العدد 2694 - الأربعاء 20 يناير 2010م الموافق 05 صفر 1431هـ

أوال وما قاست من أهوال... «عين أم السجور»

ما الذي دفع البعثة اليابانية لتجشم المجيءالى البحرين في الاعوام من 1992 الى 1994م والبحث والتنقيب عن آثارها المطمورة تحت سطح الأرض ، والتركيز على موقع « عين أم السجور « ، الواقعة في الجهة الشمالية من منطقة الدراز؟ ، ما هي المعطيات التاريخية الهامة الموجودة للحضور اليابانيين للتأكد من ذلك؟ كيف علم اليابانيون بالوقائع التاريخية والمجازر التي دارت حول هذه العين وغيرها من المواقع في هذه الجزيرة الصغيرة؟ بالطبع هذه الأسئلة وغيرها يجدها اليابانيون وغيرهم من علماء الآثار مشجعة للبحث والتنقيب بغرض الوصول إلى بعض الحقائق التاريخية الهامة على وجه هذه الأرض.

هذا عن الأجانب الذين حضروا إلى منطقتنا وبحثوا تاريخنا ودوّنوه في كتبهم ومذكراتهم الشخصية، وربما وضعوه مادة تدرس في مدارسهم وجامعاتهم ودارت حلقات من النقاش العلمي حول ما استخلصوه من مادة تاريخية مصدرها أرضنا وتراثنا ، لكن هل نحن سكان هذه البلد لدينا ما عندهم من معلومات تاريخية؟ أم نحن ضحايا التعتيم القاتل لتاريخنا وتراثنا.

بدون إجراء أي مسح أو استطلاع نحن متأكدون أن الكثير من المواطنين في هذا البلد لم تطرق أسماعهم كلمة عين أم السجور فضلا عن البحث والتنقيب عنها ومعرفة موقعها من الأحداث التاريخية.

لنهزّ شجرة التاريخ الضاربة في الأعماق في منطقتنا إن صح التعبير وهي لا شك دوحة خضراء وارفة الظلال لنرى ما يتساقط علينا من ثمارها، نتناول ونهضم ما يصلح هضمه أو نقوم بزع بدوره مع رعايتها علَّها تنبت لنا شجرا وارفا يعيد لنا عزتنا وكرامتنا .

وأول ثمارنا تقول إن جزيرة أوال التي تسمى البحرين قد انفصلت في تاريخها السياسي عن شقيقتها الإحساء والقطيف منذ أن سيطر عليها الفرس عام 1030هجرية 1622م وكانت أوال جزء من البحرين التاريخية الممتدة من البصرة إلى حدود عمان .

وبحكم أن أوال جزيرة فقد شكل البحر سياجا محصّنا لها في ذلك الوقت الذي يعتمد فيه القتال على السيوف والنبال ولذلك كانت بيئة حاظنة للكثير من المعارضين في مختلف العصور الإسلامية، ففي أيام عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي اشتدت المعارضة كما اشتدت المطاردة والتنكيل الذي دفع الكثير من المعارضين للهرب إلى مناطق بعيدة في المغرب العربي أو اللجوء إلى بعض الجزر وكان لجزيرتنا أوال النصيب الكبير من هؤلاء الفارّين مثل إبراهيم بن مالك الأشتر وصعصعة بن صوحان وعمرو بن عامر الهمداني وجمع كثير من المعارضين الذين انضموا فور وصولهم إلى من سبقوهم، وكان الأمير زيد بن صوحان واليا عليها ولم يتمكن الأمويون من عزلة نتيجة المساندة القوية له من سكان البحرين من جهة وجزرية البحرين من جهة أخرى ، ولكن بوصول عبد الملك بن مروان عقد العزم على تأديب أهل البحرين ليس بالقوة العسكرية التي فشلت وزادت البحرين قوة إلى قوتها ، حيث تم الاستيلاء على الكثير من العتاد والسفن الغازية بعد هزيمة من عليها أو فرارهم من حيث اتوا فجعلته هذه الهزائم يغير إستراتيجيته في مقاومه أهل البحرين، فلجأ إلى الفتن الداخلية باستخدام الرشاوى والعطايا لبعض ضعاف النفوس وعبيد الأموال ونجح في استمالة بعض الأشرار وعمت البحرين النزاعات الداخلية، التي سالت فيها الدماء الزكية للكثير من فضلاء البحرين في ذلك الوقت، ونكاية بأهل البحرين قام بدفن هذه العين وغيرها من العيون ولكن عين أم السجور كانت أقواهم تدفقا حيث أخذت اسمها من ذلك لأن معنى السجور هو الماء المتدفق بقوة. وينقل لنا التاريخ الشفوي من بعض الأجداد أنه دفنها بالحجارة الكبيرة مع نوى الرطب «الطعام» حتى يعجز الأهالي من استخراج مائها ويخفي آثارها.

وقد اقتنع علماء الآثار اليابانيون من تلك المعلومات التاريخية الهامة وشاهدوا بالفعل كميات الأحجار الكبيرة ومع قليل من الماء العكر نتيجة تحلل النوى . ولكن أين نحن من هذه المعلومات التاريخية الهامة والموجودة مادتها في عقر دارنا؟!

العدد 2694 - الأربعاء 20 يناير 2010م الموافق 05 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:20 ص

      شكراً يا مرجع التاريخ

      نشكر الأستاذ الفاضل الكبير حسن الوردي ( مرجع التاريخ ) على ما يتحفنا به من معلومات
      ونبارك للوسط على مثل هذه الكتاب المثقفين الكبار من أمثال الأستاذ حسن

اقرأ ايضاً