نسمع دائما عن لجنة رعاية المسنين ولجنة رعاية الأسرة ولجنة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمتد اللجان لتصل الى رعاية الموهوبين والطفولة والمرأة، ولكننا لم نسمع يوما بلجنة رعاية السجناء، فما هي هذه اللجنة وما أهمّيتها في المجتمع البحريني؟
لجنة رعاية السجناء هي لجنة تعنى بالسجناء والمفرج عنهم وأسرهم، وتسعى هذه اللجنة الى بناء مجتمع مترابط ومتكاتف، عن طريق تعزيز مفهوم الواجب الديني والأخلاقي والوطني، كما ترسّخ لدينا مبدأ التكافل الاجتماعي الذي أوصانا به المصطفى محمد (ص).
فبعد أن ينهار كيان السجين وما حوله، تبدأ هذه اللجنة بالعمل على احتوائه، حتى لا تحتويه الجماعات الأخرى فتوظّفه في شئون هدّامة لا تفيد المجتمع بل تضرّه، وبذلك تكون رسالة اللجنة واضحة من خلال الاهتمام بتغذية ثقافة السجين ورعاية عائلته، كما تسعى الى الاهتمام بتحسين حياته بعد الخروج من السجن، فتدعمه ماديا ومعنويا، وتمدّه بما يحتاج حتى يبدأ من جديد بطريقة صحيحة، بحيث يوفّر لنفسه ولأهله حياة كريمة طيّبة.
للأسف الشديد نلاحظ بأنّ مجتمعاتنا العربية لا تغفر مع أنّ خالقها يغفر، ولا تمد يد العون لمن دخل السجن، بل إنّ دخول السجن يصبح كالوشم، لا يتغيّر ولا يخرج من حياة السجين أو المفرج عنه، وتناسى الناس أخلاق الرسول في التكافل والتسامح، بل وتناسوا بأنّ كل بني آدم خطّاء، وأنّ هناك مجالا للتوبة ولتبديل الحياة السيّئة بالجيدة، عن طريق الصحبة وخيرة المعشر.
المملكة العربية السعودية كانت سبّاقة الى استحداث هذه اللجنة، وقامت بالعديد من البرامج التي ساعدت بها السجناء وأسرهم، فساهمت في سداد بعض الديون عن بعض السجناء، الذين بيّنوا نواياهم في تغيير الخبيث وإبداله بالطيّب، كما دعمت برامج التدريب المهني والفني داخل السجون، ودعمت الأنشطة الثقافية والرياضية، وبرامج الرعاية الصحّية والاجتماعية والنفسية.
فالسجين قد يكون ضحيّة أهله أو مجتمعه أو قد يكون ضحيّة نفسه الأمّارة بالسوء، وقد يحتاج الى أساليب معونة نفسية واجتماعية، تخرجه من الهوّة التي أوجدها في حياته، وإننا على يقين بأن ليس هناك طفل يولد شريرا، ولكن هناك عوامل وظروف أدّت الى تحوّله من عنصر فاعل في المجتمع الى آخر مخرّب، ولو اجتهدنا قليلا معه، فإننا بالطبع سنحصد نتائج طيّبة.
بل إننا نستطيع مساعدة بعض السجناء بآخرين مفرج عنهم، وقصدوا حياة التوبة، فيصبحوا بذلك «السجناء المجهولين»، ليدعموا العمليات العلاجية لآخرين دخلوا السجن أو سيخرجون منه، عن طريق سرد قصّتهم والظروف التي أدخلتهم السجن، والتغييرات التي عملت في صالحهم ليصبحوا مواطنين صالحين مرّة أخرى.
لقد ظلم بعض السجناء أنفسهم عندما استشرى الضلال داخل قلوبهم، والبعض منهم بريء ولكن لم تثبت براءته، وأصبح بين جدران السجن الأربعة يعاني ويكره ويتوعّد، فلنمد أيدينا ولنساعد أبناءنا، حتى لا يضيعوا بعد السجن ولا تضيع أسرهم معهم، فهناك الكثير من القصص التي دخل فيها رب أسرة السجن في قصّة ولكن بعد انهيار ما حوله خرج بمجموعة قصص وخرّب كثيرا من الناس، حتى يصبحوا مثله.
فبدل أن تزداد موجة العنف والغضب بداخلهم، لابد لنا كمجتمع واعٍ، أن نمد يدنا ونحتويهم، فنستفيد من طاقاتهم ومن جانب الخير فيهم، ونوظّفه في حماية أسرهم من الضياع والهجران والمشكلات التي ليس لها أول ولا آخر.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2665 - الثلثاء 22 ديسمبر 2009م الموافق 05 محرم 1431هـ
نحتاج مثل هذا الدعم الاعلامي
تعودنا على مملكتنا الحبيبة انها تكون سباقة في عمل الخير بل والريادة في ذلك.. ولله الحمد استفادت الاسر المحتاجة من اقامة مثل هذه اللجان الخيرية في جميع مناطق المملكة وكان لها الاثر الطيب في نفوسهم
اشكر الاستاذة الفاضلة على طرح الموضوع اخوكم مطر الشمري لجنة رعاية السجناء بمنطقة الرياض ((تراحم))
سجين سابق
الابنة العزيزة مريم ، كنت في يوم من الأيام راعي مخدرات و مسجون سنين ، لكن بعد ما طلعت الوضع كان صعب اني تمنيت الرجوع الى السجن ، ما تتوقعين انج اذا مشيتي في درب الظلام اشلون سعب اترجعين ، خاصة انهم يعرفون وينج وين مكانج ، الله يحفظج ويحفظ اعيالي اللي متبريين مني من 15 سنة ، و ما قصّرتي ..
بنت الجيب(2)
الى هذا النوع من الجمعيات الانسانيه التي تضمن حق السجين في حياة كريمه بعد الافراج عنه لا ان نتركه يعاني الم الحياة السابقه و ظلاام الحياة القادمه و نعم نحن نطالب بمثل هذه اللجان حتى لا يعود السجين الى ما كان عليه قبل القبض عليه او السرقه ليؤمن قوت يومه لاهله اولا وله ثانيا ناهيك عن متطلبات الحياة الاخرى و العوده الى السجن و ضياع الاسره من جديد.وفقك الله دائما في حياتك ولك كل التحيه و الاحترام وتابعي كتاباتك على هذا المنوال في القضايا التي تهم المجتمع البحريني الاصيل.لا للتجنيس ( أحبك يا وطني)
بنت الجيب (1)
شكرا يالشروقيه على هذا المقال الرائع يابنت الاصول البحرين فعلا محتاجه لهذا النوع من الجمعيات انتي وضحتي الاسباب هل تعلمين اختي العزيزه ان المسجون بعد الافراج عنه لو اراد العمل في اي جهه وطبعا مابقول حكوميه لانها حامض على بوزه بس على الاقل القطاع الخاص راح يطلبون منه البصمات وبتكون عليه ومسجله في الداخليه وسيرفض طلبه بالعمل لانه سجين سابق طيب السؤال من اين سيعيل هذا الانسان عائلته او اهله اذا الحكومه او الجمعيه اللي تكلمتي عنها ما بتساعده من بيساعده و خاصه اذا اثبت حسن اخلاقه نحن فعلا بحاجه
سلمت يمينك أخت مريم
مقال أكثر من رائع وياريت نشوف رد من أحد المسؤلين الكبار ويطبق في البحرين
بصراحة مقال رائع
اشكرج اشكرج وايد يا استاذة مريم على طرح هذا المقال وهالفكرة الحلوة وايد وايد واتمنى ان هاللجنة تصير على ارض الواقع لان السجناء يظلون بشر باختلاف حكم الجريمة ولهم حقوق انسانية ومحتاجين مثل هذي اللجنة لان فئة من سجناء مظلومين
سجان قديم ..
شكراعلى مقالج الرائع وتاكدي أن هذا العلاج ليس لهذا المجتمع فهناك أساليب ممكن ان تكون اكثر حزما وبالتالي تمنع المجرم من مجرد التفكير في القبام بجريمته،، صدقيني سجون البحرين5 نجوم والجريمه في تزايد ولكن لو كان هناك شده وحزم لتراجعت الجريمة بكل أشكالها ودليلي على ذلك قول الحق ( ولكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب ) نعم مع القصاص العادل لكل جريمه يرتدع المجرم عن جرمه ويعيش المجتمع في امان بإظهار هيبة الدولة وسطوة السلطان وليس بمكافأته على جرمه وتمرده على المجتمع .. تحياتي سيدتي
لن يتحقق
هل يتحقق ويتم إدماج هذه الفئة في المجتمع اعتقد حلم لن يتحقق لأنه يصطدم بالواقع المؤلم حيث إن المجتمع يرفض هذه الفئة ولن يغفر لها
الله يعينهم
شكرآ على الألتفاته
بس على الله تحصل هذه اللجنة على الدعم المالي و المساندة من التجار و المؤسسات التجارية كما الحاصل في المملكة العربية السعودية. و الله يوفقهم.
شكرآ للأخت على طرح هذا الموضوع المهم.
و ما عساها أن تفعل؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم وما عساها أن تفعل هذه اللجنة, بل وما عساها أن تفعل "لجان" حقوق الإنسان قاطبة, قبالة بطش (..........) المتوحّش. مع وافر التحية لك أخت "مريم"