العدد 2688 - الخميس 14 يناير 2010م الموافق 28 محرم 1431هـ

مخاوف من مصرع عشرات الآلاف في زلزال هايتي

بور أوبرنس، واشنطن - رويترز، أ ف ب 

14 يناير 2010

قضى سكان هايتي ليلتهم الثانية في المتنزهات والشوارع خوفا من توابع الزلزال الذي سوَّى منازل ومبانيَ حكومية بالأرض، ودفن عددا لا يحصى من الأشخاص.

ويخشى مقتل عشرات الآلاف في هايتي، في حين يعتقد أن كثيرين لايزالون أحياء تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر، وقال مسئول كبير في الصليب الأحمر في بور أوبرنس أمس (الخميس) إن عدد ضحايا الزلزال قد يكون بين 45 و50 ألفا وأصيب ثلاثة ملايين آخرين أو أضحوا مشردين.

وفي حين بدأت فرق الإنقاذ والإغاثة الدولية في الوصول، لم تظهر إشارات على عمليات إنقاذ منظمة للمحاصرين تحت الأنقاض أو انتشال الجثث، كما أن أطباء هايتي ليست لديهم المعدات اللازمة لعلاج المصابين. من جهتها، قالت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية كاثلين سيبليوس إن الولايات المتحدة سترسل 300 من أفراد الخدمات الطبية إلى هايتي، ووضعت 12 ألفا على أهبة الاستعداد للانتقال إلى هناك إذا استلزم الأمر.


كلينتون: عدد الضحايا سيبلغ «عشرات الآلاف» وحجم الكارثة «يفوق التصور»

الهايتيون ينتظرون المساعدة إثر الزلزال ويسلمون أمرهم لله

بور أو برنس - أ ف ب

لا يزال سكان هايتي ينتظرون بقلق وصول الإغاثة من مؤن وأدوية بينما انتشرت الجثث والأنقاض في شوارع العاصمة بور او برنس إثر الزلزال المدمر الذي قد يكون أوقع أكثر من مئة ألف قتيل.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن عدد قتلى الزلزال سيصل إلى «عشرات الآلاف»، مؤكدة أن حجم الكارثة «يفوق التصور». وأضافت وهي تشرح عمليات البحث والإنقاذ التي تقوم بها بلادها في هايتي «نعلم أن (عدد القتلى) سيكون بعشرات الآلاف». وأضافت «لقد دمر هذا الزلزال هايتي... الوضع يفوق التصور».

ويرقب السكان المنكوبون السماء على أمل ظهور إحدى طائرات المساعدة الإنسانية. وتم تحويل جادة شان دو مارس الشهيرة وسط بور او برنس إلى مخيم عملاق لإيواء عشرات آلاف النازحين. والكثير منهم خسر كل شيء جراء الكارثة... المنزل والماضي والأسرة.

وقالت فرنشيسكا (14عاما) «منزلي انهار وقضى شقيقاي باتريك وغريغوري ولم نعثر حتى الآن عن جثتيهما» وأضافت «نأمل الآن في العثور على منزل للنوم. ليس لنا إلا الله». وبقدرية يسلم العديد من المنكوبين المرعوبين والمعدمين، أمرهم إلى الله ويردد آلاف الهايتيين المتجمعين في العتمة في بيتيون فيل بضاحية العاصمة، دعاء جماعيا «إلهي أغثنا».

وفي مكان غير بعيد تم إخراج رضيع من الأنقاض. وقال جونويل انطون أحد السكان «يد الله هي التي قادتني إلى إنقاذ هذا الرضيع».

وتظهر المباني الرسمية التي دمّرها الزلزال وبينها القصر الرئاسي ومقارّ الوزارات، حالة العجز التي تواجهها المؤسسات الهايتية بينما أعلن أن العديد من أعضاء الحكومة في عداد المفقودين.

وخلَّف الزلزال عددا لا يحصى من الجثث ما أثار مخاوف من أن تكون حصيلة الخسائر البشرية مروعة. وأعرب رئيس وزراء هايتي جان ماكس بيلريف الأربعاء عن خشيته أن تتجاوز حصيلة القتلى «مئة ألف قتيل».

ويتم وضع الجثث التي تسحب من تحت الأنقاض الواحدة بجانب الأخرى على الأرض وتغطيتها في حين يحاول الناجون انتشال الجرحى بأيديهم.

وفي مؤشر على حالة الهلع بين السكان تحرك آلاف السكان ليلا باتجاه أعالي منطقة بيتيون فيل، بسبب إشاعة عن قرب وصول تسونامي. ووسط الأنقاض بدت الجثث متسمرة في الوضع الذي كانت عليه لدى حصول الكارثة وظهر زوجان فاجأهما الزلزال عند القيلولة وفتيات تعفرت جثثهن بالتراب ونساء شبه عاريات. وفي حطام السيارات بدت جثث متفحمة.

وبعد نحو أربعين ساعة من الكارثة لا يزال ينقص سكان بور او برنس كل شيء.

وقال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى هايتي «بعض الأشخاص يموتون من البرد والجفاف أو بسبب إصابات كان يمكن علاجها بسهولة».

وأضاف أن عمليات الإغاثة يجب أن تركز لمدة عشرة إلى 15 يوما على توفير الحاجات الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى والإسعافات الأولية.

وفي بادرة نادرة وذات مغزى قطعت زوجته كلينتون (الخميس) جولة في بلدان المحيط الهادئ وعادت إلى الولايات المتحدة لتنسيق المساعدة الأميركية. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن الزلزال يتطلب جهود إغاثة كبيرة قد يحتاجها ثلاثة ملايين منكوب مضيفا أنه سيزور منطقة الكارثة «في أسرع وقت ممكن».

ودفعت الأمم المتحدة نفسها ثمنا فادحا لهذه الكارثة حيث دمّر مقرّ مهمة الأمم المتحدة للاستقرار في هايتي. وقتل في الزلزال 16 من أفرادها وأعلن 150 منهم في عداد المفقودين.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن المئات من أبناء هايتي في الداخل والخارج يحاولون التواصل مع بعضهم البعض من خلال موقع إلكتروني أنشئ بعد الزلزال.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية ماركال ايزارد إن نحو 1360 من أبناء هايتي معظمهم في الولايات المتحدة وكندا سجلوا على الموقع خلال ساعات من تشغيله. ويبدو أن معظمهم يبحثون عن أقاربهم في العاصمة بورت او برنس.

العدد 2688 - الخميس 14 يناير 2010م الموافق 28 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:20 ص

      هاي اللي فالحين فيه

      اللهم لا شماته عليهم بس صادهم غضب الله.. وثاني شي بدال ما تقدم المعونه روح قدم المعونه لاخواننا في العراق او فلسطين ابرك لك

    • زائر 1 | 12:04 ص

      أستفسار

      هل يوجد بعثة بحرينية لهاييتي أريد الذهاب وتقديم المعونة

اقرأ ايضاً