نشرنا من قبل في صحيفة «الوسط» معاناة عائلة الستراوي التي أبعدها القدر عن موطنها وحال بينها وبين أهليها... شاءت الأقدار أن تبتعد هذه العائلة بحكم ظروف الزمن عن أرض المملكة منذ عشرات السنين. عاشت في الغربة وتنقلت بين البلدان. ولكن الحنين إلى الأهل والوطن من جهة، وصعوبة العيش بين الأغراب بلا هوية ولا جنسية من جهة أخرى، أنهكاها فعادت لتحصل على حق مشروع لكل المواطنين، ولكن...

وقد قال فؤاد الستراوي حينها: «مشكلتنا قديمة وليست بجديدة، وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر في الصحف أو المرة الأولى التي نطالب فيها... خمس سنين أو يزيد هي المدة التي طالبنا فيها بالجواز والجنسية البحرينية، وكنت آتي إلى البحرين كل سنة بواسطة جواز كويتي (مادة 17)، وذهبت إلى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله لاسترجاع الجنسية، وتقدمت كذلك بطلب إلى رئيس الوزراء وولي العهد ولكنا لم نحصل على أي شيء»...

المستجد في القضية أن «الوسط» تسلمت عددا من الوثائق، بعضها جوازات لأعمام العائلة وهي جوازات بحرينية، وأوراق وقعها المعتمد البريطاني في البحرين تثبت جنسية جدهم وهو بحريني أبا عن أب وجدا عن جد... ومن ضمن الأوراق رسالة وجهت إلى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله قيل فيها «... مضى أكثر من عشر سنوات ونحن، أفراد هذه العائلة، نعيش بلا وثائق أو هوية سوى وثائق الأمم المتحدة التي صنفتنا لاجئين معدومي الجنسية، وقرار من محكمة البحرين وبعض صور عن جوازات جدي وأعمامي ومنها هذه المحنة التي لا تنتهي (...) ونحن يا سيدي بعض أفراد هذه العائلة مع أطفالي وزوجتي وابنة عمي نعيش في الكويت، أرض المحبة والوفاء لكل البحرينيين الشرفاء»...

عائلة الستراوي بموجب ما يحملونه من أوراق بحرينيون وفقا لما نصت عليه المادة 4 من قانون الجنسية لسنة 1963 على أنه يعتبر الشخص بحرينيا إذا ولد في البحرين بعد تاريخ العمل بهذا القانون وكان أبوه بحرينيا عند تلك الولادة، وإذا ولد خارج البحرين بعد تاريخ العمل بهذا القانون وكان أبوه بحرينيا عند تلك الولادة على أن يكون الأب أو جد الشخص لأبيه ولد في البحرين ما يكون معه المدَّعون مكتسبين الجنسية البحرينية بالسلالة طبقا لأحكام قانون الجنسية لسنة 1963. «الستراوي» لا يريدون إلا حق شرع لكل مواطن ولا يطالبون المسئولين إلا بقليل من الاهتمام