العدد 2689 - الجمعة 15 يناير 2010م الموافق 29 محرم 1431هـ

قانون العمال في أحضان أصحاب الأعمال

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يناقش مجلس الشورى حاليا مشروع قانون العمل الجديد، وهو المشروع الذي تغير كثيرا عن نسخته المتوافق عليها بين أطراف الإنتاج الثلاثة (الحكومة، أصحاب الأعمال، والعمال) من قبل مجلس التنمية الاقتصادية لأسباب كثيرة أهمها النظرة الاقتصادية المستقبلية، وإصلاح سوق العمل.

ومع التغيير الكبير الذي أدخله مجلس التنمية الاقتصادية على القانون الذي غير من شكله، دخل المشروع بقانون غرفة مجلس النواب الذي حاول قدر استطاعته أن يعيد ولو القليل للعامل البحريني من حقوقه الضائعة ضمن قانون صيغ في سبعينيات القرن الماضي وفق نظريات «اشتراكية».

مع دخول البحرين الرأسمالية الجديدة والسوق الحر المنفتح، حاول مجلس التنمية الاقتصادية صياغة قانون حر لا يعطي العامل حقه إلا من خلال اشتراطات واحتكامات سوق مفتوح على مصراعيه لتنافسية لا تحكمها إلا قوانين الربح والخسارة.

وزير العمل مجيد العلوي يقود معركة حقيقية حاليا في مجلس الشورى من أجل أن يبقى القليل للعامل البحريني، وان لا يكون هناك تمييز بين البحريني العامل في القطاع الخاص وأخيه في القطاع العام، رغم أن القانون ارتمى بحق في أحضان أعضاء مجلس الشورى وجلهم أصحاب عمل قد لا يكترثون كثيرا إلا لمصالحهم الشخصية ولن يهمهم عامل فقير مسكين يكدح يوميا من أجل أن يعيش مع أسرته.

قد يذهب البعض ويقول «إن ما أثيره افتراء على أعضاء مجلس الشورى»، إلا أن أعضاء مجلس الشورى أنفسهم يقولون ذلك ومن يسمع جلستهم كل يوم اثنين يسمع أن أحدا يخرج ويقول للبقية اخلعوا عنكم لباس التجار وناقشوا القوانين بوطنية.

ما يحدث في مجلس الشورى هو تغليب لكفة أصحاب الأعمال على العمال في مناقشة قانون لا يتعلق بهم فقط بل بجميع شرائح أبناء هذا الوطن والذين جلهم من الطبقة الكادحة العاملة التي تشقى من أجل قوت يومها.

مجلس الشورى ليس معنيا بمناقشة مصالح أصحاب الأعمال فقط بل عينهم العاهل باسمه لخدمة أبناء هذا الوطن كافة ولحماية حقوق المواطنين وإيجاد تشريعات منصفة عادلة لا تنحاز لكفة على أخرى.

قانون العمل الذي ينظم سوق العمل ويخلق تشريعات حمائية للطبقة الكادحة بحق وقع في أحضان أصحاب الأعمال، هذه الأحضان التي لم تكترث عندما عدلت في قانون الخدمة المدنية ومررت كل التشريعات المنصفة للعاملين في القطاع العام فقط لأنهم كتجار «لا ناقة لهم فيها ولا جمل» أما قانون العمل في القطاع الخاص فلن يمر قبل أن تستنزف كل حقوق العمال المكتسبة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2689 - الجمعة 15 يناير 2010م الموافق 29 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • كشاجم | 6:58 ص

      إذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي ؟

      ليس مجلس الشورى فقط من أرباب العمل بل جزء ليس باليسير من النواب أيضا أرباب عمل وعلى رأسهم الرئيس وجزء ليس باليسير من الوزراء والوكلاء وغيرهم وكلهم أرباب عمل!!!
      نحن في بلد يحكمها مجموعة من التجار وعلى كل الأصعدة إلا القليل، فماذا تريد منهم ؟ كما قلت لأنهم غير معنيين بالقطاع العام فيشرعوا له كل الخدمات أما القطاع الخاص وهم الأكثرية عددا والأقل رواتبا، فحظهم أردى من الرديء. لكم الله يا قطاع خاص.
      وكلما خصخصت الحكومة قطاعا استفاد منه التجار وأرباب العمل وهم المشرعين للأسف.
      تحياتي

    • زائر 1 | 10:29 م

      خط النار(عبد علي البصري)

      أن البنك الدولي يقدر أن 64 مليون إنسان آخرين سيسقطون في الفقر المدقع بين 2009و2010 كنتيجة للأزمة».هذا كلام رأيس البنك الدولي،أما انا فأقول هذا الكلام للذين يعملون في القطاع الخاص للشركات المتوسطه والصغيره ، اما الذين يعيشون على النفط فما عليهم( بيع وانتفع أوخل الراعي ابمبع )بالله عليكم بدوان معاشاتهم اكثر من معاشات المهندسين او مثل معاشات المدرسين، الله يازمان (تبيت الاسد في الغابات جوعا ولحم الضأن يرمى الى الكلاب)

اقرأ ايضاً