تواصلت حركة النمو الاقتصادي في امارة دبي التي أضحت مركز استثمار اقليميا بارزا في المنطقة العام 2003 ليكشف فيها عن مشروعات جديدة بقيمة مليارات الدولارات على رغم الظروف التي تمر بها المنطقة جراء الحرب على العراق والتهديد الارهابي.

وأكد مسئول رفيع المستوى في الامارة أن دبي حققت العام 2003 نموا اقتصاديا لا تقل نسبته عن 10 في المئة وعززت مكانتها الاقليمية كمركز للتجارة والخدمات.

وأوضح المدير العام للدائرة الاقتصادية في حكومة دبي محمد علي العبار لوكالة فرانس برس «وصل النمو التجاري الى قرابة 15 في المئة والنمو في المجال السياحي الى 12 في المئة وبلغ في بعض الأشهر 20 في المئة. وانعكس ذلك طبعا على قطاع الاتصالات والقطاع المصرفي ومختلف القطاعات الاقتصادية ما جعلنا نحقق نموا اقتصاديا لا يقل عن 10 في المئة».

واضاف ان دبي «زادت العام 2003 من تثبيت موقعها كمركز تجاري اقليمي بل وعالمي. وأصبحت تقارن خصوصا في مجال الخدمات بمدن مثل نيويورك وشانغهاي وطوكيو». ولم تؤثر الاجواء التي اشاعتها الحرب على العراق والعمليات الارهابية التي شهدتها المملكة العربية السعودية المجاورة، سلبا على خطط دبي ومشروعات الاستثمار فيها.

ومع ان كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي كينيث روغوف قال في تصريحات في سبتمبر/ ايلول ان النزاعات والوضع الامني غير المستقر في منطقة «الشرق الاوسط» «يضران بالاقتصاد بشكل عام وينعكس خصوصا على السياحة» فان النتائج التي تحققت في دبي تشير الى انها نجحت في تفادي هذه التأثيرات السلبية.

بل ان الخبير الاقتصادي السعودي احسان ابو حليقة اكد ان «الوضع سيظل ايجابيا لجهة قدرة دبي على اجتذاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وذلك على رغم محدودية حجم الاقتصاد».

وأضاف لوكالة فرانس برس «اعتقد ان دبي ستظل تجتذب الاستثمارات التي ستسجل ارتفاعا العام 2004».

واحتضنت دبي يومي 23 و24 سبتمبر المؤتمر 58 لمحافظي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وذلك للمرة الاولى في العالم العربي بمشاركة 16 ألف مندوب وصحافي من 184 دولة ما زاد من تكريس مكانتها الاقليمية وإشعاعها العالمي.

وساعدت المعارض السنوية الكبيرة والمؤتمرات مثل «بيغ 5» و«اندكس» و«جيتكس» ومعارض الطيران والسيارات اضافة الى «مهرجان دبي للتسوق» في ازدهار عمل الفنادق الـ 270 في دبي التي تستقبل سنويا 5 ملايين سائح وفي اجتذاب المستثمرين الى المشروعات اللافتة التي يتوالى إعلانها في دبي.

فقد اعلن في دبي في اكتوبر/تشرين الاول مشروعا ترفيهيا سياحيا على غرار «ديزني لاند» اطلق عليه اسم «دبي لاند» تبلغ كلفته 5 مليارات دولار. وتوقع المستثمرون ان يجذب المشروع أكثر من 200 الف زائر يوميا.

كما أعلن في اغسطس/آب مشروع بناء فندق «هيدروبوليس» الذي يعد أول فندق من نوعه في العالم يقام تحت الماء في مقابل شاطىء الجميرا بامارة دبي، على مساحة 107 آلاف و700 متر مربع وبكلفة اجمالية تزيد على 500 مليون دولار اميركي.

وفي مايو/ايار اطلقت دبي مشروعا سياحيا لافتا يقوم على بناء جزر اصطناعية تأخذ شكل قارات العالم على بعد 5 كيلومترات من شواطىء دبي.

ومن بين المشروعات الكبيرة اطلقت شركة «اعمار» في فبراير/ شباط الماضي مشروعا لبناء اعلى برج سكني في العالم يصل ارتفاعه الى 492 مترا.

واتاحت دبي في بعض مناطقها للأجانب حرية التملك والحصول على قروض لاقتناء مساكن في مسعى لاستثمار مدخرات الاجانب الذين يشكلون غالبية سكانها، ضمن الحركة الاقتصادية الداخلية.

ومن المشروعات الاخرى المعلنة مشروع «دبي مارينا» وهو عبارة عن مدينة قائمة بذاتها ستستقبل 100 ألف نسمة بكلفة 10 مليارات دولار. وسيكون لهذا المشروع نهره الاصطناعي بطول 4,5 كلم ويغطي 53 هكتارا.

واطلق مطار دبي مشروعا بقيمة 4 مليارات دولار ليصبح قادرا على استقبال 30 مليون مسافر في العام 2010 و60 مليونا في العام 2020.

وفي يناير/ كانون الثاني أعلنت مؤسسة الموانىء والجمارك والمنطقة الحرة في دبي خطة بقيمة 4,2 مليارات درهم (1,1 مليار دولار) لتوسيع ميناء جبل علي لمضاعفة طاقة استيعابه اكثر من اربع مرات ولزيادة طول الميناء من 15 كلم حاليا الى 30 كلم بحلول العام 2020.

ويقول العبار ان العام 2003 «مثل اثباتا آخر على ان دبي تظل مركز الحركة التجارية والاقتصادية في المنطقة في ايام الحرب والسلام».

واكد ردا على سؤال عن تأثير الأوضاع في المنطقة على حركة الاستثمار في دبي «ان هذا السؤال كثيرا ما يطرح علينا غير ان القيادة وولي عهد دبي سمو الشيخ محمد (بن راشد آل مكتوم) يؤكد الاستمرارية في العمل لأن المشكلات وان حدثت فانها زائلة ويظل الاساس المثابرة في بناء الاقتصاد» وتنويع مصادر مجالاته حتى لا يكون معتمدا أساسا على النفط