العدد 2671 - الإثنين 28 ديسمبر 2009م الموافق 11 محرم 1431هـ

عزاء كرزكان - المالكية... تلاحم فريد

بمجرد أن تلمح أفق يوم التاسع من المحرم حتى تعرف حجم هذه المسيرة العزائية وعنفوان صداها. فالرايات الخفاقة والأعلام المتشابكة السوداء والشعارات الحسينية الملتهبة كالتهاب حر ذلك اليوم، والنداءات الثورية التي تصم الاجواء وهي تردد «لبيك يا حسين» و «أبد والله لن ننسى حسيناه» تعطيك بعدا أوسع للمسيرة العزائية، وأفقا أبلغ وأعمق من كونها مسيرة لطم ودموع فقط. تتصفح الوجوه الكئيبة صغارا، شبابا وكهولا لتجد فيها كل معاني الحزن ووقع المصيبة... وجوه تعرف منها الشوق والإصرار لإحياء هذه الشعيرة المقدسة، إنها... مسيرة عصر يوم التاسع بقرية كرزكان... مسيرة الإباء وتجديد الولاء للحسين (ع)... ماراثون تجديد البيعة للحسين (ع), والمعاهدة على السير على نهجه (ع).

تبدأ هذه المسيرة العزائية من كل عام بعصر التاسع من المحرم... أو لنقل بشكل أدق بظهر التاسع... حيث يهرع أهالي القرية يكل شوق وحماس لبدء مسيرتهم السنوية التأريخية في وقت الظهر, وعندما نقول أهالي القرية، فإننا نعني ذلك، إذ إنها تخص كل بيت من بيوتها وكل زقاق من أزقتها، فكل فرد من أهالي القرية معني بذلك... مسيرة ابتدأها الاجداد منذ ما يقرب الستين عاما (إن لم يكن أكثر) وتعاهدتها بكل صدق وإصرار وإخلاص لتسلمها للأجيال اللاحقة وما بعدها... فإرث مثل ذلك هو دون شك غالٍ عند كل فرد من أفراد هذه القرية...

وهكذا تبدأ المسيرة الماراثونية بالزحف ظهرا (الساعة الواحدة والنصف) (أي بعد تناول وجبة الغداء مباشرة) من مأتم الرجال «مأتم الشباب» باتجاه قرية المالكية لتحط رحالها بمسجد الأمير «زيد بن صوحان» التأريخي الشهير بقرية المالكية العزيزة، قاطعة ما يقارب الـ 4 كيلومترات (وقد تعد من أطول المسيرات العزائية في البحرين والمسيرة الوحيدة التي تنتقل من قرية إلى قرية وتجمع بينهما) مشيا على الاقدام على وقع أهازيج القصائد الحسينية المنتقاة بعناية من قبل اللجنة المنظمة، متمايلة مع أصوات الرواديد الاخاذة المؤثرة، تتخللها الادعية والاقوال المأثورة، لتخلد قصائد رائعة تتناقلها الأجيال عبر السنين، لتظل قصيدة «ها العزا يبقى على مر السنين» مترسخة في وجدان أذهان أهل القرية عبر الزمن.

لتصل أخيرا إلى مسجد «الأمير زيد بن صوحان», وكأن كل هذه الجموع تريد أن تجدد له العزاء والعهد والوفاء، وتقدم له الاحزان واللطم والدموع نذورا بين يديه... ثم تتلى زيارة الحسين (ع) لتشعرك بروحانية وصفاء وعظمة أهل البيت (ع) وأتباعهم وتلهب فيك قبسا من نورايتهم المقدسة، أجواء تقسم إلا أن تتغلغل بأعماقك لتجدد فيك الروح وتحيي فيك الضمير... وبعدها تصلى ركعتين تقربا لله تعالى لمن يرغب بذلك, تعقبها استراحة قصيرة.

هذه المسيرة الحسينية تجسد روعة تلاحم قريتي كرزكان والمالكية في مشهد لا يتكرر إلا كل عام، لتؤصل عمق الروابط التاريخية بينهما.

العدد 2671 - الإثنين 28 ديسمبر 2009م الموافق 11 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 8:33 ص

      من الزاحفين

      أبد والله يا زهراء ما ننسى حسيناه ........... مأجورين احبتي وجزاكم الله خيرًا

    • زائر 16 | 4:30 ص

      لكم من الحسين سلام يا اهل الكرم و الضيافة

      ما جورين و هذا هو الترابط الاجتماعي با الحسين متوحد و نترابط

    • زائر 15 | 8:20 م

      تسلمي لنا يأختنا العزيزة الزائرة رقم 13

      تسلمي لنا يأختنا العزيزة الزائرة رقم 13 كلمة سنة وشيعة وجدت مؤقتا ومصيرها العدم مثل مصير المجنسين سكيون العدم، هؤلاء المجنسين وجودهم مؤقت أيضا ، هؤلاء ناس لا كرامه لهم ، هؤلاء مثل السلع التي تباع في الأسواق ، تشتري وتباع ، ونحن لا نشتري بضاعة فاسدة ، البضاعة الفاسدة مصيرهم سلة المهملات.

    • زائر 14 | 7:21 ص

      الي ام صلوح

      اذا بوخالد راح يعزي ما يبعرف اشلون يعزي يمكن ........

    • زائر 13 | 5:11 ص

      سنية

      عساكم دوم متوحدين و ان شاء الله ننسى سنة و شيعة و نصير بحرينيين بس و نواجه المجنسين المحشورين بيننا و نطردهم.... و عظم الله أجوركم يا مسلمين بمصاب الحسين رضي الله عنه.

    • زائر 18 زائر 13 | 9:41 ص

      كرزكاني

      اخوان للابد شيعه وسنه ماتفرقنا المحن .
      سنه وشيعة بدون مجنسين ..اجورنا واجوركم اختي والحسين للجميع

    • زائر 12 | 4:50 ص

      عقبال ا لدراز

      عقبال الدراز يتوحدو في العزأء

    • زائر 11 | 4:42 ص

      هناك مسيرة قديمة من صدد

      حسب خيري هناك مسيرة أخرى من قرية صدد باتجاه نفس المسجد في نفس اليوم ولكن صباحا حيث عايشناها صغارا طبعت في نفوسنا ذكرى روحانيةجميلةوخصوصا كنا نمر عبر مناظر البساتين الجميلة. ما اخبارها؟

    • زائر 10 | 3:11 ص

      احب هالقريتين:)

      صادقت اصدقاء واجد من هالقريتين .. وكلهم قلوبهم على بعض .. ويحبون يساعدون .. وبعد في اهل البيت واااجد متمسكين .. وقلوبهم صافيه .. الله يدومكم ان شاء الله .. ويبعد عنكم عيون الحساد .. وماجورين جميعا والله يعودنا اياكم في خدمة الامام الحسين يالله

    • زائر 9 | 2:56 ص

      كرزكاني وفتخر

      الله اعودنا كل سنة وكل سنة ،لكن اهل المالكية اهل كرو وجود استقبلونة باحترام وخرجنا من قريتهم باحترام...وسكراً جزيلاً

    • زائر 8 | 2:35 ص

      الله يديم التلاحم .. سامي المعتوق

      بأسم كل بحريني شوفو تلاحم أهل القرى وبالأخص أهل فريتي كرزكان والمالكيى الله يديم هذا التلاحم بأسم شيعة على والحسين ... يارب أجمعنا ولاتفرقنا .

    • زائر 7 | 12:50 ص

      ستــــ الحبيبة ــــرة

      مأجورين والله يجمع كل محب لأهل البيت عليهم السلام في كل خير ولا تنسون يا جماعة بكرة يوم الثالث عشر من محرم العزاء الموحد في ديرتنا ستــــ الحبيبة ــــرة

    • زائر 6 | 12:49 ص

      بحرانية وافتخر واللي مو عاجبه ينتحر

      بارك الله فيكم يا اهل المالكية واهل كرزكانالله يعودكم والله يخليكم لبعض بعيد عن الهواش ويبعد عنكم كل مجنس وجلوف ....

    • زائر 5 | 12:25 ص

      نعم للوحدة

      بارك الله فيكم يا اهالي المالكية وكرزكان والله يدوم هذي الوحدة ولا تدعوا الغريب السوري والاردني واليماني ان يتدخل بينكم ترى اللي يصير من حساسيات مصدرها هؤلاء المرتزقة

    • زائر 4 | 12:03 ص

      شكرا للجميع

      ماوصلنا هو ببركة جهود العلماء والعقلاء من الطرفين، ولا ننسى وصية الأب الروحي لقرية المالكية وخلفه السيد صادق في الدعوة لاستقبال اهالي كرزكان والحفاوة بهم في صلاة ليلة التاسع من كل عام

    • زائر 3 | 11:50 م

      كرزكانية

      الحمدلله رب العالمين
      والله يعودنا كل سنة وكل سنة
      على مثل هذه الوحدة رغم أنف المتصيدين..

    • زائر 2 | 11:08 م

      بو خالد

      ام صلوحوا يوزي عني........وراي وراي في كل مكان......الله يهديكي.....قولي امين.

    • ام صلوح | 9:54 م

      ام صلوح

      اتمنى بو خالد يعزي

    • زائر 1 | 9:51 م

      كرزكاني

      كنت أحد المشاركين في هذه المسيرة الحسينية وما شد انتباهي هو حفاوة وكرم أهل المالكية في استقبالنا ومحاولاتهم في انجاح هذا العزاء بكل ما أوتوا وحين الرجوع لكرزكان بالغوا في الحفاوة وكأنهم لايريدون منا الخروج من قريتهم العزيزة ..شكرا لكم يا أهل المالكية فهذه والله أخلاق العرب الأصلية وأهل البحرين الكرام شكرا لكم والله يعودكم

اقرأ ايضاً