العدد 2659 - الخميس 17 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ

أجارنا الله من نواب آخر الزمان

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

قرأت كتابا شيقا دشنت طبعته الأولى في العام 2002، ثم تمت إعادة طباعته في 2006، والله أعلم كيف ستكون النسخة المنقحة منه في العام 2010!

الكتاب يحمل عنوانا معبّرا اسمه «نواب آخر الزمان»، ويروي في فصوله وأبوابه صفاتٍ عديدة للنواب في آخر الزمان.

يقول الكتاب إن نواب آخر الزمان (والعهدة على الكتاب)، سيكونون ممثلين رسميين عن الحكومات وليس الشعب؛ لأنها هي التي ستوصلهم إلى مقاعد النواب، وكلنا يعرف أن النواب يمثلون من أوصلهم لكراسيهم، ولذلك سيتم تغيير مسمياتهم الوظيفية من نواب الشعب إلى «موظفين حكوميين» رسميا، وسيكون دورهم المنوط بهم بشكلٍ رئيسي الدفاع عن مواقف وقضايا الحكومات، والتغطية على أي محاولة قد يثيرها البائسون اليائسون من الناس أو من قد يمارس جرما معظّما بالدفاع عنهم، وستكون ألسنتهم ألسنا «كالهواتف العمومية»، ادفع لها تعطيك ما تريد من كلام ومواقف.

ويقول الكتاب أيضا: إن نواب آخر الزمان سيكونون صوت الوزراء الناطق، وسينصّبون «وزراء ظل» يتم تعيينهم للذود عن هذه الوزارة أو تلك؛ لأنه حينها يكون قد آن للوزراء أن يتفرغوا لوزاراتهم بدلا من جرجرتهم كل يوم في البرلمان ليجيبوا على هذا السؤال أو يبطلوا ذلك الاستجواب، وفي آخر الزمان لن يكون الوزراء موجودين إلا على مكاتبهم، وسيتصدى النواب الأشاوس لكل صوت يتهم الوزراء بالفساد أو بالتقصير، وإذا ما اضطر أحد الوزراء للحضور (لا قدّر الله) فحقّ للنواب أن يحملوه على الأكف من مقعد سيارته إلى مقعده في البرلمان معززا مكرما داعين مهللين قارئين عليه ما تيسرّ من آيات النصر وآيات الثبور والعذاب لمن ناوأه أو عاداه.

نواب آخر الزمان يرفضون أن يمارسوا صلاحياتهم أيا كانت، بل على العكس يناضلون لتقليصها ما استطاعوا، فالاستجواب بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان، وطالبها متجنٍ أثيم، والأسئلة التي قد تحرج الوزراء كتلك التي على شاكلة طلب أسماء الموظفين في الوزارات، هي لديهم من المحرمات والكبائر التي يجب أن يقفوا لها كالبنيان المرصوص، ومساءلة المسئولين هي من الكبائر التي لا تغتفر، أما طلب طرح الثقة في أحدهم فهو عين الطائفية والتجني والإفك والافتراء وربما حتى الردة!

نواب آخر الزمان يؤمنون بعقيدة لا تتزلزل، هي أن الحكومات دائما على صواب، وإن ما عداها هم عين الخطأ، بل خارج الوطنية وربما خارج الدين والملة، ومن يتعرض لأي مسئول فالرد عليه جاهز اسكت ولاؤُك للخارج!، وحتى لو قال الآلاف من المواطنين عن أحدهم إنه غير جدير بمنصبه، فكل الآلاف تلك عميلة للخارج أيضا، ويحملون أجندة مشبوهة.

هؤلاء النواب - بحسب الكتاب - يضطرون أحيانا لتشكيل لجان تحقيق، في قضايا ملحّة لا يمكن السكوت عنها، كالدفان مثلا الذي يأكل التاريخ والحضارة والجغرافيا قبل لقمة العيش، لكنهم ببساطة لا يدينون أحدا، ولا يشيرون بالمسئولية لأية جهة كانت صغيرة أو كبيرة، ولعلهم على حق، فلربما كان الدفاّنون «هوامير» تخرج ليلا من البحر لتردم كيلومترات منه ثم تعود إلى قعر اليم دون أن يراها أحد، وربما أبعدكم الله يكون الردّامون أشباحا سلّطها جلجامش على أرض الخلود حينما لم يجد خلوده فيها!

وإنصافا لنواب آخر الزمان يقول الكتاب إنهم «يتحدثون» ليل نهار عن الشعب الذي يزداد فقرا على فقر، وكيف تتكدس البيوت الضيقة بساكنيها، أو حينما يهطل المطر على أسقف هشة، تحتها أسر لا تجد ما يسد رمقها، ويتحدثون عن ذلك - براءة للذمة -، لكنهم «يفعلون» أكثر في سبيل رفع مرتباتهم التقاعدية وسياراتهم الفارهة، وسفراتهم في يمين الدنيا وشمالها!

حقيقة الكتاب شيق، والحديث فيه يطول، لكنني أحمد الله أننا لسنا في آخر الزمان، أجارنا الله وإياكم ونوابنا الكرام من ذلك الزمان!

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 2659 - الخميس 17 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 11:02 ص

      أعجبتني الهوامير والأشباح .. حلوة قوي - ام محمود

      السلطة التي أعطيت للنواب محدودة فهم بعيدون عن صنع القرار وغير قادرون على مساعدة المواطنين لانكماش مناصبهم ونقدر نقول( نائب مع وقف التنفيذ) .. في المستقبل نريد برلمان قوي يملك من الصلاحيات الواسعة والآراء واتخاذ القرارات المصيرية التي تساهم في التغييرات وإصلاح الاعوجاج.. والهوامير وأسماك القرش عندنا خط أحمر لا يستطيع النواب ولا الوزراء أن توقف أطماعهم اللانهائية والجشعة .. متى سنصبح مثل الكويت ؟ فالنواب هناك يزلزلون الأرض ويثيرون العواصف .. شكراً المقال أكثر من رائع.

    • زائر 15 | 10:09 ص

      فى اللعب على الذقوون

      لا يختلف اثنان ان نواب جمعية الاصاله من اقوى
      النواب فى البحرين والخليج

    • زائر 14 | 9:39 ص

      com

      ههههههههه والله مشاااكل !!

    • زائر 13 | 8:05 ص

      شنو الفرق بين الشوري والنواب ؟؟؟

      خلنا نكوون واقعيين . حل البرلمان هو الحل
      لانة الاتى اعظم .

    • زائر 12 | 6:18 ص

      هندسة النفيدية

      مقاطعة اجمعية الوفاق في الددورة الاولى جاء نتيجة اقتناع بان مجلس النواب وبهذه الالية وبهذه التفسيمات الطائفية للدوائر نتيجته مجلس صوري لا مجلس تشريعى وقعلا كان هوكذللك اذ لم يصدرمنه اي شي يتعارض مع الخكومة في في قبال اته يتعارض مع الرغبة الشغبية .......ز اخسن هندسة السلطة التنفيدية

    • زائر 11 | 5:41 ص

      نواب معارضة اخر زمن

      قبل لايدخلون البرلمان يقولون المشاركة متاجرة بدماء الشهداء لاكن عندما تم توجيههم من خلال كبيرهم اصبحت المشاركة من الايمان وعندما كانوا مقاطعين البرلمان قال كبيرهم في خطبة عصماء ان تقاعد النواب لايليق بالمؤمنين ويؤسس للطبقية الفاحشة ومقايضة خسيسة والى اخر..)) ولكن بدخول النواب المؤمنين (الكتلة الايمانية حفظهم الله وهنئهم بالتقاعد)) اصبح حلال التقاعد ويجوز لهم التمتع بنعيم المال العام ( اوعى يامواطن تنخدع)

    • زائر 10 | 5:02 ص

      اما أن تكون ديمقراطية كاملة أو لا تكون صح...

      الديمقراطية لاتجزأ وتما رس في مكان
      وتغيب عن اخر اما أن تكون أو لا تكون
      الأفضل حل البرلمان اذا كان الحال كما هو
      ووفروا متطلبات الحياة الكريمة للمواطن
      الحرية الكرامة متطلبات العيش الكريم ,,,,,

    • زائر 9 | 4:57 ص

      قبل البرلمان حرام وبدعة والحين ........

      كل التقدير والاحترام للوفاق .. اما بعض الدكاكين او التى تسمى نفسها جمعيات اسلاميه . خافو من الله وكفى ممارسه الكذب

    • زائر 8 | 4:21 ص

      الوفاق .... يد واحدة ماتصفق

      تطور ملحوظ وقوى .. وشكراا لك يابو علي . مانقول الا الله يساعدكم يانواب الوفاق تغربلتون في الدنيا قبل الا خرة وماعتقد ماجاكم الضغط من اللي تشوفونه . اذا احنا بعيد وجينا الضغط من اراهم

    • زائر 7 | 4:10 ص

      نائب في المدينه

      رحت للنائب ابيه يساعدني والله حالتي تعبانه شلخ علي جم شلخه ولاسوا لي شي ولما رحت مره ثانيه حسيته اشوي وبيطردني

    • زائر 4 | 4:05 ص

      بل هم نواب البحرين

      هم نواب البحرين وليس نواب اخر الزمان ؟ فلقد وصفهم وصفا وسماهم تسمية ولكن بقى شيء لم يتعرض له كاتب المقال الا وهو من يدعون انهم متدينين وفي كل يوم يكذبون الف كذبة فما احلى هذا الدين الذين يتبعونه الذي يجيز الكذب قال شيخ قال هه دنيا التدين بالاعمال والافعال وليس بالاشكال يامن اخذتم الشكل دينا ورميتم كل شيئ همكم الوحيد هو الشكل اي المظهر الخارجي ههههههههههههههههه ؟

    • زائر 3 | 3:02 ص

      إنهم يا صديقي نواب الحكومة وهم متواجدون تحت قبة البرلمان !!

      هؤلاء النواب الذين لا يختلف إثنان على تسميتهم بنواب الحكومة ... لأنهم يرفضون كل ما يمس الحكومة ووزراءها من آية شبهة أو تهمة .. ومستعدون للدفاع عنهم ببدل الغالي والنفيس ... شيئا نسيت ان تذكره عن هؤلاء النواب .. فهم يتحسسون من كلمة إسمها
      ( تمييز ) ويرفضونها رفضا قاطعا .. ويعتبرونها إتهاما موجه لهم قبل الحكومة .. ويرفضون الإعتراف بوجود تمييز طائفي ممنهج .. ومجرد الكلام في هذا الموضوع يعتبرونه تطرف وطائفية .. وتحريض وفتنة تعمل على زعزعة الأمن والسلم الأهلي وتهددالوحدة الوطنية وغيرها .

    • زائر 2 | 2:10 ص

      هذا هو الفصل الاول

      ماذا عن الفصل الثاني من الكتاب؟
      يقول الكتاب, ان نواب آخر الزمان اناس لهم لحى طويلة واثواب قصيرة يصلون ليل نهار ويقرؤون القرآن بدقة شديدة لا يخطؤون في حرف ولا تشكيلة من تشاكيل الحروف, ولكنهم عندما يصلوا الى الآية التي تقول ( ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار) يخطرون سطر, ويشقحون الى السطر التالي وهكذا دواليك..
      وتيتي تيتي مثل مارحت جيتي
      والقادم اعظم مما سبق,
      لكن ندعوا الله ان ينتقم من هؤلاء النواب المجرمين الذين همهم الوحيد الدفاع عن المجرمين امثالهم.

    • زائر 1 | 1:26 ص

      نواب لا يمثلون إلا أنفسهم ومصالحهم!!

      عندنا ما شاء الله في مجلس النواب من شاكلة نواب آخر الزمان الذين لا يتكلمون بصوت الشعب ويثيرون الفتن وفوق كل ذلك يريدون إخماد كلمة الحق إن تفوه بها أحد النواب الشرفاء..
      نتمنى أن لا يكون لهذه الشاكلة وجود في الطبعة 2010.

اقرأ ايضاً