العدد 2672 - الثلثاء 29 ديسمبر 2009م الموافق 12 محرم 1431هـ

بوتين يعد بتطوير أسلحة هجومية للحد من التفوق الأميركي

أكد أن نظام الدرع الصاروخي يعرقل التوصل لمعاهدة نووية جديدة

صرح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس (الثلثاء) بأن روسيا ستقوم بتطوير أسلحة «هجومية» لضمان التوازن مع الولايات المتحدة والحد من هيمنتها، وقال إن خطط واشنطن لإقامة نظام دفاعي صاروخي تعرقل المحادثات بشأن معاهدة جديدة للحد من ترسانتي البلدين النووية التي ترجع إلى حقبة الحرب الباردة.

وقال بوتين الذي يزور فلاديفوستوك (أقصى شرق روسيا) في تصريحات بثتها وكالة ايتار تاس للأنباء «للإبقاء على التوازن، علينا أن نطور أنظمة هجومية وليس أنظمة دفاعية صاروخية كما تفعل الولايات المتحدة». وأضاف أن «قضيتي الدفاع الصاروخي والأسلحة الهجومية وثيقتا الصلة». وتابع «ببناء مثل هذه المظلة (الدرع الصاروخية الأميركية) يمكن أن يشعر شركاؤنا أنهم في أمان تام وسيفعلون ما يحلو لهم مما يضر بالتوازن»، موضحا أن «العدوانية ستتزايد في المجالين السياسي والاقتصادي».

وهي المرة الأولى منذ أشهر التي تشير فيها روسيا إلى النظام الدفاعي الصاروخي الأميركي بينما أعلن الرئيس باراك أوباما في سبتمبر/ أيلول الماضي أنه قرر التخلي عن الدرع الصاروخية في أوروبا. واستبدلت الولايات المتحدة مشروعها الذي يهدف إلى التصدي لتهديد الصواريخ بعيد المدى بنظام أكثر مرونة يؤمن حماية من الأسلحة القصيرة والمتوسطة المدى وهو موقف مبدئي مريح لموسكو.

وأثار بوتين الموضوع مجددا أمس مطالبا بحق معرفة كل تفاصيل هذه الدرع الجديدة. وقال «إذا كانوا يريدون تبادلا في المعلومات، فعلى الولايات المتحدة أن تعطينا كل المعلومات عن الدرع الصاروخية وسسنكون مستعدين لإعطاء معلومات حول الأسلحة الهجومية».

وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف صرح في 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بدون أن يسمّي الولايات المتحدة، بأن روسيا ستضمن أمنها عبر مواصلة تحديث ترسانتها النووية وخصوصا عبر تطوير صواريخ جديدة التي بينها عدد كبير من تلك التي أنتجت في العهد السوفياتي وانتهت صلاحيتها.

وتأتي تصريحات بوتين بينما تتفاوض موسكو وواشنطن منذ أشهر بشأن إبرام معاهدة جديدة للحد من التسلح النووي لتحلّ محلّ ستارت الموقعة في 1991 وانتهت في الخامس من سبتمبر/ أيلول. وفي هذا الشأن، رأى بوتين الثلثاء أن المحادثات التي توقفت منتصف ديسمبر/ كانون الأول بسبب أعياد رأس السنة «تجري بشكل إيجابي».

وقال رئيس الوزراء الروسي «هناك حاجة لوضع ضوابط وفهم مشترك بشأن الحد من الأسلحة يسهل التحقق منها وتتسم بالشفافية. إن توفر مثل هذه القواعد أفضل من غيابه».

وكشفت تصريحات رئيس وزراء روسيا القوي عن فداحة المشاكل التي تعطل التوصل لمعاهدة بديلة لستارت 1 كما أبرزت شعور موسكو بعدم الارتياح إزاء خطط الدفاع الصاروخي لواشنطن.

وفي ملف آخر، اتهم رئيس الوزراء الروسي أوكرانيا «باستغلال» الوضع غداة تقديم كييف طلبا بمراجع اتفاقها مع موسكو حول نقل النفط الروسي إلى الاتحاد الاوروبي. وقال بوتين «نحن مستعدون لشحن النفط ولدينا عقود لكن إذا كان أحد البلدان يستغل (الوضع) ماذا نستطيع أن نفعل؟». وأضاف «أعتقد أن العقود (شحنات النفط) ستحترم».

وقال بوتين إن «المشكلة تكمن في أن دول العبور تستغل وضعها للحصول على أسعار خاصة لاستهلاكها الداخلي وفي بعض الأحيان للتجارة لإعادة بيعه في السوق الموازية أو لإعادة تصديره».

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ايغور سيشين صرح الثلثاء بأن موسكو ستواصل نقل شحنات النفط الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بدون انقطاع.

وقال سيشين في تصريحات بثتها وكالة ريا نوفوستي «لا نتوقع حدوث مشاكل في عبور النفط» الأراضي الأوكرانية.

وكانت أوكرانيا ذكرت (الإثنين) أنها تريد إعادة النظر بشروط نقل النفط الروسي إلى أوروبا عبر أراضيها، موضحة أن العقد الحالي الذي أبرمته مع موسكو في 2004 لمدة 15 عاما. وأضافت أن كييف تريد الحصول على ضمانات من موسكو بشأن كمية النفط الخام الذي ينقل عبر أراضيها.

العدد 2672 - الثلثاء 29 ديسمبر 2009م الموافق 12 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً