العدد 2705 - الأحد 31 يناير 2010م الموافق 16 صفر 1431هـ

تراث البحرين عريق في خدمة المجتمع والاقتصاد

مع سعي البحرين لمزيد من التحديث والتجديد، فإنها تسعى كذلك للحفاظ على تراثها القديم وتنميته، باعتباره ثروة قومية ومصدرا هاما للدخل السياحي، وفي هذا السياق، تقدمت البحرين بطلب رسمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم(اليونسكو) لرعاية ما يسمى ملف مشروع تراث اللؤلؤ، الخاص بالحفاظ على عادات الغوص على اللؤلؤ، واعتبار مناطق الغوص موقعا للتراث العالمي.

وقالت صحيفة «الشرق الاوسط» السعودية في تحقيق أعدته من المنامة ونشرته أمس (الأحد) إن هذا المشروع يعد واحدا من المشاريع الثقافية السياحية التي توليها المملكة اهتماما بالغا، ضمن جهودها لتنويع اقتصادها بجانب النفط، وكجزء من اهتماماتها بالقطاع السياحي وتوسعته.

وفي جولة للصحيفة في العاصمة (المنامة) شملت عددا من المواقع السياحية بالمدينة، ضمن وفد عالي المستوى وصل إلى البحرين من العاصمة النمساوية (فيينا)، حيث مقر منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو». أما المناسبة، فكانت احتفالات مكتب ترويج الاستثمار التابع لـ«اليونيدو» بمرور 15 سنة على تأسيسه بالمنامة، التي شهدت بهذه المناسبة الاحتفال بتدشين مشروع البيوت الذكية، وبنك الإبداع، بالإضافة إلى إطلاق يوم رائد العمل العربي، بمشاركة كل من قرينة العاهل رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم، و رئيس منظمة الخليج لدعم منظمات الأمم المتحدة «أجفند» الأمير طلال بن عبد العزيز، ، ومدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الدولية كاندي يومكيلا، ووزير الإسكان البحريني الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة.

وضمن جولة سياحية موسعة بقلب وأطراف المدينة، شرح مدير مكتب «اليونيدو» بالمنامة هاشم حسين، جهود التعاون القائمة بين البحرين والمكتب لتعمير منطقة الميناء القديم، والحفاظ على مدخله إلى قلب سوق المنامة الشعبي بالنمط المعماري الأثري الجميل ذاته، كما كان في سابق عهده. إذ يجري تعمير المنطقة وأبنيتها الحجرية وأعمدتها وسقوفها الخشبية، مع تجييرها بالطلاء الأبيض الناصع، مما سيمنح هذه المنطقة عند اكتمال المشروع رونقا خاصا.

بعد ذلك، جاء الدور على مدينة المحرق التي تشهد تطورا ثقافيا يقوم أساسا على إعادة إحياء حرف ومهارات أوشكت أن تنقرض، والحفاظ عليها كمصدر جديد للدخل، بجانب الإبقاء عليها كتراث ثقافي وحضاري.

ويقوم مركز للتدريب باسم «حرف الديار» بمنح المتدربين شهادات موثقة، ودرجة الإجازة التقليدية في إحدى الحرف المعتمدة فيه، بحيث يمكن للمتدرب بما يتشكل لديه من مهارة وخبرة أن يعمل في مجال من مجالات تلك المهارات؛ كالخط العربي، والزخارف، والصنائع التقليدية التي تحتاجها السوق المحلية والعربية والعالمية، وأن يبادر، من ثم، بالعمل كقطاع خاص، بعد مساعدات متوفرة ومتنوعة للراغبين من أصحاب الرؤى الاقتصادية والمبادرات للولوج في أعمال خاصة كرواد عمل.

وبين أزقة ضيقة، بسيطة المعمار، شديدة النظافة، ينتشر عدد من المنازل على النمط المعماري القديم، بنيت أساسا من خليط رملي، تثبتها مروق «دنشل» من الخشب، تماما كما كان أسلوب البناء قبل مئات السنين. وقد جرى تخصيصها كمتاحف بسيطة الشكل عميقة المضمون، منها «بيت القهوة» و«بيت الكورار».

وفي «بيت الكورار»، تعرض مجموعة من السيدات حرفة يدوية قديمة هي التطريز التي أوشكت أن تنقرض، لولا جهود تقوم بها وزارة الثقافة، سعيا وراء جمع من تبقى من سيدات يجدنها ويحافظن عليها، ويقوم العمل في البيت في شكل جماعي منظم، على رأسه رئيسة، هي «القطابة»، تجلس في مواجهة ثلاث سيدات يطلق عليهن اسم «الدواخيل»، وبقربها سيدة يطلقون عليها اسم «الكسارة»، وهي التي تكسر الزري أو الخيط. وفي جهد مشترك، يتم التنفيذ بتنظيم تلك الخيوط الذهبية في شريط متداخل تصنعه أيدي هؤلاء النسوة.

وقد اكتسبت «الدواخيل» اسمهن من تداخل الخيوط بعضها مع بعض بواسطة الأيدي، حيث تنقل خيوط الزري، وتدخل من أصابع اليد اليمنى إلى أصابع اليد اليسرى وبالعكس، ما يمكنهن من مد «القطابة»، وتزويدها بالخيوط التي تتلقاها وتعمد لتثبيتها في القماش، أو الخرق الذي يصنع كلباس خاص للمناسبات الخاصة جدا كالأفراح. وتعمل “القطابة” على تثبيت تلك الخيوط وغرزها في شكل شريط مستطيل متكامل إلى أن تنتهي مهمتهن بتزيين مقدمة العباءة ببرواز يضفي عليها مسحة مميزة من الجمال والأناقة والثراء.

وفي زقاق بالجوار، يقع «بيت القهوة»، وهو عبارة عن مقهى رائع تم تأثيثه بأسلوب جمع بين الأصالة والحداثة، كما تم تزيينه بأحواض أرضية ملئت بكميات من حبوب البن المحمص. أما الخدمات، فتتوفر من مواقع عرض حديثة تكشف جدرانها الزجاجية عن مكنوناتها من مختلف أنواع الكيك والحلويات والساندويتشات والمشروبات الباردة والساخنة، وفي مقدمتها القهوة بالطبع. ليس هذا فحسب، بل إن «بيت القهوة» بالمحرق يعد برنامجا خاصا بمناسبة «يوم الحب»، وذلك بمعروضات على شكل قلوب من الشوكولاته وحلويات، وفق أشكال مرحة ورقيقة.

العدد 2705 - الأحد 31 يناير 2010م الموافق 16 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:59 ص

      اكيد شي

      شي اكيد التراث البحرين عريق بعروبته واصالته الا ان المجنس بات يشكل خطر على محوها عن بكرة ابيها وغطووو في سبااااااااات لين ما نقول شو بدك بن عمييييييييييييييييييييي

    • زائر 1 | 1:12 ص

      شي اكيد

      شي اكيد ان التراث البحراني عريق وهل هناك غير تراثهم على هذه الارض

اقرأ ايضاً