العدد 502 - الثلثاء 20 يناير 2004م الموافق 27 ذي القعدة 1424هـ

لماذا طائرات العالم الثالث؟

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

صحيح اننا نؤمن بالقضاء والقدر، وصحيح اننا نؤمن بالآية الكريمة «أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة» (النساء: 78) لكننا لا ننسى أن النبي (ص) قال «اعقلها وتوكل»، فلكل شيء سببا، وإن سقوط أكثر من طائرة في فترات متقاربة في العالم الثالث يعني أن هناك خللا ما في هذه المطارات وهذه الطائرات التي تنطلق منها، فالطائرة التي خرجت من بنين بإفريقيا حاملة على متنها أكثر من مئة وعشرين لبنانيا وسقطت في البحر، اتضح أن السلطات اللبنانية سبق أن حذرت من أن بها بعض الخلل ولا بد من صيانتها، لكن المؤلم أكثر أن أصابع الاتهام تتجه للمسئولين في مطار بنين لسماحهم بحمل الطائرة فوق طاقتها ولأن الإنسان في العالم الثالث لا قيمة له ولا وزن له سواء كان على الأرض داخل وطنه أو في الجو، لهذا نجد التساهل في فحص هذه الطائرات.

وجاءت الطائرة المصرية لتضيف مأساة أخرى بسقوطها وعلى متنها 148 فرنسيا، ولا شك أن هذا العدد من الضحايا من دولة غربية مثل فرنسا على رغم أنه في النهاية سُجِّل ضد الخلل الفني إلا أنني على ثقة من أن الفرنسيين سيحاولون الوصول إلى الأسباب المؤدية لسقوطها.

إن الصيانة عندهم أكثر جدية من عندنا فهم لا يوكلون الصيانة إلى العمال بل إلى عناصر ذوي اختصاص وأجهزة توضح مكان الخلل قبل إقلاعها.

ومما لا شك فيه أن (البخشيش) السائد لدى العمال والموظفين الفقراء في دول العالم الثالث ومن بينها دولنا العربية لغض النظر عن عشرات الكيلوات الزائدة (لا يمشي) في الغرب، فهم يدركون خطورة ذلك.

أذكر أنني كنت مسافرا مرة مع الأولاد إلى دولة عربية وعندما رحت إلى «كونتر» الوزن وجدت أمامي كما كبيرا من الشنط والبضائع مما يثقل على المراكب الكبيرة حملها فسألت: على متن أية طائرة يتم نقل هذه الشنط؟ قيل على الطائرة التي تسافر عليها، والرهيب وأنا واقف بقرب صندوق الوزن رأيت امرأة تحمل في يدها ما يعادل أكثر من 80 كيلوغراما تترجى الموظف أن يفوّت الوزن، إن كل ما فعلته أنني غيرت رأيي من ركوب تلك الطائرة وحجزت على طائرة أخرى.

وأنا أسأل هؤلاء المسافرين من بعض الدول العربية: أليس في بلادكم كل خيرات الله وكل الإلكترونيات؟ ومادامت فلوسك في جيبك تشتري من بلدك أفضل لك من أن تحمل معك هذه الأطنان التي تعرض حياتك وحياة من في الطائرة للموت. وأدعو الموظفين والعمال الذين يتقبلون «البخشيش» أن يتحلوا بضمير حي وإدراك عميق لمدى خطورة ما يتسبب فيه ذلك على الطائرة وركابها

العدد 502 - الثلثاء 20 يناير 2004م الموافق 27 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً