أوليا لابد أن يتعرض لاعتراضات، وفي الوقت الذي أكد فيه مجموعة من الفنانين المشاركة في المهرجان فقط لإنجاحه ولأنه - كما قالوا - «واجب وطني» أكد المحمود أن ما يسعى إليه هو «أن يصل الفنان البحريني إلى نقطة الأمان ويصبح مطلوبا ومرغوبا في المنطقة» وهو الأمر الذي وعد بتحقيقه
العدد 349 - الأربعاء 20 أغسطس 2003م الموافق 21 جمادى الآخرة 1424هـ