العدد 2681 - الخميس 07 يناير 2010م الموافق 21 محرم 1431هـ

محاولة تفجير طائرة ديترويت قد تضيف إلى معلومات المخابرات

أحرجت المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة الأميركية في يوم عيد الميلاد الرئيس الأميركي باراك أوباما ووضعته في موقف دفاعي لكنها قد تعود بنفع على سلطات الولايات المتحدة إذ قد توفر معلومات مخابرات جديدة تتعلق بتنظيم «القاعدة».

وقضى النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب المشتبه بالتورط في محاولة التفجير الفاشلة شهورا في اليمن وقال لمحققين إنه تلقى تدريبا مع متشددين في «القاعدة» لجأوا لليمن للتخطيط لهجمات على أميركيين.

ويقول البيت الأبيض إنه يحصل بالفعل على معلومات مفيدة من عبدالمطلب. وقال المتحدث الأميركي روبرت جيبز يوم (الثلثاء) الماضي «قضى عبدالمطلب عدة ساعات مع محققين تابعين لمكتب التحقيقات الاتحادي جمعنا خلالها معلومات مفيدة وعملية». ويواجه النيجيري عبدالمطلب البالغ من العمر 23 عاما حكما بالسجن لعقود وربما يسعى للتوصل لاتفاق مع ممثلين للادّعاء مقابل الإدلاء بمعلومات لديه حول مخططات أخرى وأماكن تدرب فيها وتفاصيل حول أعضاء «القاعدة» الذين قابلهم.

وقد تكون هذه المعلومات قيمة في ضوء تقارير أفادت بأن عبدالمطلب الذي حاول نسف الطائرة المتوجهة إلى ديترويت من أمستردام قال لمحققين بعد إلقاء القبض عليه إن مهاجمين آخرين مثله بصدد شنّ هجمات.

وقال جون برينان وهو كبير مستشاري أوباما لشئون مكافحة الإرهاب «لا نزال نبحث سبل استخراج هذه المعلومة منه. أعتقد أنه يجب علينا افتراض وجود المزيد (من المهاجمين)».

لكن منافسي أوباما في الحزب الجمهوري بقيادة ديك تشيني النائب السابق للرئيس يعارضون بشدة فكرة مثول عبدالمطلب أمام محكمة جنائية بدلا من محكمة عسكرية مما يعني تطبيق قواعد تحقيق أخفّ. وينتقد الجمهوريون أيضا فكرة التوصل لاتفاق مع عبدالمطلب.

وقال إيريك كانتور وهو جمهوري كبير في مجلس النواب «قد يعطي تعامل الإدارة مع الأمر إرهابيا قاتلا فرصة للتفاوض والتوصل إلى صفقة وصدور عقوبة أقل عليه وهذا أمر غير مقبول». وحتى إذا تم التوصل لاتفاق فإن هذا لن يعني بالضرورة أن يحصل عبدالمطلب على عقوبة أخفّ. وكان ريتشارد ريد الذي أدين بمحاولة تفجير طائرة ويعرف باسم مفجر الحذاء قد أقر بذنبه لكنه سيقضي باقي حياته في سجن أميركي.

وأضاف برينان «أدلى لنا أفراد في الماضي في الحقيقة بمعلومات قيمة جدا خلال عملية التوصل لاتفاق معهم».

وقال مسئولون أميركيون إن عبدالمطلب سارع بإبلاغ المحققين بأنه تلقى تدريبا في اليمن مع نشطاء «القاعدة» وأنها أعطته القنبلة والتعليمات حول كيفية تفجيرها على متن الطائرة عند الاقتراب من ديترويت.

ووكلت المحكمة محاميا لعبدالمطلب حتى يساعده على مواجهة النظام القضائي الأميركي وربما التفاوض بشأن أي معلومات تكون لديه إذا كان بالفعل يعرف شيئا.

وعبر مسئول سابق في مكافحة الإرهاب عن تشككه بعض الشيء في ما يمكن أن يقوله عبدالمطلب لمحققين حول «القاعدة» في اليمن لأنه كان مقاتلا وليس قياديا ولأن القاعدة تتكون من خلايا منفصلة كثيرة. كما أن عبدالمطلب قد يقدم معلومات أو تفاصيل قديمة لتضليل السلطات الأميركية.

وقال مدير برنامج مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية لبرنامج الأمن الداخلي الأميركي ريك نيلسون «سيفعلون كل شيء لجمع المعلومات... لا أرى أن هذا الشاب سيساعدنا كثيرا». وأضاف «أفضل ما يمكن لهذا الشاب أن يفعله هو إرشاد المخابرات والسلطات التنفيذية الأميركية إلى الأشخاص الذين تعامل معهم مباشرة لكنه لن يقود إلى سلسلة القيادة في صف طويل من كبار قادة القاعدة». وبينما انتقد الجمهوريون قرار إدارة أوباما مثول عبدالمطلب أمام محكمة جنائية وليس محكمة عسكرية فإن هذه الطريقة في التعامل مع مشتبه بهم آخرين في الماضي حققت بعض النجاح. ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مثل الأميركي ديفيد هيدلي في بادئ الأمر أمام محكمة جنائية اتحادية وواجه اتهامات بالتخطيط واستكشاف أهداف لشنّ هجوم على صحيفة دنمركية نشرت رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد (ص) عام 2005 أثارت استياء كثير من المسلمين.

وبعد اعتقاله في مطار أوهير بشيكاغو بدأ هيدلي في التعاون مع المحققين وقال إنه ساعد أيضا على استكشاف أهداف في هجمات مدينة مومبي الهندية في العام 2008 لصالح جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية المتشددة وهو أول أميركي تكون له صلة بالهجمات. وقاد التعاون السلطات الأميركية إلى توجيه اتهامات إليه لدوره المزعوم في الهجمات التي قتل فيها ستة أميركيين. وتوصلت السلطات أيضا لتفاصيل جديدة حول كيفية تجنيد أميركي لهذا الأمر مما قد يساعد على التعامل مع خوف جديد هو تطرف الأميركيين المتعاطفين مع مثل هذه القضايا.

العدد 2681 - الخميس 07 يناير 2010م الموافق 21 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً