قام الوكيل المساعد للإسكان بوزارة الأشغال والإسكان نبيل محمد أبوالفتح بزيارة تفقدية أمس لمشروع إسكان المقشع وذلك ضمن برنامج زياراته لمشروعات الوزارة للاطلاع على سير الأعمال فيها.
واستمع الوكيل المساعد إلى شرح مفصل عن سير أعمال المشروع ومراحل تطوره الذي يتكون من 91 وحدة سكنية تم البدء فيها في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي مباشرة بعد زيارة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لقرية المقشع وتنفيذا للأمر السامي لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتطوير القرية لتكون قرية نموذجية، إذ تم البدء بتسوية وتهيئة الموقع كما تم تقسيم إنشاء الوحدات السكنية على مرحلتين وذلك للحاجة إلى تغيير مسار بعض الخدمات الموجودة وإزالة وهدم بعض البيوت القديمة. وقد تم في المرحلة الأولى إنشاء 39 وحدة سكنية وذلك في شهر ابريل/نيسان 2003 قامت بتنفيذها شركة محمد علي يوسف المزعل وشركة أولمبيك للمقاولات، أما المرحلة الثانية فبدأت في شهر أغسطس/آب لإنشاء 52 وحدة سكنية وقامت بتنفيذها شركة الكسار للإنشاءات وشركة عبد الله حسن الدرازي. ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في شهر مايو/ايار 2004. وتبلغ كلفة المشروع ما يقارب مليونين و270 ألف دينار.
وقد روعي دمج واجهات الوحدات السكنية بصورة مختلفة لتعطي تنوعا في الواجهات إضافة إلى مرونة التعامل مع قطع الأراضي المتجاورة المقامة عليها الوحدات السكنية بحسب أبعاد وموقع كل قطعة.
كما روعي في التخطيط المكاني لعلاقات المساكن ببعضها بعضا أن يتم تغليب الحركة الإنسانية على الحركة الآلية، إذ يتناسب ذلك بشكل أشمل مع العلاقات الاجتماعية الأسرية القوية بين أفراد المجتمع القروي.
وتوفر البراحات العمرانية الحديثة جوا من الألفة والتقارب بين قاطني البيوت المتجاورة التي تطل على ساحة شبه خاصة بهذه المجموعة من البيوت. ولتأكيد هذا التوجه تمت مراعاة توزيع الوحدات السكنية المطلة على الساحات المشتركة إلى مجموعات عائلية من أهالي القرية.
وقد تمت الاستفادة من نتائج البحث الاجتماعي الذي قام به الباحثون الاجتماعيون بالوزارة لتوزيع الوحدات السكنية ضمن المنظومة الحالية نفسها من العوائل قدر الإمكان. وقد تم إعداد تصميم خاص للوحدات السكنية بالمخطط من نوع D8 ونظرا إلى خاصية حجم العوائل بالقرية ونظام العائلة الممتدة، فقد روعي في تصميم الوحدة السكنية النواحي الآتية:
- السعة المطلوبة، إذ تحتوي على صالة ومجلس ومطبخ ومخزن وحمام مشترك وغرفة نوم في الدور الأرضي، وأيضا على 4 غرف نوم وصالة وحمامين في الدور الأول.
- إمكان التوسع في المساحة رأسيا مستقبلا وذلك بعمل دور ثالث كما أنه بالإمكان فصل الدور الأرضي عن باقي الأدوار بعمل باب خاص في مدخل الدور الأرضي وذلك يتوافق مع طبيعة الأسر المركبة بالقرى والحاجة إلى توفير الخصوصية الملائمة للأسر التي تسكن البيت الواحد.
- تم تصميم الأساسات لتستوعب الأحمال الناتجة عن ثلاثة طوابق.
- إمكان بناء خدمات إضافية في الفراغ الخلفي في أرض الوحدة السكنية.
التخطيط العمراني
من جهة أخرى، روعي في تنفيذ الأمر الملكي «تطوير قرية المقشع لتكون قرية نموذجية» العمل بمفهومين ميدانيين أساسيين، هما:
أولا: المفهوم التخطيطي المكاني
بعد دراسة الوضع القائم للكتلة العمرانية بالقرية ومحيطها من أراض صالحة للتعمير وأخرى زراعية منتجة، ارتكز مخطط التطوير العمراني على:
- الحفاظ على المساحات الزراعية المنتجة الواقعة إلى الشرق من القرية.
- تأكيد النسيج العمراني القائم بالقرية في شكل كتل عمرانية متفاعلة.
- الإفادة من المساحات «الخاصة المملوكة» وغير المعمرة والواقعة إلى الغرب من القرية، وذلك لإنشاء التجمع العمراني الحديث.
- الحفاظ على المكانة اللائقة بالمساجد الثلاثة القائمة ضمن موقع التجمع العمراني الحديث.
- ربط التجمع العمراني القائم في القرية بالتجمع العمراني الجديد المقترح.
- روعي عدم تأثير الشارع الرئيسي في الفصل بين القرية القديمة والعمران الجديد.
- إيجاد مساحة عامة بالمخطط لخدمة الأهداف الاجتماعية الاقتصادية في القرية وتكون إحدى معالم القرية.
- تأكيد الروابط الاجتماعية الأسرية لأهالي القرية بتقديم تخطيط حضري مناسب للموقع.
ثانيا: المفهوم الاجتماعي الاقتصادي
ويضم المخطط العمراني للمشروع مركزا اجتماعيا يحوي ما يحتاج إليه هذا التجمع القروي من خدمات أساسية إذ يشتمل على:
- المسجد القائم بالموقع (مسجد الشيخ محمد) إذ سيتم إظهاره وتنسيق موقعه ليكون عنصرا مهما في هذا المركز، كونه يمثل علاقة تاريخية ودينية واجتماعية في المنطقة.
- حديقة عامة تعتبر متنفسا لأهل القرية ومكانا للتجمع العام إذ يمثل المركز نقطة جذب في القرية.
- مجموعة من المحلات التجارية لتلبية الحاجات الأساسية الاستهلاكية للقرية ومحيطها كما توفر مصدر دخل للمشتغلين بها من أهل القرية، وكذلك مصدر دخل لمجتمع القرية إذ يتم تشغيل هذه المحلات من قبل صندوق القرية الخيري.
- مقر الصندوق الخيري.
- مقر شباب قرية المقشع «مركز رياضي ثقافي تعليمي».
- مركز للحرف اليدوية لتأهيل شباب القرية لهذا الغرض.
وقد تم التنسيق مع أحد مقاولي التنفيذ لإشراك أهالي القرية في التعمير إذ تم توظيف عدد منهم.
- روعي في المخطط العمراني للقرية الحفاظ على المساجد الثلاثة القائمة وإظهارها بشكل عمراني مكاني لائق وربطها بمناطق التجمع والجذب بالموقع.
- يؤكد المخطط ربطا وثيقا بين الكتلة العمرانية الجديدة والكتلة العمرانية القائمة ليجعل بالإمكان التعامل مع الكتلة العمرانية القائمة مستقبلا بالأسلوب الأمثل
العدد 410 - الإثنين 20 أكتوبر 2003م الموافق 23 شعبان 1424هـ