العدد 446 - الثلثاء 25 نوفمبر 2003م الموافق 30 رمضان 1424هـ

خطة إسرائيلية لتقسيم الضفة الغربية

قدم المستوطنون الإسرائيليون أمس الخطوط العريضة لـ «خطة سلام» تستبعد إقامة دولة فلسطينية أو تفكيك المستوطنات القائمة، وذلك ردا على «مبادرة جنيف» و«خريطة الطريق». وقال احد زعماء المستوطنين بين تسفي ليبرمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي ان الخطة «تنص على القضاء على الإرهاب والتخلي عن مبدأ الأرض مقابل السلام ومنح العرب حكما ذاتيا والتوصل إلى اتفاق إقليمي نهائي يستبعد إقامة دولة فلسطينية أو إزالة مستوطنات». وقالت الإذاعة إن الخطة تنص على تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى عشرة كانتونات... على أن يكون للفلسطينيين كانتونان يتقدمون فيهما بطلب التصويت في الانتخابات التشريعية فقط.


تجاذب اليمين واليسار الإسرائيليين يشتد قبيل مفاوضات الهدنة

قريع: لست مهتما بلقاء تكتيكي بل بخطوات فعلية

الأراضي المحتلة - وكالات

قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع إنه «ليس مهتما بلقاء تكتيكي» مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بل «بلقاء ذي محتوى ومجموعة من الخطوات نحن بحاجة إليها لتحسين وضع الشعب الفلسطيني». في حين اشتدت التجاذبات الإسرائيلية بين اليمين واليسار الإسرائيلي إذ يمضي الأول في خطط ابتلاع الأراضي الفلسطينية ويطالب الثاني بتفعيل اتفاق الأرض مقابل السلام، وذلك قبيل بدء مفاوضات مرتقبة في مصر بشأن هدنة.

وطالب قريع في تصريحات نقلتها عنه أمس صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية شارون «باتخاذ خطوات جادة ومهمة لتجديد الحوار بين «إسرائيل» والفلسطينيين». وشدد قريع على أن «الخطوات الأحادية الجانب (التي أعلن شارون عن استعداده اتخاذها) سيكون لها معنى فقط في حال ما إذا كانت ستمثل جزءا من تطبيق خريطة الطريق وقرارات الأمم المتحدة». وأضاف «إذا وافقت «إسرائيل» على وقف بناء الجدار وإزالة كل مليمتر بنته فيه داخل الأراضي الفلسطينية وإذا رفعت أيضا الحصار عن عرفات والإغلاقات وتحرير المعتلقين سنفرض وقفا لإطلاق النار». في الوقت ذاته قال رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات مساء أمس إن «التلميحات الاسرائيلية بخطوات أحادية الجانب تظهر أن شارون لم يكن جادا بشأن خريطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة». وكان شارون قد أعلن الاثنين الماضي أنه «صار مقتنعا بأنه لا يوجد سبب لانتظار حكومة فلسطينية جديدة» وقال إنه «لا يرفض خطوات أحادية الجانب ولن تكون هناك تنازلات بل سيكون ذلك لخير دولة «إسرائيل»». في حين وجه عدد من أعضاء حزب «الليكود» الإسرائيلي، انتقادات لاذعة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي. وجاءت هذه الانتقادات - ردا على خطة شارون السياسية التي نشرت في الصحف - خلال جلسة كتلة الحزب، وفي اجتماع طارئ عقده التكتل من أجل الضفة الغربية وقطاع غزة في الكنيست. وأشارت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية أمس إلى ان الانتقادات التي وجهت إلى خطة شارون السياسية بلغت أوجها خلال جلسة كتلة «الليكود»، عندما قال عضو الكنيست غلعاد أردان في مستهل الجلسة «نريد أن نعرف ما الحركة التي نمثلها. هل سنطالب عندما تظن بأن تقسيم القدس هو الخطوة الصحيحة، بتأييد ذلك في الكنيست؟». ووجه أردان تحذيرا ضمنيا إلى شارون بقوله: «ربما يكون مكاننا ليس هنا، أو ربما يكون مكان شخص آخر ليس هنا. لا يعقل أن نقدم دعما لخطط عامة مؤلمة يتم إطلاعنا عليها مسبقا، وأن نسمع عن خطط سياسية بعيدة المدى من وسائل الإعلام».

