محمد أبو فياض، وكالات
قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع، أمس إنه لا يمانع من الاجتماع برئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، لكنه نفى أن تكون هناك أية لقاءات مرتبة بين الطرفين.
وقال للصحافيين: «هناك اتصالات لكن لا أعرف أن كانت هناك لقاءات مع رئيس الوزراء ولكننا لسنا ضدها».
وكان التلفزيون الإسرائيلي ذكر أن شارون قد يلتقي مع قريع بعد تشكيل حكومة فلسطينية موسعة.
وفي تطور آخر، رشحت حركة فتح العضو المخضرم رفيق النتشة، لتولي رئاسة المجلس. وأعرب النتشة عن اعتقاده بأنه سيحصل على موافقة معظم أعضاء المجلس على اختياره.
من جهة ثانية، اتهم مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين «إسرائيل» بالضلوع مباشرة في الهجوم الذي استهدف موكبا لمبعوثين من طاقم السفارة الأميركية في غزة. وقال: «لا أحد لديه غاية من القيام بهذا العمل إلا الإسرائيليون»
الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات
وصف رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء) ما يجري حاليا من اتصالات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأنها «ليست مفاوضات بل اتصالات لتحديد المواقف من قضايا معينة». في حين نصحه مؤسس حماس بالسعي من أجل القضية الفلسطينية وعدم الخضوع للمطالب الإسرائيلية والأميركية. واختارت الكتلة البرلمانية لحركة «فتح» في المجلس التشريعي الفلسطيني رفيق النتشة، وزير العمل السابق مرشحا عنها في الانتخابات المقبلة لرئاسة المجلس التشريعي.
وقال قريع لم يتبق من عمر حكومة الطوارئ التي يرأسها سوى أيام معدودة ولم يتضح مصير الحكومة المقبلة بعد ولهذا لا يمكن الحديث عن مفاوضات جدية قبل تشكيل الحكومة الموسعة. وكانت مصادر فلسطينية وإسرائيلية قد قالت أمس الأول إن الحوار استؤنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين بعد جمود لمدة ثلاثة أشهر. وأكد المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة وجود اتصالات مع الإسرائيليين. فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أنه سيلتقي قريبا مسئولين فلسطينيين كبارا.
ومن جهته أوضح المستشار الأمني للرئيس الفلسطيني أن موعدا لم يتحدد لعقد اللقاء مع موفاز. وأضاف «ان الفلسطينيين ليس لديهم مانع لعقد أي اجتماع مع الجانب الإسرائيلي شريطة أن تتوافر الجدية فيه».
وذكر تلفزيون القناة الثانية الإسرائيلي مساء أمس الأول أن «إسرائيل» ستقترح عقد اجتماع بين رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع فور انتهاء قريع من تشكيل حكومته الجديدة التي يتوقع أن يعرضها على المجلس التشريعي الفلسطيني الأسبوع المقبل. وجاء ذلك في أعقاب تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الخميس الماضي باستعداده لإجراء مفاوضات مع قريع في أي وقت. وفي السياق ذاته اعتبر وزير الإسكان في الحكومة الفلسطينية عبدالرحمن حمد أن تصريحات شارون مجرد محاولة للهروب من أزماته الداخلية وللخروج من المأزق الذي يواجه حاليا على خلفية فتح ملفات الفساد له ولأسرته والانتقادات الموجهة إلى حكومته من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وفي سياق متصل انتخب ممثلو حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني أمس النائب رفيق النتشة مرشحا لهم عن رئاسة المجلس خلفا لأحمد قريع وهو منصب يحدد من يخلف الرئيس الفلسطيني في الولاية.
وفاز رفيق النتشة في الجولة الثانية بغالبية الأصوات وهي 26 مقابل 18 أمام روحي فتوح النائب الثاني لرئيس المجلس السابق بعد انسحاب النائب الأول لرئيس المجلس إبراهيم أبوالنجا وكان رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي استقال من منصب رئاسة المجلس التشريعي قبل أسبوع بعد تكليف عرفات له برئاسة الحكومة.
وقال النتشة للصحافيين بعد ترشيحه: «تمت الانتخابات بشكل ديمقراطي وسري وستنتقل الآن للمجلس التشريعي لأنه هو صاحب الكلمة الأخيرة والمفروض أن تعقد جلسة يوم الاثنين (غدا) أو الثلثاء». وأضاف النتشة ان القرار النهائي لرئاسة المجلس التشريعي ليس لحركة فتح فقط وإنما لجميع أعضائه.
وفي رده على سؤال عما إذا كان يعتقد بان فتح ستحظى بغالبية الأصوات في انتخابات رئيس المجلس قال «لا شك في ان هذا متوقع». ويقضي القانون الأساسي الفلسطيني بأن رئيس المجلس التشريعي هو من يخلف الرئيس الفلسطيني ما يضفي على منصب رئيس المجلس أهمية كبيرة لدى صانعي القرار الفلسطيني والإقليمي والدولي.
من جهة أخرى أعلن مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين في مقابلة خاصة مع وكالة «يونايتد برس انترنشونال» أن الوقت ليس مناسبا للحديث عن الهدنة «طالما تستمر «إسرائيل» في هجماتها العسكرية على الفلسطينيين». ويقول ياسين «عندما يتوقف العدوان على شعبنا، عندها فقط يمكن التحدث في الأوضاع الراهنة، لكن في ظل استمرار الاعتداءات لن يكون هناك حديث عن هدنة».
وبشأن اللقاء مع قريع قال ياسين: «الترتيبات جارية لعقد هذا الاجتماع، لكن متى ومن سيحضره لا احد يعرف». ويضيف «لن نقفل أبدا أبوابا في وجه الحوار، نحن مستعدون للقاء مسئولي السلطة الفلسطينية الوطنية وغيرها من الأطراف».
وأجاب الزعيم الروحي لحماس عند سؤاله عما إذا كان مستعدا للاعتراف بـ «إسرائيل» إن أوقفت عملياتها العسكرية وإجراءاتها الأمنية ضد الفلسطينيين بالقول «عندما استعيد كياني (فلسطين) وأقف بحرية على ارضي، عندها من الممكن بحث هذا الموضوع».
وتابع «هناك مجال للحديث عن الاعتراف بدولة «إسرائيل» لكن طالما أنا «مرحل» عن وطني ولم استرجع بيتي، من المستحيل أن اقبل بجيش محتل على أرضي». وختم ياسين حديثه برسالة وجهها إلى قريع بالقول «عليك العمل لصالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وعدم الخضوع للضغوط الأميركية والإسرائيلية».
ميدانيا أفاد مصدر أمني فلسطيني أن فلسطينيا استشهد أمس برصاص جنود إسرائيليين في نابلس في شمال الضفة الغربية. وقال المصدر نفسه إن محمد حمد (23 عاما) أصيب برصاصة في الصدر حين فتح جنود إسرائيليون كانوا في آلية النار باتجاهه فيما كان على دراجته النارية في مخيم عسكر للاجئين في مدينة نابلس. وأضاف المصدر نفسه إن الشاب استهدف لأنه كان يسير في شارع من المخيم يحظر فيه الجيش التنقل. وأعلنت كتائب «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن إحدى سراياها أطلقت صاروخين من طراز «قدس 2» وقذيفتي «هاون» مساء أمس الأول في اتجاه بلدة «المجدل» شمال قطاع غزة.
من جهة أخرى قدم مركز الدفاع عن حقوق الإنسان في «إسرائيل» التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد المسئولين عن أحد السجون السرية في «إسرائيل» الذي يستخدم لاحتجاز وتعذيب معتقلين فلسطينيين وعرب لا ترغب «إسرائيل» في كشف حقيقة احتجازهم لها.
بينما توغلت قوة عسكرية إسرائيلية فجر أمس، في مخيم طولكرم وسط إطلاق كثيف وعشوائي للأعيرة النارية والقنابل الصوتية.
وفي البيرة فشلت قوات كبيرة من جيش الاحتلال في اعتقال أحد المطاردين التابعين لحركة حماس في مدينة البيرة بعد محاصرة منزله، ولم تعثر عليه داخله.
سيحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، الذي يبدأ اليوم الأحد زيارة لموسكو، إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بالتخلي عن فكرة استصدار قرار جديد في مجلس الأمن الدولي بشأن خطة السلام الأخيرة للشرق الأوسط.
وتأتي زيارة شارون لروسيا - التي تستغرق ثلاثة أيام - في حين طرحت روسيا الخميس الماضي في مجلس الأمن الدولي نصا لكي تتبنى هذه الهيئة رسميا «خريطة الطريق». وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة سيرغي لافروف انه يريد أن يتم تبني هذا القرار «بالإجماع» الأسبوع المقبل «بالتزامن مع إعلان الحكومة الفلسطينية الجديدة» التي سيشكلها مبدئيا أحمد قريع. وقال مسئول إسرائيلي «ليس من الضروري إشراك الأمم المتحدة بهذه الطريقة لأن من شأن ذلك أن يوجه ضربة قاضية إلى خريطة الطريق». وأضاف ان الأمم المتحدة «التي تتخذ منهجيا موقفا معاديا لإسرائيل ستطلب من الجانب الإسرائيلي فقط تطبيق الالتزامات التي تنص عليها الخريطة دون الاكتراث لما يقوم به الفلسطينيون». وخلال زيارته لموسكو سيلتقي شارون أيضا رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف ووزير الخارجية إيغور إيفانوف ووزير الدفاع سيرغي إيفانوف. وسيرافق شارون وزيرة الاستيعاب تسيبي ليفني ووزير النقل افيغدور ليبرمان الروسي الأصل الذي يتولى رئاسة المجلس الاقتصادي الإسرائيلي الروسي
العدد 422 - السبت 01 نوفمبر 2003م الموافق 06 رمضان 1424هـ