من المخجل أن نكون متأخرين في كل شيء... حتى في بديهية من بديهيات العمل «الاجتماعي» الذي من المفترض أن تكون البحرين رائدة فيه بشكل كبير... فالمعوقون وعلى رغم اهتمام ورعاية الدولة بهم بشكل لا بأس به، فإن الكثير من الأمور لا تتم إلا بعد أن ينجزها الغير قبلنا وبأشواط، وهذا شيء لا يستهان به في العمل الاجتماعي بطبيعة الحال... من تلك الأمور التي مازالت تحت وطأة الغفلة هي المرأة المعوقة وحقوقها... فهي بالضرورة ليست كالمرأة العادية في الحقوق لكونها معوقة وتحتاج إلى خصوصية في التعاطي، وهي أيضا ليست كالمعوق لكونها إمرأة، ودمج الحقين بخس لها في الغالب...
وهنا تبرز أهمية الاهتمام والاستفادة من تجارب الآخرين، فجمهورية اليمن مثلا لم تغفل المرأة المعوقة في مؤتمرها السنوي للمرأة اليمنية الذي ركز على عدة أمور تخص المرأة والمرأة المعوقة... وإنها لتجربة فريدة من نوعها نتمنى أن نستفيد منها...
وقد تطرق المؤتمر إلى تعليم النساء المعوقات إذ إنه: حق من حقوق الإنسان ومطلب يتوافق مع مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين، ومجانية التعليم، إن الأمر يقتضي إيصال هذه الخدمة الاجتماعية إلى هذه الفئة بمختلف تنوع إعاقتها وتمكينها منها، أسوة بما نسميهم الأسوياء من أقرانهم مع مراعاة تعويضهم بوسائل مختلفة تمكنهم من اجتياز ما يصادفهم من معوقات التعليم أو التدريب أو التأهيل ومن ثم المشاركة في العمل في خدمة المجتمع وبناء الوطن ليتمكن المعوقون من التغلب على الشعور بالنقص الذي يلازمهم نتيجة المقارنة بينهم وبين غيرهم من الناس العاديين فعندما يجد المعوق نفسه قد تحدى إعاقته وقهرها وصار منتجا ومشاركا بفاعلية في التنمية سواء كان ذلك الإنتاج فكري أو مادي عندئذ ينسي إعاقته ولكن في ظروف تفشي الأمية ستظل الإعاقة ولن يتمكن من التغلب على مشكلاتها وتفشيها ولن يلتفت للمعوق في ظل ارتفاع نسبة الأمية.
إن المرأة المعوقة تواجه الكثير من العوائق والصعوبات التي تحول بينها وبين إتمام دراستها ومنها.
1- عوائق هندسية تمنع الوصول إلى مباني المدرسة.
2- عدم تقبل إدارة المدرسة لها واعتبارها عبئا على الكادر التعليمي وعلى زميلاتها.
3- تعليق الطلاب والطالبات والسخرية من المعوق.
4- عدم وجود الكراسي أو الأجهزة المساعدة.
5- قلة المراكز المتخصصة لفئات الإعاقة مقارنة بعدد السكان.
6- تقديم الخدمات في المحافظات وبعض مراكز المدن فقط.
7- صعوبة المواصلات وعدم اهتمام الأسرة بمساعدة المعوق في توصيلها إلى المدرسة.
8- عدم تنفيذ القوانين التي تشير إلى خصوصية وحق المعوق في التعليم الخاص به.
من الجدير جدا أن تلتفت الجهات المعنية إلى أن هناك نساء معوقات يعانين من الكثير من شظف العيش وغربة الواقع وتعسر الطريق، إن الاستفادة والبدء بها هي الأجدى في إطار تحصيل ثمار المستقبل
العدد 431 - الإثنين 10 نوفمبر 2003م الموافق 15 رمضان 1424هـ