في المقابل ذكر راديو «إسرائيل» أمس أن زعماء المستوطنين الإسرائيليين وأعضاء الكنيست اليمينيين يصوغون خطة سلام تستبعد إقامة دولة فلسطينية وإخلاء المستوطنات وتنص بدلا من ذلك على إقامة دولة ثنائية يعيش فيها الطرفان. وقال راديو «إسرائيل» إن الخطة تنص على منح الجنسية الاسرائيلية الكاملة وحقوق انتخاب متساوية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة ولكنها تسعى في نهاية الأمر إلى الحفاظ على «الشخصية اليهودية» لـ «إسرائيل» بضمان وجود غالبية يهودية في البرلمان. وقال الراديو إن هذا سيجري تنفيذه عن طريق تقسيم البلاد إلى عشر مناطق تضم ثلاث مناطق فلسطينية وسبع مناطق إسرائيلية بحيث يكون لكل منطقة ممثلوها في البرلمان بغض النظر عن حجم سكانها. وانتقد اليسار الإسرائيلي الخطة أمس ووصفها أحد أعضاء الكنيست البارزين بأنها مزيج من دولة ثنائية وكيان عنصري. وأضاف الأمين العام لحزب العمل أوفير بينز ان اليمين الإسرائيلي على استعداد للتضحية بشعب «إسرائيل» من أجل السيطرة على «إسرائيل» أكبر والمستوطنات. كما التقى رئيس حزب العمل عضو الكنيست شيمون بيريز، مع مسئولين بارزين من حركة فتح في مدينة القدس المحتلة مساء أمس الأول هما قدورة فارس وزير دولة في الحكومة الفلسطينية، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني حاتم عبدالقادر. وصرح عبدالقادر في حديث لـ «يديعوت أحرونوت» أنه كان الهدف من اللقاء دفع المفاوضات قدما «وإيقاظ» حزب العمل ليسهم في الجهود المبذولة على المسار السياسي. وأضاف «لقد طالبنا بيريز أن يقوم حزب العمل بالضغط على شارون، من أجل عدم إفشال الحكومة الفلسطينية الجديدة». ووعد بيريز أن يبذل كل ما في وسعه من أجل أن يساعد شارون حكومة أبو علاء ويضع حدا للعنف. ميدانيا توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأولى من أمس في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية. وزعمت مصادر عسكرية إسرائيلية أن هذا التوغل يأتي ردا على تعرض جنود إسرائيليين لإطلاق نار بالقرب من مستوطنة كاديم أمس الأول. كما قامت سلطات الاحتلال باعتقال 12 فلسطينيا في حملات تمشيط مداهمة في مناطق مختلفة من الضفة.


عكرمة يصدر فتوى تحرم العمل بالجدار العازل

القدس المحتلة - وكالات

أصدر مفتي القدس المحتلة والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري أمس أول أيام عيد الفطر فتوى تحرم على الفلسطينيين العمل في منشآت بناء الجدار العازل الذي تبنيه «إسرائيل» في عمق الأراضي الفلسطينية. وقال المفتي صبري عقب انتهائه من خطبة العيد في المسجد الأقصى انه يحرم على أي مقاول او عامل تحت أي ظرف كان المشاركة في بناء الجدار الفاصل من قريب او بعيد. وأضاف «لا يجوز شرعا ان نساهم في بنائه لان ذلك إقرار بوجوده». وحث صبري المسلمين على مقاطعة العمل في منشآت بناء الجدار الإسرائيلي من أجل عرقلة إقامته. وتواصل «إسرائيل» منذ العام الماضي بناء جدار عازل بطول قد يصل إلى 680 كيلومترا داخل أراضي الضفة الغربية ما يؤدي لعزل مئات آلاف الفلسطينيين أو حشرهم داخل تجمعات سكنية. ودعا صبري المسلمين والعرب في العالم أن يتذكروا الشعب الفلسطيني ومعاناته من «بطش الاحتلال ويتوجب عليهم العمل من أجل إنهاء الاحتلال والعمل على حماية المسجد الأقصى والمقدسات من خطر المتطرفين»

العدد 446 - الثلثاء 25 نوفمبر 2003م الموافق 30 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً