عقد وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق - بالإضافة إلى مصر - مساء أمس اجتماعا «غير رسمي» في دمشق لبحث التداعيات الإقليمية للوضع في العراق.
واتفق الوزراء في ختام الاجتماع على توجيه الدعوة إلى العراق للمشاركة في الاجتماعات الرسمية التي تبدأ اليوم، لكن لم يتضح ما إذا كان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري سيحضر الاجتماع أم لا، وتم تكليف وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح بنقل الدعوة والإجابة. وعلم لدى الوفود المشاركة أن «جلسة رسمية» ستلي هذه المحادثات التي ستتطرق أيضا إلى الجدل الذي حصل بشأن دعوة وزير الخارجية العراقي، للمشاركة في الاجتماعات.
وعلمت «الوسط» أن هناك محاولات تبذلها دول «التحالف» لإقناع زيباري بالعدول عن قراره بعدم المشاركة في الاجتماع الذي سيعقد جلسته الرسمية اليوم (الأحد). وكان وزير الخارجية الكويتي قال: «إن المحادثات ستعقد فقط حال تمثيل العراق»، وأضاف «موقفنا واضح، إن الاجتماع الرسمي لن يعقد إلا بوجود العراق». وقالت مصادر تركية إن مشاركة أنقرة في الاجتماع تعد فرصة سانحة لتأكيد عزمها على إرسال قوات إلى بغداد.
إلى ذلك شلت شائعات إعلان «يوم المقاومة»، الحركة في بغداد أمس، إذ فضل السكان الحد من تحركاتهم.
ومن جانبه، تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش، بـ «الصمود» في العراق قائلا: إن رحيل القوات من البلاد قبل الأوان سيعزز موقف «الإرهابيين»، الذين اتهمهم بأنهم وراء الهجمات الأخيرة.
بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات
رفض العراق حضور اجتماع دمشق أمس في غياب دعوة صريحة إلى المشاركة في حين أعلن الجيش الأميركي أن اثنين من جنوده قتلا وأصيب اثنان آخران بجروح في هجوم أمس في الموصل. وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال تعرضت أيضا لهجومين آخرين في الموصل أسفرا عن سقوط جرحى لكن القوات الأميركية لم تؤكد ذلك. وعاشت بغداد حظرا للتجوال بفعل الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها القوات الأميركية والشرطة بسبب المخاوف من «يوم المقاومة».
وجاء في بيان للجيش أن «جنديين من الفرقة 101 المجوقلة قتلا واصيب اثنان آخران بجروح في هجوم بعبوة ناسفة يدوية الصنع» لدى مرور آليتهم. وقال ضابط في الشرطة في موقع الهجوم «إن الأميركيين يسلكون يوميا هذه الساحة في وسط المدينة. كان هناك ازدحام وتوقفت سيارتان تعملان بالدفع الرباعي يستقلهما اشخاص بلباس مدني. وحصل انفجاران بعيد ذلك وتضررت السيارات». وأضاف «وصلت عناصر الشرطة أولا وسدوا الطريق. ثم وصل الجنود الأميركيون بسيارات إسعاف تابعة للجيش ونقلوا الضحايا».
وقالت متحدثة باسم قوات التحالف في وقت سابق إن عدة جنود أصيبوا في انفجار لغم في الموصل. وبعد ذلك أكد الشاهد مهند خليل (37 سنة) الذي يسكن وسط المدينة «ان رجالا مسلحين قصفوا رتلا بقذائف قرب فندق الموصل وسط المدينة». بينما قال الصحافي نزار المالكي «إن انفجارا استهدف رتلا أميركيا في حي رأس الجادة (وسط)» مضيفا ان «ستة جنود أميركيين جرحوا في الانفجار».
من جهة أخرى أكد مصدر في الشرطة ان أربعة عناصر من الشرطة أصيبوا بجروح في الموصل أيضا اثر تعرض دوريتهما لهجومين منفصلين بأسلحة اوتوماتيكية نفذهما مجهولون. وأضاف ان «الهجوم أسفر عن إصابة ثلاثة من أفراد الشرطة بجروح مختلفة بينما لاذ المنفذون بالفرار». وأكد ان «الشهود الذين رأوا العمليتين أعطوا بيانات للشرطة عن طراز سيارة المهاجمين ومعلومات أخرى عن المهاجمين وان دوريات الشرطة تكثف عملها بحثا عن الجناة».
كما أكد قائد شرطة النجف العميد عزيز خضير محمد ان الشرطة عثرت صباح أمس على عشرة صواريخ من طراز كاتيوشا جاهزة للاستخدام بالقرب من احد مراكز تدريب الجيش السابق. وسقطت قذيفة هاون ليلة الجمعة السبت على مدرسة ابتدائية بالقرب من بعقوبة كانت تستهدف معسكرا مهجورا للجيش السابق يستخدمه جنود أميركيون من دون حدوث إصابات.
وعبر الخوف أو التعاطف، نجحت «المقاومة» في فرض حضورها بعد ستة اشهر فقط من إعلان نهاية العمليات العسكرية الرئيسية في العراق. وكانت بغداد أمس شبه مشلولة على اثر إشاعات أعلنت موجة من الهجمات تبدأ أمس لإعلان «يوم المقاومة».
واختار غالبية الأهالي عدم إرسال أبنائهم للمدارس واشتغلت الكثير من الخدمات العامة بوتيرة بطيئة. ولم يذهب موظفو المنظمات الدولية إلى مكاتبهم وأغلقت المحلات أبوابها. وانتشرت قوات الأمن في الشوارع وأمام المدارس. وانكفأت القوات الأميركية رويدا رويدا داخل تحصيناتها خلف أسوار الاسمنت المسلح، ولم تعد تقوم بأعمال الدورية راجلة بل ضمن قافلة.
وأعلن، أعلى ضابط أميركي في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز، أمس ان الهجمات ضد التحالف ليس سوى «تصعيد للعنف من دون أهمية كبرى من وجهة النظر الاستراتيجية والعملانية». ومن جهته أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس ان سحب الجنود والإداريين الاميركيين من العراق «قبل الأوان» من شأنه أن يشجع الإرهابيين ويزيد التهديدات ضد الولايات المتحدة. وقال في خطابه الأسبوعي إن «الولايات المتحدة ستستكمل عملها في العراق».
وأضاف بوش «خلال العقود القليلة الماضية أصبح الإرهابيون يعتقدون أنهم إذا ضربوا أميركا بقسوة كما حدث في لبنان والصومال فإن أميركا ستتراجع. وقبل خمس سنوات قال احد الإرهابيين إن هجوما يمكن أن يجعل أميركا تفر في اقل من 24 ساعة (...) لقد تعلموا الدرس الخاطئ».
إلى ذلك زعمت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس نقلا عن مسئولي مكافحة الإرهاب في ست دول ان مئات المتشددين المسلمين من أوروبا والشرق الأوسط يتوجهون إلى العراق لقتال قوات الاحتلال. وذكرت الصحيفة ان «مسئولي الاستخبارات يقولون انه منذ الصيف الماضي رصدوا تدفقا متزايدا من المتشددين المسلمين إلى العراق».
وذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية في عددها الذي يصدر غدا الاثنين ان وحدة ألمانية خاصة لمكافحة الإرهاب موجودة في العراق لحماية فريق من الخبراء أرسلتهم برلين للمساعدة في بناء شبكة توزيع مياه الشرب.
في غضون ذلك غادر الموظفون الدوليون بالأمم المتحدة بغداد أمس متوجهين إلى قبرص لإجراء محادثات بشأن ما إذا كان بمقدورهم استمرار مزاولة مهماتهم في العراق.
على صعيد متصل وصل وزراء خارجية البلدان المجاورة للعراق بالإضافة إلى مصر أمس دمشق لعقد اجتماع عن الانعكاسات الإقليمية لعدم استقرار الوضع في هذا البلد في حين أعلنت بغداد عن عزمها على عدم الانضمام إلى المناقشات.
وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس انه يرفض حضور الاجتماع في ظل غياب دعوة صريحة وواضحة. وقال في مؤتمر صحافي في بغداد «في غياب دعوة صريحة وواضحة من الحكومة السورية للعراق إلى المشاركة في الاجتماع فان هذه المشاركة غير ممكنة عمليا» مضيفا ان «أسلوب وطريق توجيه الدعوة لا ينسجم مع كرامة العراق».
وقال مصدر سوري مسئول رفض الإفصاح عن هويته إن إعلان الزيباري يعد «إنهاء للجدل القائم عن حضور أو عدم حضور العراق وبالتالي (يعد) تسهيلا لمهمة الاجتماع». وفي تطور متصل دعا رئيس مجلس الحكم، جلال الطالباني، الدول المجاورة للعراق إلى مساعدة هذا البلد لمكافحة عمليات تسلل الإرهابيين.
في غضون ذلك أعلن الحاكم المدني بول بريمر أمس ان التحالف «سيعجل» في تسليم السلطة للعراقيين. وقال في مؤتمر صحافي عقده في بغداد «سنسعى وراء الوسيلة التي تعجل في تسليم السلطة إلى الحكومة العراقية». كما أعلن ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين «حي يرزق وفي العراق» وان عملية إلقاء القبض عليه تشكل «أولى اولوياتنا».
هافانا - أ ش أ
انتقد الرئيس الكوبي فيدل كاسترو أمس رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه ماريا أثنار واتهمه بأنه يقوم بزيارة أميركا اللاتينية لتجنيد شبان للحرب في العراق... مؤكدا أن «ذلك لم يحدث قط خلال خمسمئة عام حيث لم يأت أي فارس إسباني مثلا لتجنيد أبناء أميركا اللاتينية للقتال في أية مستعمرة». وكان كاسترو يشير بذلك إلى عسكريين من أميركا الوسطى يخدمون تحت قيادة إسبانية في العراق.
وأكد كاسترو في ختام مؤتمر العلوم الاجتماعية الذي عقد في هافانا وحضره خبراء من 36 دولة أن «ساعة أميركا اللاتينية قد حانت» وذلك في إشارة إلى المستقبل
العدد 422 - السبت 01 نوفمبر 2003م الموافق 06 رمضان 1424هـ