العدد 423 - الأحد 02 نوفمبر 2003م الموافق 07 رمضان 1424هـ

على باب اللّه...

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

كثيرا ما يحدث ذلك، فما إن يتخرج الطالب «وخصوصا في الثانوية» وتسأله عن عمله فإما أن يقول: إني أعمل في شركة «كل ودور» أو يقول على باب الله... ولكن في هذا الوقت الذي تتأهب فيه البحرين لإقامة مشروعات ضخمة في غضون السنوات القليلة - والبعيدة - المقبلة، ومن أهم هذه المشروعات التجارية والسياحية حلبة سباق الفورمولا 1 ومرفأ البحرين المالي قد تتغير الإجابات بعض الشيء مع بعض التحفظ... وفي خضم هذا كله يبقى سؤال الشباب عن نصيبهم من فرص العمل التي ستوفرها مشروعات كهذه وغيرها.

فمشروع الفورمولا 1 بما يحويه من مرافق، وبما كلفه من مبالغ خيالية لابد أن يوفر فرص عمل كفيلة بسد فراغات كبيرة في أوساط البطالة وفي أوساط حياة الشباب... ولابد أن نشير في هذه العجالة إلى مسألة لا تخلو من الغموض، أو بعبارة أدق لا تخلو من التملق، فلماذا تعرض بعض أقسام الجامعة وغيرها من الجهات التعليمية على طلبتها أن يتطوعوا مجانا بشغل بعض الوظائف ومساعدة المنظمين بحجة اكتساب الخبرة والتدريب؟! ومهما كان الهدف من وراء ذلك فإنه مكشوف، ولا يحق بمكان لهذه الجهات أن تسد فراغا بحجة واهية وهناك أفراد بأمس الحاجة له...

لا يختلف اثنان على أنه لا ضير من العمل التطوعي ولا ضير من مساعدة الآخرين في أعمالهم، ولكن أن يكون ذلك على حساب مصالح آخرين فهو أمر مرفوض.

ولكي لا نتشتت في جنبات الموضوع ونخوض في متاهات لا تنتهي، فإن هذا المشروع الضخم لابد - ومن دون أدنى شك - أن يوفر وظائف مناسبة لعاطلين هم بأمس الحاجة لها، هذا إذا لم يتم استجلاب خبراء آسيويين وأوروبيين لهذا المجال على اعتبار أنهم رواد هذه الرياضة أو هم - كما تعودنا وسمعنا - أكثر خبرة في هذا الإطار.

والمشروع الذي تتوجه له أنظار الشباب، بل وأنظار العالم ككل، وإن كان على مسافة زمنية بعيدة بعض الشيء، ألا وهو مشروع مرفأ البحرين المالي... هذا المشروع الخيالي في موازنته وهيأته سيجعل من البحرين مركزا ماليا يستقطب رؤوس الأموال الأجنبية ويجعل منها بؤرة للعمل التجاري والمالي.

وتعود الحكاية، فهذا المشروع سيوفر وظائف بأنواع عدة، ستشمل حامل الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي وحتى الأمي... ولكن يظل هذا كله محض افتراض إن لم يتم استجلاب الخبراء في التنظيف والهندسة وخبراء الحسابات لأنهم مرة أخرى أرباب العمل ورواد النهضة التجارية.

ويبقى الأمل يحدو الشباب بألا يغلق عليهم باب لطالما حلموا بأن يفتح وألا يغلق كما أغلقت بعض الأبواب... وليس ذكر المرفأ المالي والفورمولا 1 يعني أن هذين المشروعين هما الوحيدان على الساحة المحلية، ويبقى التمني أن تفسح مثل هذه المشروعات مهما كانت الفرصة لأصحاب البلد وخصوصا الشباب الذي يحلم بالحياة الكريمة... وأن يفسحوا المجال للشباب لكي لا يضطروا للخروج والعمل خارج البلد، وأن يزال اللقب الذي أطلقه عليهم أبناء الخليج والتصق بهم وهو «هنود الخليج»

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 423 - الأحد 02 نوفمبر 2003م الموافق 07 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً