احتفلت إيران بنجاحها في إطلاق قمر اصطناعي من صنعها وسط مخاوف غربية من احتمال استخدام صناعاتها النووية والفضائية لتطوير أسلحة ذرية وباليستية. وحمل الصاروخ «كاوش 3» «كبسولة تجريبية» احتوت مجموعة «حيوانات حية».

وفي واشنطن ردت الحكومة الأميركية بحذر أمس (الأربعاء) على التصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول استعداد بلاده لتبادل اليورانيوم، مشيرة إلى أن طهران يجب أن توجه ردها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ترحيب روسي وتفاؤل بريطاني وتحفظ صيني بشأن تصريحات إحمدي نجاد

أميركا تطالب إيران إبلاغ جنيف بقبول التخصيب في الخارج

موسكو، واشنطن - رويترز، أ ف ب

رحبت روسيا أمس (الأربعاء) بقبول إيران لعرض إرسال اليورانيوم إلى الخارج للتخصيب، في موقف وصفته بريطانيا بأنه «إيجابي» لكن واشنطن طالبت طهران بإبلاغ الوكالة الذرية إذا كانت جادة في طرحها.

فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين في موسكو عندما سئل عن تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في هذا الصدد «إذا كان لإيران أن تعود إلى البرنامج الذي اقترح في أكتوبر/ تشرين الأول فإننا سنرحب حينئذ بذلك».

كما أعلنت لندن أن اقتراح إيران تخصيب جزء من اليورانيوم النووي في الخارج هو موقف «إيجابي» إذا كان ذلك يعني قبولها بعرض الدول الغربية، مؤكدة في الوقت عينه أن عودة طهران إلى مفاوضات مجموعة الست لا تزال مسألة «حاسمة».

وأفادت الخارجية البريطانية في بيان «إذا أرادت إيران قبول العرض فذلك سيشكل إشارة إيجابية على رغبتها في إجراء حوار مع المجموعة الدولية بشأن الملف النووي».

وأضافت «لكن ذلك لا يغير التقييم الذي أجريناه في 16 يناير/ كانون الثاني في ما يتعلق بعدم إجراء إيران مفاوضات جديدة». وقالت «تلك تبقى النقطة الحاسمة لتبديد القلق الدولي الشديد حول برنامجها النووي».

وفي المقابل، حث البيت الأبيض إيران على إبلاغ الوكالة الذرية إذا كانت غيرت رأيها وأصبحت الآن مستعدة للمضي قدما في العرض. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض مايك هامر «لقد قدمنا عرضا صادقا ومتوازنا فيما يتعلق بمفاعل طهران للأبحاث». وأضاف «نعتقد أن من المفيد لجميع الأطراف. إذا كانت تعليقات السيد أحمدي نجاد تعكس تطورا في الموقف الإيراني فإننا نتطلع إلى أن تقوم غيران بإبلاغ الوكالة الذرية.» وفي تطور متصل، قال وزير خارجية ألمانيا جيدو فسترفيله إن على إيران تقديم تنازلات حقيقية فيما يتصل ببرنامجها النووي ولا تكتفي بمجرد الحديث عنها. وقال لتلفزيون (إن-24) «إذا لم يحدث هذا وكانت كل هذه مجرد تكتيكات فإن المجتمع الدولي سيوافق على اتخاذ مزيد من الإجراءات. حينذاك لا يمكن استبعاد العقوبات».

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي الأربعاء إن بكين لا تزال تأمل في إمكانية التوصل إلى توافق عالمي بشأن برنامج إيران النووي وتريد إيجاد حل سريع للأزمة. وقال الوزير في أعقاب محادثات مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير «بخصوص قضية إيران نحن نفهم أننا بحاجة لمواصلة المفاوضات. نحن بحاجة للمحاولة ولإيجاد حل بأسرع ما يمكن من خلال المفاوضات».

وكان الرئيس الإيراني أكد الليلة قبل الماضية أن «لا مشكلة» في تبادل اليورانيوم مع الدول الكبرى، وقال في مقابلة مع التلفزيون الرسمي إن بلاده على استعداد لإرسال قسم من اليورانيوم الضعيف التخصيب (3.5 في المئة) إلى الخارج للحصول في المقابل من الدول الكبرى على وقود نووي عالي التخصيب (20 في المئة) تحتاجه لتشغيل مفاعلها للأبحاث في طهران.

ويأتي هذا التصريح، الذي يمثل تطورا في الموقف الرسمي الإيراني، بعيد انتهاء المهلة التي حددتها طهران للدول الغربية الكبرى بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي الذي عرضته على طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

إلا أن أحمدي نجاد لم يعط أي مؤشر إلى كمية اليورانيوم التي قد يشملها هذا التبادل، وهي أبرز نقطة خلاف في المفاوضات مع الدول الكبرى. على صعيد متصل، أعلن أحمدي نجاد في المقابلة نفسها أن هناك «محادثات تجري» بين طهران والولايات المتحدة بشأن إمكانية تبادل ثلاثة أميركيين محتجزين في إيران بإيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة.

إلا أن البيت الأبيض سارع على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل هامر إلى تأكيد عدم وجود «أية محادثات مع إيران حول تبادل» أسرى. بدورها ردت الخارجية الأميركية على تصريحات الرئيس الإيراني مطالبة طهران بالسماح بزيارة الرعايا الأميركيين المحتجزين في الجمهورية الإسلامية. وتتهم إيران واشنطن باحتجاز 11 مواطنا إيرانيا «دون وجه قانوني» بعد اعتقالهم في الولايات المتحدة أو طردهم من دول أوروبية عدة. من جهتها تحتجز طهران منذ يوليو/ تموز ثلاثة أميركيين اعتقلتهم في أراضيها على مقربة من الحدود العراقية التي عبروها عن طريق الخطأ بعدما ضلوا طريقهم أثناء رحلة في العراق.

«كاوش3-» يحمل كبسولة اختبارية تنقل حيوانات حية

طهران تطلق «بنجاح» صاروخها الثالث إلى الفضاء

طهران - أ ف ب، رويترز

أعلنت إيران أمس (الأربعاء) أنها أطلقت «بنجاح» صاروخها الثالث «كاوش-3» إلى الفضاء الخارجي وعلى متنه «كبسولة اختبارية»، وذلك لمناسبة إحياء الذكرى الحادية والثلاثين لقيام الثورة الإسلامية.

وقالت قناة «العالم» الإيرانية الرسمية «إن إيران اختبرت بنجاح الصاروخ الفضائي كاوش-3 (المستكشف-3) وهو من صنع محلي ويحمل كبسولة اختبارية» موضحة أن هذه الكبسولة تنقل «حيوانات حية».

وقالت التقارير إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حضر المراسم الرسمية في طهران، وقال إن الجمهورية الإسلامية تأمل في إرسال رواد للفضاء قريبا. وفي إشارة إلى خصوم إيران قال «مجال كسر النظام العالمي المهيمن هو ساحة العلوم والتكنولوجيا».

ويعود آخر إطلاق لصاروخ من طراز كاوش في إيران إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2008.

وكانت إيران وضعت في 2 فبراير/ شباط 2009 لمناسبة الذكرى الثلاثين للثورة الإسلامية، في المدار بواسطة صاروخها «سفير-2»، أول قمر اصطناعي إيراني أطلقت عليه اسم «اوميد».

وفي إطار ردود الفعل، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تعبر «عن قلقها الشديد» اثر إطلاق الصاروخ لأن «أجهزة إطلاق صواريخ إلى الفضاء والصواريخ الباليستية تستخدم التكنولوجيا نفسها».

من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن إطلاق إيران للصاروخ «عمل استفزازي». وطُلب من الم.تحدث باسم البيت الأبيض بيل بيرتون التعليق على إعلان إيران أنها أطلقت الصاروخ فقال إن الولايات المتحدة ما زالت تتحرى لمعرفة ما إذا أطلق الصاروخ بالفعل.