العدد 2669 - السبت 26 ديسمبر 2009م الموافق 09 محرم 1431هـ

عندما تلج غوغل ميدان الإعلان الجوال

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

رغم استمرار تداعيات الأزمة المالية على الأسواق الأميركية، تشهد سوق تقنية المعلومات هناك، شيئا من الحراك الصادر عن الحيوية التي تتمتع بها شركات صناعة تقنيات الاتصالات والمعلومات العاملة فيها، وعلى وجه الخصوص منها، تلك النشطة في الصناعات ذات علاقة بالإنترنت. فعلى سبيل المثال

استحوذت الشركة العملاقة غوغل مؤخرا على شركة اسمها أد موب (AdMob). واعتبرت هذه الصفقة على أنها تأتي في المرتبة الثالثة في الصفقات التي عقدتها غوغل، عندما اشترت يوتيوب ( You Tube) و دبل كليك (Double Click).

ولا يعني ذلك أن تلك الشركات لم تعرف أي شكل من أشكال الخسائر أو الانتكاسات، فخلال العام الحالي، الذي قارب على الانتهاء، تعرضت شركات تقنيات الاتصالات والمعلومات إلى مجموعة من التراجعات مصدرها، في كثير من الأحيان الأعطال التي ألمّت بها، أو الخسائر المالية التي أصابتها.

فلا تزال ذكرى توقف مشغلات الموقع الموسيقي «زون « التابع لشركة مايكروسوفت العملاقة عن العمل ليلة رأس السنة الميلادية عالقة في الأذهان.

ومن منا ينسى تعرض موقع تويتر للقرصنة، ونشر القراصنة الكثير من المعلومات الخاصة بالمشتركين في ذلك الموقع. وبالنسبة لشركة غوغل نفسها عانت من الاثنتين، فعلى المستوى الفني تعرض بريدها الإلكتروني (Gmail) في فبراير/ شباط من هذا العام، ومن بعد في سبتمبر/ أيلول لعطل شامل شلّ البريد الإلكتروني لعشرات الملايين ممن يستخدمون تلك الخدمة. أما على الصعيد المالي، وبالنسبة لشركة غوغل نفسها، فعلى الرغم من أنها حققت كما أوردت وكالات الأنباء» في الربع الثالث من إجمالي المبيعات 5.94 مليار، بزيادة قدرها 7% مقارنة في الربع الثاني من العام 2009 وبالمقارنة مع الفترة من يوليو/ تموز حتى سبتمبر 2008»، لكن ذلك جاء في أعقاب خسارة بلغت 717 مليون دولار أميركي تكبّدتها غوغل جرّاء بيعها حصتها التي تصل إلى 5 % من شركة «أميركا أون لاين». مثل هذا التذبذب بين الربح والخسارة، هو الذي يدفع شخصا مثل إريك شميدت، وهو الرئيس التنفيذي لشركة غوغل كي يعترف قائلا: «إننا شهدنا استقرارا نسبيا في أعمالنا خلال الربع الثاني، لكن الأوضاع الاقتصادية مازالت صعبة».

أما بالنسبة لشركة «أدموب» والتي استحوذت عليها غوغل، فهي توفر خدمات متعددة ومتقدمة تتم باستخدام تقنيات وأجهزة الهاتف المحمول، وتتمحور جميعها حول الإعلانات، ذات الكلفة المنخفضلة مقارنة مع قنوات الإعلان الأخرى، بما فيها تلك التي تستخدم تقنيات الإنترنت، ناهيك عن الكفاءة العالية التي تتمتع بها تلك الخدمات، نظرا لصغر حجم وخفة وزن القناة المستخدمة، والتي هي جهاز الهاتف المحمول، المترافقة مع القدرة على الوصول إلى الزبون على مدار الساعة، نظرا لحمله ذلك الهاتف أينما يذهب طوال اليوم.

وما يميز خدمات «أدموب» عن غيرها من خدمات الإعلان التي تقدمها الشركات الأخرى، وباستخدام الهاتف النقال، هي تلك المرونة التي تتمتع بها، والتي تمكن الجهة المعلنة من اختيار الجمهور المستهدف «وفقا لمعايير ترتكز على الفئة العمرية، والجنس، ومكان الإقامة، والدين، والهوايات، أو أية معايير أخرى يراها المعلن ضرورية لنجاح حملته الإعلانية».

وكما يبدو فإن البيانات التي ستجمع عبر القنوات التي تربط بين هذه الهواتف من شأنها أن «تساهم في صنع القرارات الصائبة» من خلال محركات البحث والتحليل التي أنتجتها الشركة والقادرة على «جمع وتحليل بيانات استخدام الهاتف الجوال وحصص أنظمة التشغيل من فئاتها الرئيسية وحصة كل شركة من شركات تصنيع الهاتف الجوال». ويكمن في هذه القيمة المضافة التي سوف تتمتع بها الخدمات التي تقدمها غوغل الرد على التساؤلات الكبيرة التي استغربت موافقة غوغل على دفع مبلغ 750 مليون دولار، ثمنا للاستحواذ.

هذا التوجه لدى غوغل، ربما يعكس حرصها على أن تكون جاهزة عندما تبدأ خدمات الهاتف الجوال، ومن بينها الخدمات الإعلانية في الانتعاش، وهو أمر بدأت تلوح بوادره عندما أعلنت شركات إصدار المتصفحات عن إنتاج نسخ خاصة بالمحمول، وكان أول المتقدمين على هذا الطريق الشركة المالكة للمتصفح فايرفوكس التي ستطرح في الأسواق، نسخة خاصة بالهاتف المحمول حملت اسم «فنك».

يؤكد هذا التوجه الصناعي الذي يخاطب الأسواق الناشئة، دزن أن يستثني تلك المتقدمة، المحلل في مؤسسة «فوريستر لايسيرتش» للأبحاث تشارلز غولفن، الذي نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية تصريحا له بهذا الخصوص قال فيه «إن الموجة الكبيرة المقبلة من مستخدمي الإنترنت، الذين قد يبلغ عددهم المليارات في الأقطار النامية، سيستخدمون الهواتف الذكية، بدلا من أجهزة الحواسيب وحتى في الولايات المتحدة سيلحق الشباب في المدن الذين يهمهم التوفير بالركب ذاته، وربما هذا هو الأسلوب الأفضل لردم الهوة الرقمية»

ويعزز أقوال غولفن، المدير التنفيذي لشركة «ماكو سبايس» جوستين سيغيل، التي تأسست قبل أربع سنوات فقط، والتي بنت نموذجها التجاري على التغلغل في صفوف الشباب غير البيض في المدن، حيث يقول إن هؤلاء الشباب «الذين لا يستطيعون شراء الكمبيوترات لأسباب مادية، ويستخدمون الهواتف بدلا من ذلك.

وهذه الخدمة المجانية شعبية ورائجة جدا بين العسكريين. وقد يشكل ذلك أسلوبا في الحياة».

كل ذلك يشير، إلى أن غوغل، كما نجحت قبل سواها في قراءة اتجاهات السوق وحركة الصناعة فيما يتعلق بخدمات الإنترنت، تعود اليوم كي تتلمس، وبمهارة عالية الاتجاه القادم في هذه السوق، الذي سيتمحور، كما تراه غوغل ويؤيدها فيه آخرون، على الهواتف النقالة والخدمات الذكية المتطورة المرتبطة بها

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2669 - السبت 26 ديسمبر 2009م الموافق 09 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً