العدد 428 - الجمعة 07 نوفمبر 2003م الموافق 12 رمضان 1424هـ

الصبغة التراثية للقرية تلقي بظلالها على أجواء رمضان

الجسرة تزدهي في شهر الله

علي العليوات comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تكتسي قرية الجسرة في ليالي شهر رمضان حلة بهية، إذ تنشط العلاقات الاجتماعية بين الأهالي، وتزداد وتيرة الأنشطة على اختلاف أنواعها، وتشهد القرية حركة غير مشهودة في بقية أيام العام. التقت «الوسط» رئيس صندوق الجسرة الخيري ونائب رئيس مركز شباب الجسرة مبارك سالم العميري ليتحدث عن الجسرة في شهر رمضان، فقال: «يقضي أهالي الجسرة أوقاتهم في شهر رمضان بين الذهاب إلى العمل في الصباح، وفي فترة العصر يكون الانشغال بالصلاة وقراءة القرآن والعبادة،

وبعد صلاة التراويح تفتح المجالس أبوابها وتبدأ الزيارات بين الأهالي، إذ لايزال الترابط الاجتماعي موجودا بين الأهالي وهي سمة يتميز بها الشهر الفضيل. وفي السابق كان شهر رمضان يقتصر على وجود المجالس التي تمارس فيها الألعاب الشعبية (الكيرم والدامة وغيرها)، أما الآن فقد اتسعت الأنشطة وتنوعت من خلال وجود مركز الشباب والصندوق الخيري».

وعن فعاليات مركز شباب الجسرة في شهر رمضان، يقول العميري: «شارك المركز بمجموعة من شباب القرية في دورة بتلكو الرمضانية لكرة القدم، ويرتاد الأهالي على المركز من أجل ممارسة مختلف الألعاب الشعبية والألعاب الرياضية كتنس الطاولة، بالإضافة إلى ذلك ينظم المركز مسابقات ثقافية للشباب في شهر رمضان، وقد تم إدخال بعض الأمور التراثية في هذه المسابقة كالألغاز والألعاب الشعبية من اجل إحيائها والحرص على ارتباط الشباب بهذه الموروثات، كما قام المركز بتوزيع مسابقات عامة على الأهالي خاصة بالشهر الكريم، وسيقام احتفال في الأيام الأخيرة من الشهر لتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات، كما تم التخطيط من أجل أن يشمل يوم الاحتفال مسابقة دينية».

وأشار العميري إلى أن «صندوق الجسرة الخيري ينظم مسابقة في تحفيظ القرآن الكريم، تهدف إلى تشجيع وتحفيز الشباب على تلاوة القرآن الكريم في هذا الشهر».

ويمضي في حديثه: «من العادات التي مازالت موجودة حتى يومنا هذا ويتميز بها شهر رمضان هي احتفالية القرقاعون التي تشهد خروج الصغار إلى الشوارع في أجواء فرح وسرور وهم ينشدون الأهازيج المعتادة في مثل هذه الليلة، وكانت تصاحب القرقاعون في الماضي ظاهرة (الفريسة) التي كان يقوم بها الشباب غير أنها اختفت في الوقت الحالي. ومن الألعاب الشعبية التي اختفت (الخشيشة أو الصرقيع) إذ كانت منتشرة بشكل كبير في شهر رمضان».

وتطرق العميري إلى دور الصندوق الخيري في رمضان بقوله: «يقدم الصندوق الخيري المساعدات العينية إلى الفقراء والمحتاجين من أهالي القرية وهي عبارة عن مواد تمويلية، ويتم ذلك بالتعاون مع إدارة الأوقاف السنية».

وتنقلنا رئيسة مركز الجسرة للحرف اليدوية الشيخة وفاء بنت سيف آل خليفة إلى المركز من اجل أن تطلعنا على أجواء المركز خلال شهر رمضان... «أقام مركز الجسرة للحرف اليدوية وللعام التاسع على التوالي مهرجان ليالي رمضان والذي أطلق عليه في هذا العام تسمية (قرقاعون) ونظم في هذا العام برعاية وزير الإعلام على مدار أربع ليال في الأسبوع الثاني من شهر رمضان، وكان الاحتفال بمصاحبة فرقة شعبية بالإضافة إلى وجود (الفريسة)».

وأشارت إلى أن الاحتفال تضمن على مسابقات تراثية ودينية للأطفال، بالإضافة إلى وجود فعاليات متنوعة مثل السوق الشعبي الذي يبيع الأزياء الشعبية، سوق للأكلات الشعبية، نقش الحناء، الطبخ إذ قامت مجموعة من النساء بإعداد مختلف الأطعمة الشعبية مثل خبز الرقاق و«الخنفروش» وغيره مما يشتهر به شهر رمضان. إلى جانب ذلك قام الحرفيون بعرض إنتاجاهم من السلال والفخار وغيرها، كما تم عمل مسابقة لأفضل زي للأولاد والبنات.

وتضيف: «يسعى المركز من وراء إقامة هذه الفعاليات إلى تعريف الناس بالأشياء التراثية، في محاولة للحفاظ عليها من الاندثار، كذلك يهدف المركز إلى تعريف الأطفال وزيادة ارتباطهم بما هو موروث من الأجداد».

وتتحدث عن المرأة في الجسرة: «من أبرز ما تنشغل به المرأة في قرية الجسرة خلال شهر رمضان هو إعداد خبز الرقاق، فهناك طلبات متزايدة على شرائه قبل دخول الشهر الفضيل، كذلك تقوم النساء بصنع «السفر» و«المكباءة» وهي نوع من منتجات النخلة تستخدم لتغطية الطعام بها، وتقوم نساء الجسرة بمساعدة المركز في تنظيم المهرجان الرمضاني»

العدد 428 - الجمعة 07 نوفمبر 2003م الموافق 12 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً