أثبتت دراسة أجراها رئيس مجلس إدارة مركز ابن الهيثم التخصصي للسمع والنطق والبصر محمد حسن خلف على عينة من طلبة وطالبات مدارس المنطقة الشمالية أن 20 في المئة من أفراد العينة يعانون من إحدى إعاقات السمع أو البصر أو النطق.
وكانت هذه النسبة دافعا لإنشاء المركز الذي افتتح رسميا صباح أمس في منطقة البديع بحضور وكيل وزارة الصحة عبدالعزيز حمزة بموازنة قدرها 120 ألف دينار للمبنى و60 ألف دينار للأجهزة والأثاث.
وبعد اطلاعه على الخدمات التي يقدمها المركز قال الوكيل إن زيادة عدد المراكز التخصصية من هذا النوع ستساهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة ومن ثم تقليل الضغط على مجمع السلمانية الطبي في تقديمه لخدماته للمرضى.
وأوضح حمزة أن التنافس دائما يرفع مستوى الخدمات، وأن الدور الذي سيقوم به هذا المركز هو اكتشاف وتشخيص الأمراض ما يساهم في علاجها فيما بعد.
من جانبه قال خلف إن فكرة إنشاء هذا المركز بدأت منذ العام 1998 ليشمل خدمات الاعتلال السمعي والبصري ومشكلات النطق، ويعتمد المركز على التأهيل البصري للمرضى.
وأوضح خلف أن الاهتمام بهذا المشروع جاء من خلال الأرقام التي أثبتتها الإحصائيات التي بينت أن 8 في المئة في البحرين يعانون من إعاقات النظر، و3 في المئة يعانون من إعاقات ضعف البصر الشديد (شبه الكفيف) و3 في المئة من الإعاقات المزدوجة المصاحبة إلى جانب إعاقة السمع والنطق.
وأضاف خلف أن الدراسة التي أجراها والتي استغرقت ثمانية شهور على عينة من ألف و200 طفل من ستة مدارس للأولاد والبنات أثبتت أن 20 في المئة من الطلبة يعانون من إعاقة إما سمعية أو بصرية أو صعوبات في النطق، مشيرا إلى أن الطفل الذي يعاني من إحدى هذه الإعاقات يلاحظ أنه يعاني من صعوبات في التعلم. ولذلك فإن المركز يوفر مجموعة من الأجهزة التي تعلم الأطفال السمع وتطور مهارات النطق من أجل تسهيل عملية التعلم.
وعن الأجهزة المتوافرة في المركز أشار خلف إلى أنها «الأولى من نوعها في البحرين» إذ إنها المرة الأولى التي يدخل فيها جهاز لبيان مشكلات النطق والتأهل عن طريق جهاز الكمبيوتر الناطق الأول في البحرين. مضيفا أن المركز مؤهل بمدرسي النطق العادي الذين يقومون بجلسات فردية للمريض ومعرفة درجة السمع وفقدانه وعمل فحص دوري كل ثلاثة أشهر بالتعاون مع استشاريي مجمع السلمانية الطبي. وأوضح أن تأهيل الفرد قد يستغرق سنتين من الجلسات داعيا بذلك الأمهات للاهتمام بأطفالهن ذوي الإعاقة السمعية أو أصحاب القصور في النطق.
وتوقع خلف أن تكون هناك مرحلة توسع مستقبلية للمشروع من خلال إيجاد عيادات تخصصية بعد دراسة جدوى المشروع وإكمال المرحلة الأولى وأخذ موافقة وزارة الصحة عليه.
يذكر أن المركز يقوم باستقبال وتشخيص حالات ضعف السمع ومنها وصف وتركيب سماعات الأذن المناسبة وتركيب الأجهزة السمعية الرقمية بواسطة الكمبيوتر وتأهيل مرضى زراعة القوقعة وبرمجة الجهاز الالكتروني، وصناعة قوالب السماعات والقوالب الواقية ضد الماء، وقياسهما، وقياس درجة فقدان السمع وعمل اختبارات التوازن وقياس درجة سمع الأطفال بالتخطيط الدماغي وتقييم اضطرابات النطق باستخدام مختبر النطق المبرمج.
كما يقوم المركز بتشخيص اضطرابات النطق والتخاطب من خلال حالات التأخر اللغوي مثل التأتأة والتلعثم وتأهيل المصابين بالشفة الأرنبية وشق الحلق والحبسة الكلامية الناتجة عن مرض السكر والحوادث والسكتة الدماغية وصعوبات التعلم والتأخير الدراسي المصاحب للاعتلال السمعي والبصري، وتخصيص يوم الأربعاء من كل أسبوع لمعالجة الحالات التي لا يستطيع أفرادها تحمل مصاريف العلاج وعمل دورات تدريبية للغة الإشارة.
أما في مجال الإعاقة البصرية فيقوم المركز بفحص البصر واختبارات عمى الألوان والمجال البصري، وتوفير أجهزة ضعف البصر الشديد وربطها بالكمبيوتر وتوفير المكبرات المضيئة للمساعدة على القراءة وتركيب العيون الصناعية والعدسات اللاصقة المخروطية وصرف النظارات الطبية للأسر المحتاجة مجانا
العدد 349 - الأربعاء 20 أغسطس 2003م الموافق 21 جمادى الآخرة 1424هـ