العدد 353 - الأحد 24 أغسطس 2003م الموافق 25 جمادى الآخرة 1424هـ

سياساتنا شفافة... ولا حواجز أمام الإبداع

نسعى إلى إشراك ولي الأمر في المسيرة الأكاديمية... عميد القبول والتسجيل لـ «الوسط»:

مع كل فصل أكاديمي جديد، يتجدد الحديث عن عملية التسجيل، حيث مسلسل المعاناة المتكررة التي تؤرق الطالب الجامعي عند بدء مسيرته الأكاديمية، ولكن الجميع بات متفقا على أن هذه العملية آخذة في التحسن ولو تدريجيّا، على رغم وجود الكثير من العقبات التي تعترض سير هذه العملية، وفي البداية كانت لـ «الوسط» وقفة مع عميد القبول والتسجيل في الجامعة عيسى الخياط...

لماذا تشهد الجامعة مع مستهل كل فصل دراسي مسلسلا جديدا من التعقيدات في عمليتي القبول والتسجيل؟! وما الجديد في عملية التسجيل لهذا العام، وهل ثمة فرق بين تجربة التسجيل لهذا العام والأعوام السابقة؟...

ملف لكل طالب!

هذا ما أجاب عنه الخياط قائلا: في البداية أود التنويه إلى وجود خطة متكاملة لتعزيز انتماء الطالب إلى جامعته الوطنية، كما نسعى هذا العام إلى مشاركة ولي الأمر في المسيرة التعليمية للطالب بشكل أكبر من السابق، ولأول مرة هذا العام يتم منح كل طالب مستجد في الجامعة ملفا خاصا يتضمن الخطوط العريضة للحياة الأكاديمية، ليكون الطالب منذ البداية ملما بما له من حقوق وما عليه من واجبات، ويحتوي هذا الملف على كتيب يعرف الطالب المستجد ولو بصورة موجزة على كل الأنظمة والقواعد التي تنظم الحياة الأكاديمية للطالب الجامعي، إضافة إلى كتيب يتضمن الإجراءات الخاصة بعملية الإعفاء من الرسوم الجامعية: كيفيتها وشروطها، وكذلك شروط العمل الجزئي في أقسام الجامعة المختلفة، إذ إن هناك سيلا كبيرا من الأسئلة المحيرة التي تجوب خواطر الطلبة المستجدين في الجامعة، كما يتضمن الملف شرحا مفصلا للأقسام والمهمات والخدمات التي تقدمها عمادة القبول والتسجيل إلى أبنائها الطلبة، علاوة على كتيب المخالفات المسلكية، كما قامت شعبة الأمن والسلامة مشكورة بعمل وثيقة للطالب تتضمن أهم الإرشادات التي تجعل من حياة الطالب الجامعي حياة آمنة ومستقرة، وهناك التقويم الأكاديمي الذي تعد مواعيده في غاية الأهمية بالنسبة إلى الطالب، بل، وبالأحرى، من دون هذا التقويم تكون الحياة الأكاديمية للطالب شبه مستحيلة، وكان بودنا مشاركة أعضاء مجلس الطلبة معنا في هذا الملف، الذين ربما لضيق الوقت تعذر عليهم ذلك، لكنهم أصروا، على رغم ذلك، على المشاركة معنا ولو بصورة رمزية من خلال ملصق يحمل شعار مجلس الطلبة، ونحن تواقون إلى مشاركتهم بصورة أكبر خلال المرحلة المقبلة.

«يوم التهيئة» خطوة على الطريق

ويستطرد الخياط قائلا: وحرصا من إدارة الجامعة على منح الطلبة المستجدين دفعة قوية باتجاه تنمية الحافز والإبداع لدى أبنائنا الطلبة، عمدت الجامعة إلى مخاطبة الطلبة الجدد من خلال توجيه كلمة إليهم عبر إحدى الطالبات المتفوقات في الجامعة، تحثهم على طرق أبواب التفوق باستمرار. ولأول مرة في تاريخ الجامعة تتم إقامة «يوم التهيئة» للطلبة المستجدين، وتمت دعوة أولياء أمور الطلبة إلى حضور هذا اللقاء في مقر الجامعة بالصخير، والذي سيعقد برعاية رئيسة جامعة البحرين في السابع عشر من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.

العملية شفافة ومنظمة

وردّا على سؤال «الوسط» عن سير عملتي القبول والتسجيل لهذا العام، أجاب الدكتور الخياط قائلا: «إذا أردنا التحدث عن سير عملية القبول لهذا العام، وخصوصا مع وجود الشفافية من خلال إعلان النتائج عبر الإعلام والصحافة مرفقة بالنسب والتخصصات، وفقا للمقاعد المتوافرة لكل تخصص، وعلى ضوء هذه المعطيات يمكنني القول إن العملية سارت وفق ما خطط لها مسبقا، وبانسيابية كبيرة...». وتابع الخياط قائلا: لقد وفرت الجامعة 83768 مقعدا دراسيّا مطروحا لهذا الفصل، ولم يستغل منها سوى 38229 مقعدا، أي ما نسبته 46 في المئة فقط من المقاعد الشاغرة. وليس لدينا الآن سوى 1032 طلبا لشغل مقاعد دراسية على قائمة الانتظار، وهذه الحصيلة نتيجة لوجود التعارض بين رغبات الطلاب وعدد من المقررات الدراسية، وسيتم حل هذا التعارض سريعا، منوها إلى أنه تم تسجيل جميع طلبة العام 2002م، بحيث يحصل كل طالب من هذه الدفعة على 4 مقررات دراسية على الأقل، مؤكدا أن إدارة الجامعة ستسعى إلى دراسة كل الاقتراحات والانتقادات التي ستكون محل ترحيب من جميع مؤسسات الجامعة.

وأشار عميد القبول والتسجيل في جانب آخر من حديثه إلى أن الجامعة سعت قدر المستطاع إلى تحقيق الرغبات الأولى للطلاب، إذ تم تحقيق 70 في المئة من الرغبات الأولى للطلاب، فيما تم تحقيق ما نسبته 10,7 في المئة من الرغبة الثانية للطلبة، ولبيت الرغبة الثالثة للطلبة بنسبة 6,2 في المئة، ولو نظرنا فإن نسبة الرغبات الثلاث الأولى التي تمت تلبيتها للطلبة هي 87,9 في المئة من مجموع الرغبات، أما نسبة الرغبات الست الأولى فتساوي 97,6 في المئة، أي انه تمت تلبية الرغبات الست الأولى لـ 2721 طالبا وطالبة. وبالنسبة إلى ما يطرحه بعض الطلبة من إشكالات عن كثرة التوقيعات التي تتطلبها أية وثيقة رسمية في الجامعة، أوضح الدكتور الخياط أن الجامعة درست هذا الموضوع بصورة مستفيضة، وأفضت هذه الدراسة إلى إلغاء 5 توقيعات من أصل 6 توقيعات كانت تتطلبها بعض الوثائق الرسمية في الجامعة، كما أن إدارة الجامعة بصدد دراسة إلغاء بعض الأوراق غير الضرورية لعمل الجامعة.

العكس صحيح!

وعن القضية التي أثيرت في أروقة الجامعة عن طالب الحقوق الذي منح الهندسة، وطالب الهندسة الذي منح الحقوق، قال الخياط: إن من الطرافة في الأمر أنني قبل إحضار ملف الطالبين أصابني الذهول والدهشة، لأن الإقبال على كلية الهندسة محدود أصلا، على العكس تماما من كلية الحقوق، ولكن تبين لاحقا أن الطالب ملأ الاستمارة الخاصة بترشيح الرغبات بشكل خاطئ، وهذا ما سبب الالتباس.

وفي الختام أشار عميد القبول والتسجيل إلى بعض الصعوبات والتحديات التي تواجه الإدارة في عمليتي القبول والتسجيل، وأثار الخياط عددا من النقاط وهي: سرعة تغير رغبات الطلاب من حين إلى آخر ما يفرض عبئا على الإدارة، إضافة إلى عدم إشعار الطلبة الإدارة بالتغييرات التي يجرونها في عناوينهم. أما النقطة الثالثة فهي تباين الرغبات بين الطلبة وأولياء أمورهم، ما يؤثر سلبا على مستقبل الحياة الأكاديمية للطالب الجامعي. أما بالنسبة إلى عملية التسجيل فهي الأخرى تواجه الكثير من التحديات أهمها عدم اكتراث الطلاب بأهمية التسجيل المبكر للطالب وللإدارة على حد سواء، فهي تلعب دورا أساسيّا ومحوريّا في عملية توفير المقعد الدراسي للطالب، فضلا عن عدم التزام الطلبة بالمواعيد المذكورة في التقويم الأكاديمي، وعدم تفهم الطلبة للقوانين الأكاديمية بصورة صحيحة ومن مصادرها الأساسية أيضا. أما النقطة الأخيرة فهي تدور حول سوء معاملة بعض الطلبة لموظفي التسجيل، وهو الأمر الذي نعاني منه بصورة كبيرة. وفي الختام هنأ الخياط الطلبة المقبولين متمنيّا لهم حياة أكاديمية هانئة وسعيدة.

طاقم التسجيل غير متعاون!

يرى الطالب منصور المنصور (سنة ثالثة - هندسة) أن من الضرورة بمكان وضع خطة جديدة لعمادة القبول والتسجيل، وإعادة تأهيل موظفي التسجيل، «لأن الطاقم الحالي - كما يقول المنصور - بصراحة شديدة غير متعاون معنا»، على رغم إقراره بأن العملية تسير بسلاسة وانسيابية أكثر من الأعوام السابقة. وعدد المنصور من جانبه عدة مقترحات يرى أنها ضرورية لتفادي حال الازدحام الشديد التي تعاني منها غالبية الطلبة أثناء عملية التسجيل، وعلى رأسها فتح الباب أمام التسجيل عبر الهاتف، وتقوية الموقع الإلكتروني للجامعة لأنه لا يتحمل هذا الكم الهائل من الزوار والمسجلين.

ويحذو زميله محمد السماك (سنة رابعة - أعمال مصرفية) الحذو ذاته، متحدثا عن حال التسجيل في الأعوام السابقة، قائلا: «لقد عانينا نحن الطلبة من مشكلات كثيرة أثناء عملية التسجيل في الأعوام الماضية، فهناك مشكلات لا عد لها ولا حصر بدءا بالعقبات التي تعترض آلية الحذف والإضافة، مرورا بقلة عدد الفصول الدراسية المخصصة لكل مقرر، فالجامعة تقبل عددا كبيرا من الطلبة بينما لا تمتلك المقاعد الدراسية الكافية. إضافة إلى أن عملية التسجيل تعد عملية بدائية ولا تتوافق مطلقا مع عصر السرعة الذي نعيشه الآن، وليس انتهاء بضعف الموقع الإلكتروني للجامعة. وبحسب السماك فإن هناك قضية أخرى قد لا تقل أهمية عن القضايا السابقة، فعند التسجيل المبدئي للمواد، يتم تسجيل 4 أو 5 مواد للفصل اللاحق، ولكن عندما يتسلم الطالب جدوله يرى أنه قلب رأسا على عقب، ولا توجد سوى مادتين من أصل 5 مواد، وفي بعض الأحيان يتم تجاهل جميع المواد السابقة. ولكن، على رغم ذلك، فإن السماك لم ينس ذكر الوجه الإيجابي للعملية قائلا: «إن الجامعة أقدمت مشكورة على تقديم عدد من التسهيلات أثناء عملية التسجيل، أهمها الدفع عن طريق المصارف (البنوك)، متمنيا من الإدارة المضي قدما في هذا الاتجاه».

لم أحصل على رغبتي الأولى

أما الطالبة مريم الذواذي (سنة أولى - رياضة) التي لم تحصل على رغبتها الأولى «الهندسة»، والتي تنوي تغيير تخصصها، فترى بخلاف زملائها أن عملية التسجيل تسير بشكل منظم جدّا، لكنها أثارت قضية التسجيل بالنسبة إلى الطلبة الحاصلين على البعثات، وتساءلت قائلة: «لماذا لا يتم تسجيل الطلبة الحاصلين على المنح أو البعثات في مقر الجامعة بدلا من تحمل العناء والمشقة بطرق أبواب وزارة التربية والتعليم؟!».

والأمر أيضا ينسحب على بشرى الشاعر (سنة أولى - تقنية معلومات) التي تؤكد ان عملية التسجيل وفق الشواهد الحالية هي عملية سلسة ومنظمة إلى أبعد الحدود، وسجلت بشرى شكرها لإدارة الجامعة على إقامة «يوم التهيئة» الذي سيتيح فرصة مناسبة لإطلاع أولياء الأمور عن قرب على العملية الأكاديمية في الجامعة. أما زميلتها رفيدة الشيخ (سنة أولى- كلية الهندسة) فأشارت في مستهل حديثها إلى كثرة الازدحام أثناء فترة التسجيل، وخصوصا في الأيام الأولى، وكان من المفترض تمديد فترة التسجيل لفترة أطول لتجنب هذه الحال من الإرباك. واقترحت رفيدة تفعيل التسجيل عبر شبكة الانترنت وخصوصا بالنسبة إلى الطلبة المستجدين، لأنها الآلية العصرية المناسبة بحسب رفيدة.

وكان لأحمد المرزوق (سنة ثالثة - إدارة أعمال) رأي مخالف، إذ وجه سيلا من الانتقادات إلى عملية التسجيل التي يصفها بالسيئة، بسبب أسلوب إدارة التسجيل في التعامل مع الطلاب. ويضيف المرزوق قائلا: «طوال المسيرة الجامعية هنالك صعوبات بسبب غياب الدافعية لدى عدد من موظفي الجامعة إلى التعاون مع الطلاب، ما يكرس حالا من الإحباط في نفوس الطلبة»، ودعا المرزوق إلى إشراك مجلس الطلبة في عملية القبول والتسجيل.

الفترة كافية

ومن جهتها ترى شيماء علي، الموظفة في قسم التسجيل، ان فترة أسبوعين هي فترة كافية لتثبيت إجراءات القبول. وتشير إلى أن عملية التسجيل في الفترة الصباحية - وخصوصا ما بين الثامنة والعاشرة صباحا - تزدادا بشكل كبير جدّا، وترى شيماء أن عملية التسجيل لهذا العام أكثر تنظيما من السنوات السابقة، وتعزو ذلك إلى الكثير من الأسباب منها تزويد الطلبة المستجدين بملف شامل عن الحياة الأكاديمية، وكذلك إعداد «يوم التهيئة» لأول مرة. لكنها لم تخفي علينا وجود الكثير من الصعوبات والتحديات التي تواجه موظفي التسجيل، كالضغط على قسم التسجيل خلال الأيام الأولى، وسرعة تغيير رغبات الطلبة. بينما أشادت من جهة أخرى بالمستوى اللائق لعمادة القبول والتسجيل في الاستعداد الممتاز لعملية التسجيل هذا العام.

وبين انتقادات الطلبة ونفي المسئولين بقي أن نقول إن العملية بحاجة فعلا إلى وقفة مسئولة من طرفي المعادلة الجامعية (الطلبة والإدارة) والعمل سويّا على تجاوز هذه العقبات بقدر أكبر من الثقة والشفافية، ليهنأ الطلبة بحياة أكاديمية مثمرة وسعيدة

العدد 353 - الأحد 24 أغسطس 2003م الموافق 25 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً