العدد 460 - الثلثاء 09 ديسمبر 2003م الموافق 14 شوال 1424هـ

دول تتاجر في زراعة الكلى

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

الفشل الكلوي والهبوط المزمن في الكلى وسلسلة طويلة من امراض أخرى تصيب الكلى تعتبر البداية في قصة العذاب الطويلة التي يعانيها رواد وحدة الكلى في مجمع السلمانية الطبي. عليهم ان يتعايشوا فيها مع غسيل الكلى 3 أو 4 مرات اسبوعيا. ويبقى المريض تحت رحمة جهاز الكلية الصناعية يغسل دمه من السموم لمدة 4 الى 6 ساعات يوميا. فالمريض يحتاج الى 12 الى 18 ساعة غسيل اسبوعيا تتوزع على جلستين أو ثلاث حسب طبيعة عمله. وبعد الغسيل يعود المريض إلى ممارسة عمله بشكل طبيعي.

الحل الوحيد والجذري امام هؤلاء المرضى للتخلص من معاناة الغسيل اليومي للدم هو زرع الكلية. وما لم يحصل المريض على متبرع لا يعود امامه خيار. وانطلاقا من يأسه يسافر للعلاج في الخارج عله يجد الكلية التي طالما بحث عنها. ويجدها فعلا في احد المراكز الطبية الرخيصة، ويعود إلى بلاده على أساس انه شفي تماما وحصل على الكلية التي يحتاج إليها.

لكن الامر لا ينتهي هنا، فمازالت رحلة عذابه مستمرة، لأن مركز زراعة الاعضاء الذي ذهب اليه في هذه الدولة لا يمت للطب بصلة، وانما هو مركز تجاري، فمعظم التحاليل لمطابقة الانسجة والدم لا تتم بالصورة العلمية المتعارف عليها في علم زراعة الاعضاء لكلفتها الباهظة على هذه الدولة. وتبدأ معاناة من نوع آخر، تتمثل في المضاعفات الخطيرة التي تعقب عمليات الزرع تلك.

ويرسل المريض احيانا من دون ان تعمل كليته المزروعة بتاتا كما حدث لأحد المرضى البحرينيين الذي دفع 3500 دينار لشراء كلية من احدى الدول المجاورة وعاد والكلية لم تعمل بعد، وهو الآن يعاني الأمرين في وحدة العناية القصوى بمجمع السلمانية.

مريض آخر عاد من المركز نفسه في الدولة نفسها اذ توقفت كليته عن العمل بعد اسبوعين فقط من الزرع وهو الآن يتعاطى ادوية منع الرفض الحاد للكلية المزروعة.

يقول الاستشاري في امراض الكلى والمسالك البولية احمد سالم العريض ان خير وسيلة لزراعة الكلى هو التبرع من الاقارب الذي وصلت نسبة نجاح عملياته في البحرين الى 98 في المئة وأكثر. والفريق الطبي الجراحي الذي يقوم بعمليات الزرع في مجمع السلمانية الطبي مؤهل لاستقبال واجراء عمليات الزرع بنجاح. ويقول انه لا داعي لسفر مريض الكلى للخارج وتعرضه لمثل تلك المضاعفات، فوحدة السلمانية قادرة على استيعاب هؤلاء المرضى من حيث عدد الاجهزة والأسرة. اذ تعمل الوحدة على 3 فترات تخدم كل فترة منها 40 مريضا تقريبا.

وبلغ عدد المرضى الذين يتوافدون الى وحدة الكلى في السلمانية والوحدة الاخرى في مستشفى قوة دفاع البحرين 120 مريضا. يضاف اليهم 40 مريضا جددا كل عام. وبحسب الاحصاءات العالمية بلغت نسبة الاصابة بأمراض الكلى ما يقارب 120 الى 160 مريضا لكل مليون نسمة في الشرق الاوسط، فالنسبة طبيعية حتى الآن في البحرين. وتعد امراض السكري وضغط الدم من أهم اسباب حدوث الهبوط الحاد في الكلى، الى جانب اصابة الحبيبات الكلوية بالتهابات في فترة الطفولة لا تظهر اعراضها الا بعد سن الاربعين، وتكيسات الكلى الوراثية التي يتم توارثها في العائلة الواحدة

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 460 - الثلثاء 09 ديسمبر 2003م الموافق 14 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً