العدد 451 - الأحد 30 نوفمبر 2003م الموافق 05 شوال 1424هـ

ماذا أعددنا بعد العيد؟

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

ما ان أعلن أن يوم غد هو أول أيام عيد الفطر المبارك حتى انهالت الناس على الأسواق والمحلات التجارية عل وعسى أن تجد شيئا تشتريه ليوم العيد ناهيك عن تجوالهم من سوق لآخر ومن محل لمحل قبل أسابيع من انتهاء شهر رمضان، كيف لا وأن استقبال العيد لابد وأن يكون بمختلف المأكولات وبأفضل الوجبات و«بأكشخ» البدلات...

ولا تكاد الساعة تتجاوز الثانية بعد الظهر حتى امتلأ المستشفى عن بكرة أبيه بالمرضى وصراخات الآه والتأوه تملأ أرجاء المستشفى، والكل يشكو من بطنه، فلعل الاشتياق إلى الرز «العيش» ومنظر اللحم والسمك أنسى أمثال هؤلاء أن لمعدتهم حدا لا يتسع لما أحشوه فيها.

والحياة عادة طبيعية كما كانت قبل حلول شهر رمضان المبارك (...) ويلفت الانتباه في هذه العجالة مقولة قالها أحد الطلبة بجامعة البحرين لزملائه بينما كانوا يجلسون في أحد أطراف الجامعة، فبينما كان أحدهم يتفوه بعبارات مقززة ويشتم، قال له زميله اذهب بعيدا عنا لأننا في شهر رمضان الآن! وهل يعني ذلك أن هذه العبارات سيكون مسموحا بها بعد شهر الله.

إن شهر رمضان جاء ليعودنا على إيقاف النفس الأمارة بالسوء لا فيه فقط، ولكن بعد أن تحول هذا الشهر بطريقة أو بأخرى إلى موضة لبعض الأشخاص، فاللحية تترك ولا تمس، والصلاة لا تعرف حدا لنهايتها، والقرآن لا يفارق الأكف وبعد ذلك تعود الحياة طبيعية كما ألفها الناس وتعوّدوا عليها...

وينتهي كل التعبد والتهجد ما أن تعلن أصبوحة العيد، وينزع ثوب التقوى جانبا وينسى، حتى حلول شهر رمضان آخر، ويلف القرآن بقطعة قماش أو يرمى في إحدى زوايا المنزل التي يعرف لها طريقا مرة واحدة كل سنة... وتستبدل مجالس الذكر بارتياد المجمعات التي لا تكاد تغلق في هذه الأيام ويتفنن الناس ويصبح كل واحد موضة بمفرده، كيف لا وهذا الشهر الذي كبت طاقاتهم وحجر على حرياتهم انتهى ومضى ولن يعود إلا في العام المقبل.

وكما يقال من كتب في يوم العيد سعيدا فهو سعيد ومن كتب فيه شقيا فهو شقي ولا مجال للمماطلة ولا مجال لخداع الله، ومن المفروض أن يجلس كل إنسان مع نفسه ويحاسب ذاته، ماذا قدمنا بعد العيد؟ ولماذا نعيد؟ هل نعيد لأننا تخلصنا من شهر رمضان وأن ذلك يعني أن الحريات المحجورة انتهت؟ هل نعيد لأننا قدمنا شيئا جديدا في حياتنا؟ هل نعيد لأننا أصبحنا من المعتوقين من النار؟

هل العيد يعني أن نلبس الجديد؟ وهل العيد يعني أن نتفنن في الطبخات؟ وهل وهل، أسئلة مطروحة تظل ماثلة حتى يأتي شهر رمضان من جديد

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 451 - الأحد 30 نوفمبر 2003م الموافق 05 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً