أعلن بنك المشرق أمس طرح خدمة جديدة تتيح لأول مرة في الإمارات تقديم قروض سكنية للوافدين تمكنهم من شراء منزل بعد السماح للأجانب بتملك العقارات في بعض إمارات الدولة مثل دبي والشارقة. وقال رئيس مجلس إدارة البنك - وهو اكبر مصرف يملكه القطاع الخاص داخل الإمارات - عبدالعزيز الغرير: «إن هذه الخطوة تهدف إلى الدخول إلى سوق العقارات السكنية المتاحة للأجانب والتي قدر حجم المعروض منها للبيع خلال السنوات الخمس المقبلة بنحو 40 مليار درهم - 10,9 مليارات دولار»، وأوضح الغرير خلال مؤتمر صحافي أمس في دبي أن حجم القرض الذي بدأ بتقديمه فعلا منذ أيام للوافدين يتراوح بين مليون وثلاثة ملايين درهم وسيكون لمدة 15 عاما وبفائدة قدرها 6,49 في المئة.
وقال: «يشهد قطاع العقارات نموا كبيرا إذ أصبح بالامكان شراء هذه العقارات خصوصا في إمارتي دبي والشارقة مما يفتح مجالا كبيرا لنا للدخول بقوة إلى هذا القطاع من خلال تمويل شراء السكن للأفراد من المقيمين بشروط جيدة».
وردا على سؤال أعرب الغرير عن اعتقاده بأن سوق العقارات ستصبح مفتوحة للأجانب في عدد من الإمارات الأخرى مثل عجمان ورأس الخيمة والفجيرة إذ تقام فيها مشروعات عقارية كبيرة يمكن أن تكون مفتوحة لتملك الأجانب.
وكشف رئيس مجلس إدارة مصرف المشرق النقاب عن توقيع اتفاقات بين مصرفه وكل من شركات النخلة وإعمار والجميرا العقارية التي تنفذ مشروعات سكنية عملاقة داخل إمارة دبي يتولى المصرف بموجبها تقديم القروض لمن يطلب ذلك من الوافدين من خلال هذه الشركات أو من قبل أية شركات أخرى. وتوقع الغرير أن تصدر قريبا قوانين واضحة عن امكان تملك الأجانب للعقارات في مختلف أنحاء الدولة. وقال: «هنالك أموال كبيرة تم ضخها في قطاع العقارات والكثير من رجال الأعمال والمستثمرين وضعوا أموالهم في هذا المجال ونحن نتمنى أن يخرج قانون واضح إلى حيز الوجود عن تملك الأجانب للعقارات».
وكانت إمارة دبي أعلنت مع بداية طرح مشروع النخلة العقاري العملاق الذي يقام على جزيرتين صناعيتين مقابل سواحل دبي بكلفة تقدر بنحو ثلاثة مليارات درهم انه وفقا لقرار من ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سيتمكن الأجانب من تملك العقارات في المشروع بدلا من القرارات السابقة التي كانت تنص على الإيجار لمدة 100 عام. وستمنح الإقامة لمن يتملك سكن بالإضافة إلى أفراد أسرته وحتى خدمه.
وبالإضافة إلى مشروع النخلة تقيم دبي أيضا 200 جزيرة اصطناعية أمام ساحلها على شكل خريطة العالم بالإضافة إلى مشروعات عمرانية أخرى تقوم بها كل من شركتي إعمار والجميرا ريزيدنس. كما أعلن حديثا عن إقامة مشروع سياحي وترفيهي ضخم هو دبي لاند بكلفة خمسة مليارات دولار وبناء ما يقال انه أول فندق تحت الماء.
وتسعى الإمارة التي بدأت ثروتها النفطية بالنضوب إلى تنويع دخلها وجعل دبي وجهة سياحية عالمية لتستقبل نحو 15 مليون سائح في العام 2010.
وردا على سؤال عن سبب الطفرة التي يشهدها مجال العقارات قال الغرير إن ذلك يعود إلى عودة الكثير من الأموال التي كانت مستثمرة في الخارج إلى المنطقة بالإضافة إلى عدم هجرة المزيد من الأموال ووجود فرص استثمارية كبيرة في قطاع العقارات الذي يعتبر من القطاعات الواعدة.
ووصل حجم أصول بنك المشرق في نهاية العام 2002 إلى نحو 23,6 مليار درهم. وفي ابريل/ نيسان الماضي ارتفع عدد أسهم البنك المسجلة في سوق دبي المالي إلى 71,158 مليون سهم من 7,1589 ملايين سهم بناء على قرار الجمعية العامة للبنك تجزئة أسهمه البالغ سعرها الاسمي 100 درهم للسهم ليصبح ثمن السهم الواحد عشرة دراهم
العدد 433 - الأربعاء 12 نوفمبر 2003م الموافق 17 رمضان 1424هـ