بحث رئيس مجلس الحكم العراقي ورئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبد العزيز الحكيم مع المرجع الشيعي السيدعلي السيستاني موضوع نقل السلطة إلى العراقيين. ونقلت «الجزيرة» مساء أمس عن مصادر المجلس الأعلى قولها إن الاجتماع الذي عقد في النجف تناول ضرورة إشراك الشعب العراقي في تقرير مستقبله، إلا أن الزعيمين لم يتوصلا إلى اتفاق على الشكل الذي ستتخذه هذه المشاركة.
في غضون ذلك أعلن وزير الدفاع البولندي جيري زماجدزينسكي أمس أن مشاركة محتملة لحلف الأطلسي في العراق ستكون أمرا «منطقيّا وطبيعيّا». وقال: إن الأطلسي ينبغي أن يدرس تولي المهمة في المنطقتين البولندية والبريطانية.
عواصم - وكالات
قتل ما لا يقل عن أربعة عراقيين وجندي أميركي في انفجار قنبلة وقع أمس قرب مسجد في شارع مكتظ أثناء مرور قافلة أميركية في بغداد حيث تظاهر أكثر من ألف شخص ضد الإرهاب. ووقع الانفجار على بعد حوالي 200 متر من مسجد السامرائي السني في جنوب بغداد.
وقال مسئولو المستشفيات إن الانفجار أدى إلى مقتل أربعة عراقيين وجرح 15 آخرين. وكان الشارع مكتظا بسبب سوق الجمعة في هذا الحي في بغداد الجديدة. وأعلن رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الكندي كريم عبد الله مسلم أن ثلاثة عراقيين على الأقل نقلوا إلى مستشفاه وأصيب 13 آخرون بجروح في الانفجار في حين استقبل مستشفى جراحة الأعصاب قتيلا عراقيا وجريحين.
وأضاف إن «اثنين أو ثلاثة (من الجرحى) إصابتهم خطرة والبقية بينهم ثلاث نساء وطفلان أصيبوا بجروح طفيفة».
من جهتها، أعلنت قوات التحالف في العراق ان جنديا أميركيا قتل في الهجوم نفسه. وأوضحت ان «الجندي كان ضمن قافلة من ثلاث عربات عندما انفجرت العبوة».
وقال احمد علي (30 عاما)، صاحب محل للحلويات، كان في المكان عند وقوع الانفجار ان «قافلة تضم آليتين أميركيتين مرت أمام محله التجاري» قبل الانفجار. وأضاف «كانت هناك زحمة سير خانقة لدى وقوع الانفجار وقتل أشخاص كانوا على متن شاحنة صغيرة أو بين المارة وأصيب آخرون بجروح. كان هناك الكثير من المارة والمحال التجارية كانت مفتوحة والناس تبيع منتجاتها على الرصيف». وتابع انه «عمل قام به خونة لقد أصابوا أميركيا لكنهم قتلوا وأصابوا بجروح كثيرا من العراقيين». وقال مراسل وكالة فرانس برس في المكان انه شاهد أشلاء وبقع دم وملابس متناثرة.
من جهته، أكد عبد الواحد علوان (39 عاما) صاحب محل «الشكرجي» لبيع الحلويات وقد غطت حلوياته قطع من زجاج واجهة المحل إن «الانفجار حصل بعد أن مرت سيارة الجيب الأميركية الثانية في وسط الشارع». وأضاف إن «حالة من الهلع والخوف عمت المكان الذي تقع فيه عشرات المحال التجارية المكتظة بالناس بعد حصول الانفجار».
وأوضح علوان «لا اعرف من يقوم بمثل هذه الأفعال في منطقة كهذه وفي ساعة كهذه وفي يوم كهذا ولماذا يقتل ويجرح العديد من الناس الأبرياء بدون ذنب». ووقع الهجوم قبل زيارة يقوم بها للعراق وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد وهو احد المخططين الرئيسيين للحرب التي أسقطت صدام حسين ولكنه يتعرض الآن لانتقادات بسبب الفوضى التي أعقبت ذلك. ومن المتوقع إن يصل رامسفيلد اليوم السبت.
وقال الجيش الأميركي إن قنبلة وضعت على جانب احد الطرق أصابت قافلة أميركية أخرى في بغداد في ساعة مبكرة من صباح الجمعة فألحقت أضرارا بعربة من طراز همفي من دون أن تتسبب في خسائر بشرية.
وفي شمال بغداد قال شهود عيان إن النار اشتعلت في عربة مدرعة بعد إصابتها بقنبلة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
إلى ذلك، تظاهر أكثر من ألف عراقي، من عشائر جنوب وبعض العراق الأوسط ذي الغالبية الشيعية، في وسط بغداد منددين بـ «الإرهاب» وأعمال العنف سواء استهدفت العراقيين أو القوات الأميركية «التي حررت العراق».
وتقدم التظاهرة عشرات من الأطفال تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات يحملون أزهارا ورفعت فوق رؤوسهم يافطات منها «الطفولة البريئة ضحية من ضحايا الإرهاب» و«الارهاب عائق كبير لمستقبل الطفولة».
وتحت شعار «حماية الطفولة من الإرهاب» جاب المتظاهرون وسط بغداد بمواكبة قوات الشرطة العراقية. وقال صبيح حسن رئيس «جمعية المستقبل لحماية الطفولة»، جمعية أهلية عراقية تأسست بعد الحرب، «نحن ضد كل العمليات حتى التي تستهدف الاميركيين. أطفالنا بحاجة ماسة لفترة سلام واطمئنان».
ونظم التظاهرة التيار العراقي الديمقراطي الذي يضم عشائر من كربلاء وبابل ومحيط بغداد وفق عزيز الياسري المنسق العام للتيار الذي أعلن عن تشكيله اثر سقوط نظام صدام.
وفي الشمال، فتح مجهولون النار مساء الخميس على مكتب تابع للاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل ما أدى إلى إصابة احد مقاتلي التنظيم بجروح بالغة.
وبدوره، هدد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في خطبة الجمعة في الكوفة (160 كلم جنوب بغداد) بإعلان إضراب عام في حال لم يطلق سراح عدد من أنصاره اعتقلهم الجنود الأميركيون.
وقال «في حال لم يطلق الأميركيون سراح هؤلاء المحتجزين سنعلن إضرابا عاما». ولم يكشف الصدر هوية المحتجزين الذين أشار إليهم ولا المكان الذي اعتقلوا فيه. وأضاف إن «الإضراب العام سيبدأ في ذكرى مقتل محمد صادق الصدر» الذي يصادف في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وأدان الزعيم الشيعي «الاعتداءات الاميركية على الشعب العراقي»، في إشارة إلى الحادث الذي وقع بين القوات الأميركية والمهاجمين في سامراء والذي أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين.
وتظاهر مئات المصلين بعد الصلاة في الكوفة تنديدا بالاحتلال وبمجلس الحكم الانتقالي مطالبين بالإفراج عن المعتقلين. وأفاد شهود الأسبوع الماضي إن القوات الأميركية اعتقلت في كربلاء 38 من أنصار مقتدى الصدر. وتم الإفراج عن 18 منهم بعد بضعة أيام.
وبين الموقوفين لدى الجيش الأميركي ممثل الصدر في كربلاء الشيخ كاظم الناصري والشيخ حمزة الطائي والشيخ أكرم الكعبي. وقال مصدر مقرب من تيار الصدر انه تم أخيرا توقيف الإمام مؤيد الخزرجي جنوب بغداد.
في الوقت نفسه نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» أمس عن ممثل بريطانيا الخاص في العراق قوله إن أعضاء بحزب البعث الذي شكل القاعدة السياسية للرئيس المخلوع صدام بدأوا في إعادة تجميع صفوفهم من اجل تشكيل حزب جديد. وقالت الصحيفة إن أعضاء بارزين سابقين بحزب البعث ممن اختلفوا مع صدام في السابق يريدون إنشاء حزب تحت اسم جديد للمشاركة في الحياة السياسية الجديدة في البلاد مع استبعاد زعيم العراق السابق من الانضمام إلى الحزب.
واشنطن - وكالات
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش عين أمس وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر موفدا خاصا للديون العراقية.
وقال بوش في تصريح تلاه الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان «إنني مسرور بأن أعلن اليوم أنني عينت جيمس بيكر ليكون موفدي الخاص لمسألة الديون العراقية، وذلك تجاوبا مع طلب مساعدة من مجلس الحكم الانتقالي العراقي». وأوضح أن بيكر (73 عاما) سيكون مرتبطا مباشرة بالرئيس الأميركي
العدد 456 - الجمعة 05 ديسمبر 2003م الموافق 10 شوال 1424هـ