العدد 402 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 15 شعبان 1424هـ

ابتزاز وملاحقات أمنية يقابلها صعود تيار الوعي القومي

نشاط الشباب العربي داخل «إسرائيل»

الشباب العربي داخل «إسرائيل» أسماك نشطة في بحر من التماسيح العنصرية التي لا تتوانى عن التهام ما دون أختها، منع وملاحقات أمنية وابتزازات لا تنتهي، ومحاولات يائسة لإبعاد شباب الخط الأخضر عن قضايا وطنهم الأم بشتى الطرق، ولا تقف هذه المحاولات عند الترهيب فقط، بل يشغل الترغيب حظا وافرا من خطط تسطيح الفكر الشبابي وصرفه عن قضاياه القومية... في محاولة متواضعة للإحاطة بأوضاع الشباب العرب داخل «إسرائيل» جاء هذا التقرير.

الطلاب العرب في الجامعات العبرية

يبلغ عدد الطلاب العرب في الجامعات والكليات الإسرائيلية ما بين 11 إلى 12 ألف طالب، ويواجه هؤلاء الطلاب مشكلات عدة، أهمها التمييز والاضطهاد والتي تصل إلى الملاحقة الأمنية والسجن في حال مشاركتهم في أنشطة سياسية سلمية والصعوبة التي يواجهونها في القبول في الجامعات العبرية التي تشترط الحصول على شهادة «البجروت» والمعدل في امتحان «السيكومتري» وأسئلة هذا الامتحان تعد بحسب المناهج اليهودية التي تختلف عن المناهج في المدارس العربية. إضافة إلى شح البعثات والدعم المادي للطلاب العرب الذين يعانون من أوضاع اقتصادية متردية وهو انعكاس للحال التي تعيشها أسرهم. لهذا دمج كثير منهم بين التعليم والعمل، لئلا يحمل أسرته تجشم عناء المصاريف الدراسية. وقد استغلت جهات إسرائيلية عدة هذه الضائقة، وعملت على تجسيد سياسة التهجير عبر تقديم برنامج متكامل للطالب العربي، يترشح من خلاله لبعثة دراسية خارجية مع راتب - وفي أميركا تحديدا - والتعهد بتوفير العمل المناسب للطالب بعد التخرج، شريطة كتابة شهادة خطية ممهورة بتوقيعه بعدم العودة إلى إلى «إسرائيل» مرة أخرى.

على رغم عدم اعتراف بعض الجامعات بوجود التنظيمات الشبابية العربية فإن هذا لم يمنع التجمعات والتنظيمات غير الرسمية والتي تساعد الطلاب العرب، في تسجيل المواد الدراسية وتوفير السكن الدراسي المناسب وهي معضلة كبرى، ودمج الطلاب الجدد في الجامعات العبرية وتوجيههم والوقوف معهم في الأزمات.

ويبلغ عدد الجمعيات العربية المعترف بها من قبل السلطة ما يقارب 12 مؤسسة تعنى بالشباب منها جمعية الشباب العرب، وتتعرض لمضايقات عدة في عملها، وتتلخص مشكلات الجمعيات في القوانين التي تحد من نشاطها والتي تصل إلى التدخل في اختيار اسم الجمعية قبل إيجازها، وعدم الحصول على مصادر تمويلية للمشروعات التي تخص هذه الجمعيات والمنح والبعثات للطلاب العرب، وصعوبة إيجاد المتطوعين بسبب التهديد بالسجن والفصل من الدراسة، لتصل إلى منع مديري دراء الجمعيات من السفر واعتقالهم كما حدث مع جمعية «أنصار السجين» التي صودرت حواسيبها وهواتفها.

تنوع النشاط التثقيفي

يغلب على نشاطات المؤسسات والتجمعات العربية في «إسرائيل» طابع التثقيف والتعريف بالقضية الفلسطينية بين الشباب العربي أنفسهم فضلا عن الشباب اليهودي، عبر المعارض المصورة وعرض الأفلام وإقامة الندوات والتجمعات والمظاهرات، وتحتاج كل تظاهرة أو تجمع إلى إذن مسبق من السلطات الإسرائيلية التي تضع العراقيل في وجه هذه النشاطات.

وقد نظمت مؤسسة تسمى «خلية إنسان» التي تعنى بحقوق الإنسان عرضا لفيلم «جنين جنين» الذي يتحدث عن مذبحة مخيم جنين، داخل الجامعة العبرية وحضر العرض ما لا يقل عن 300 شخص، وواجه المنظمون ضغوطا وتهديدات عدة قبل وأثناء وبعد إذاعة الفيلم، وفي 25 الشهر الماضي مؤتمر الحوارات الثقافي الدولي، وتضمن مجموعة من الفعاليات والمحاضرات وجولة في مدينة الناصر للتعرف على معالمها التاريخية والثقافية، واشتمل على ملفات ساخنة بشأن العولمة والدين ووضع الأقليات الفلسطينية في «إسرائيل» ودور الفرد في المجتمع، حاضر فيها شخصيات لها وزنها مثل الأب عطاالله حنا ومدير جمعية حقوق الإنسان العربية محمد زيدان.

صمود وعزيمة ووعي قومي

حدثتنا سجى كيلاني وهي ناشطة شبابية عن «تزايد إقبال الشباب على الانضمام إلى الجمعيات» وذلك بسبب «زيادة الوعي القومي للقضية». لكنها رأت «أن هذا الإقبال غير كاف بسبب عدم معرفة الجميع بالجمعيات وتخوف المجتمع من الوقوع فريسة سهلة للدولة».

وعلى رغم كثرة المضايقات والملاحقات والتهديدات التي يتعرض لها الشباب العربي النشط داخل «إسرائيل»، فإن هناك إصرارا وإيمانا بالسعي نحو مساندة الشعب الفلسطيني المنكوب بشتى الطرق المشروعة، لاعتبارات إنسانية وقومية، ما يجعلنا نرفع القبعة احتراما لهم وتأييدا لمجهودهم

العدد 402 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 15 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً