عجبي يزداد عندما أرى هذه المكابرة التي مازالت تخرج بها علينا الهيئة العامة لصندوق التقاعد، فعلى رغم كل ما حدث من نشر للأرقام، وعمليات شطب القروض والفوائد عن مصارف هنا ومصارف هناك... مازالت تقول هي بخير وانها تعيش أفضل أيامها... هذه المكابرة اعتدنا عليها، فماذا تقول للرجل الذي تضع بين يديه الاوراق الثبوتية، وصور المناقصات مدعمة بالأرقام التي أخذ الكثير منها من سجلاته وارشيفه فيكابر ليقول كل ذلك ليس صحيحا فهل تريد التقاعد منا نشر الأسماء كاملة؟

بالأمس كحلنا عيون القراء برد صندوق التقاعد على بعض مقالاتي -التي اعتبرها - كما هي عادة ردود مؤسساتنا الرسمية المسكونة بنظرية المؤامرة - غير دقيقة وانها كذا وكذا... ليس في رد التقاعد اية مفاجأة، فقد تعودنا على مثل هذه الردود ان «كل شيء صح» و«كل شيء على ما يرام» وان «الحكومة سترد بثقة» و... لن نستغرق كثيرا في الرد لكي نترك الأمر ليوم الاربعاء وسنرى كيف سيكون موقف رئيس مجلس الهيئة عبدالله سيف على كل الاشكالات المدعمة بالأدلة... بالأمس اصبح العلوي مادة دسمة للنواب، واصبح في وضع لا يحسد عليه على رغم انه حديث عهد بالوزارة وخطيئته كانت في عدم معرفته ببيع مبنى الدانة وعلى حد قول المعاودة «عندما سألنا العلوي عن بيع مبنى الدانه ظن اننا نتكلم عن دوار الدانة». وقال أيضا «انه اي العلوي تعجب من كثرة المعلومات التي طرحت بين يديه من قبل اللجنة»، وعلى رغم ذلك حاول العلوي انقاذ وحفظ ماء وجه هيئة التأمينات الا انه وللأسف الشديد باءت محاولته بالفشل لأنه جاء في الوقت الضائع، كسيارة الاسعاف فهي لا تأتي الا بعد وفاة المصاب. هذا حال العلوي فكيف سيكون حال سيف... لكن هنا سأطرح أسئلة على ما جاء من هيئة التقاعد من رد وأرجو ان تجيب:

- ما موقف التقاعد من خسارة صندوقها 46 في المئة من استثماراته في بنك البحرين الدولي؟

- ما موقفها من خسارة الصندوق 45 في المئة من اجمالي استثمارات الصندوق في المصارف ومن بينها المؤسسة العربية المصرفية... لماذا تغافلت الهيئة في ردها على هذه النقاط.

- لماذا يمنح مركز البحرين الدولي للمعارض قرضا من دون فوائد؟ من المسئول عن ذلك؟ لماذا تم صرف كل هذه الاموال على اليوبيل الفضي لعام 2000؟.

- لماذا امتنع الصندوق عن تسليم لجنة التحقيق المستندات الثبوتية عندما صرف من الصندوق 44 ألف دينار؟

ولا أعلم لماذا تجاهلت الهيئة في ردها المصروفات الضخمة على ما قامت به عند وضع انظمة الحاسب الآلي؟ هل للهيئة - وهي الواثقة بمواقفها وعبقريتها - أن تطلع الجمهور على سعر هذا البرنامج وعلى من تمت المناقصة؟ هل للهيئة ان تزود القارئ بأسماء الاشخاص الذين اعطيت لهم المكافآت التشجيعية وخصوصا العالية منها؟ خصوصا في العام 2002؟

الهيئة تقول انها تحقق الارباح علما بانها خسرت من العام 93 إلى 2002 ما يعادل خمسين مليون دينار... والسؤال اذا كنتم شفافين مع الرأي العام فلماذا لم توضحوا للمواطن البحريني كل هذه الخسائر؟ واين هي «استراتيجيتكم» لكل ما حدث؟

تقولون انكم تريدون الحفاظ على اموال المؤمن عليهم فأين اذن هم المسئولون عن تجزئة اعمال الديكور بالهيئة؟ ولماذا تمت التجزئة؟ اين انتم من المادة (67)/ قرار (2) للعام 1992م من لائحة الشئون المالية والمشتريات والعقود والمخازن لهيئة التقاعد الصادر عن وزير المالية؟ فهل «نشرشب» من ديكورات الزمن ام يعفو الزمن على كل ما جرى؟

لماذا لا تتخذ الهيئة موقفا كما اتخذت وزارة الاشغال الاسكان لما حدث من تجزئة في قسم المجاري؟فهل تم تدوين ذلك أيضا في كتاب «التقاعد البحريني بين الاصالة والمعاصرة» ذي الطبعة الفاخرة والجميلة؟ ام في الأجزاء المطبوعة للهيئة من قبيل «الاداء المالي خلال الربع الاخير من القرن العشرين» ام تلك الدراسة «التطور التاريخي لنظام التقاعد البحريني»؟

واذا كانت الهيئة تريد منا الدخول في التفاصيل، فليس هنالك أي مانع، فلنعقد جلسة حوارية امام الرأي العام لنتكلم بكل ديمقراطية عن:

1- طبيعة ابتعاث المسئولين إلى دورات خارج البحرين، ونناقش التفاصيل. أما عن الطابق الثاني عشر من الهيئة فهو واضح وجلي انه طابق جميل وخصوصا المكتب المعد الفاخر، فهل تريد هيئة التقاعد ان نناقش كلفته؟ ويبقى السؤال: هل كل هذه المصروفات تتناسب مع ما تعيشه الهيئة - كما تقول - من استراتيجيات محافظة على أموال المؤمن عليهم؟

هذا ما لم تطرحه الصحافة وهناك أمور وأمور. اما عن الرسومات والخرائط فلها حديث خاص لكنا قبل الدخول في تفاصيل ودهاليز الأرقام نحب أن نسمع من «المصدر المسئول» الذي ارسل رده يوم امس على مقالاتي السابقة، نسمع رده على هذه الاسئلة - ونحن في الانتظار - حتى نواصل التفاصيل بوضع النقاط على الحروف، فهل يوافق المسئول؟ هل نقول ضاعت فلوسك يا صابر؟