العدد 520 - السبت 07 فبراير 2004م الموافق 15 ذي الحجة 1424هـ

شكرا لوزارة الداخلية

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

اعتقد ان هناك عداء تقليديا لوزارات الداخلية وكل أجهزتها في طول الوطن العربي وعرضه بل وفي كل دول العالم الثالث، فالأجهزة التابعة لهذه الوزارة العتيدة لا ترحم الانسان إذا ما وقع في يدها فهو متهم أمامها إلى أن يثبت براءته... وعادة حتى إذا ما ثبتت براءته يعز عليهم أن تذهب جهودهم المشرفة سدى إذ تتم اهانته وتعذيبه إلى أن يقول نعم، ولا اعتقد ان فرسان التعذيب في هذه الأجهزة يسلمون من (حوبة) الناس فكثيرا ما تنتهي حياتهم بعاهة أو مرض عضال، ويروي البعض أنهم رأوا أحد الأشخاص وهو مشلول يجرونه على الكرسي المتحرك، وكان ضمن العناصر التي كانت تقوم بتعذيب المعتقلين السياسيين ومات أحد المناضلين على يده إذ يقول عنه زميل انه من كثرة ما ضربه النمر على عينيه ظهرت احداهما وصارت معلقة بعرق خارج الرأس، ولهذا جاء عقابه في الدنيا قبل الآخرة وعلى رغم هذا العداء فإنني أشذ عن القاعدة في الوطن العربي الذي عليه واجب الشكر والثناء والتقدير لهذه الوزارة المبروكة، لا لأني نجوت من التعذيب خلال اعتقالي فقد أصابني ما أصاب غيري إن لم يكن أشد وخصوصا أيامها في الستينات لم تكن هناك جمعيات لحقوق الانسان ولا الأمم المتحدة لتتابع هذه الأمور.

أما السبب الأول الذي يستدعي الشكر هو أنهم نفوني فترة سنتين وكان حظي أن الصحيفة التي أعمل بها حولتني إلى مراسل لها في الامارات الشمالية وسكنت في الشارقة فصارت الشارقة مدرسة لي تتلمذت في مدرسة حاكمها ما عمق فيّ الحس الوطني والقومي وحب المعرفة وحب المسرح، فقد كانت هذه من أغنى مراحلي الفكرية، فمجرد استماعك لحواراته ومناقشاته تشعر أنك أمام مثقف شامل عملاق فبعدما كان الأمن قاسيا معي هنا صار هو عطوفا عليّ هناك ولهذا تستحق الداخلية شكري وتقديري.

أما الثانية فحين فرض عليّ أصغر أبنائي بعد استكماله الثانوية العامة أن أطلب له وظيفة مرشح ضابط أسوة بعدد من أصدقائه الذين تم قبولهم، وتحت الحاحه وسطت رئيس المجلس النيابي ووزيرا صديقا كما وسطت صحافيا ذا ارتباط وثيق بوكيل الوزارة وقال بالحرف الواحد ابنه مقبول ولا داعي للوساطة وكان وزنه حين تقدم للوظيفة (190) كيلوغراما ومن حبه أن ينضم إليهم استطاع أن يخفف وزنه إلى أقل من 80 كيلوا وصار رشيقا وكأن ذلك بمثابة معجزة حدثت لكنهم رفضوا قبوله. ألا تستحق الوزارة شكري وتقديري بعد أن تمكن ابني هذا من تخفيف وزنه حتى ولو رفضوه؟

العدد 520 - السبت 07 فبراير 2004م الموافق 15 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً