العدد 523 - الثلثاء 10 فبراير 2004م الموافق 18 ذي الحجة 1424هـ

ما دور السفارات؟

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

ربما تناولت هذا الموضوع أكثر من مرة، فأنا أرى أنه لا قيمة للسفارات في الخارج إن لم تقم بدور فعّال في المشكلات التي يتعرض لها المواطن؛ الذي ليس له في الغربة من يلجأ إليه سوى سفارة بلاده.

أنا لا أود أن أقارن سفارات البحرين بسفارات بقية دول الخليج على اعتبار أنها تمثل دولا أكثر ثراء على رغم أنها جميعا لديها قاسم مشترك هو خدمة كل من يأتي من طرف الحكومات حتى كاد المواطنون في بلادنا الخليجية يتفقون على أن هذه السفارات أقيمت لخدمة الرسميين أما المواطن فلا، حتى يضطر إلى اللجوء إلى سفارات خليجية أخرى أحيانا «إذا اصطكت عليه المسألة» فقد تكون أرحم عليه وأكثر تعاونا معه من سفارة بلاده.

قد يكون في ذلك بعض المبالغة ويأتي من منطلق النقد العام بسبب شعورهم بالقهر منذ أن تم إلغاء المجلس الوطني منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي، ما خلق جفوة وشعورا بالضيق من الممارسات الرسمية. وفي اعتقادي أن السفارة حكومة مصغرة تمثل الحكومة الأشمل في البلاد ودور السفير أن ينزل من برجه العاجي ويعرف أن عمله الأساس هو خدمة المواطن طالبا كان أو سائحا أو قادما للعلاج. وللأمانة فإن عطاء السفارات يعتمد على نشاط السفير وأركان السفارة من ملحقين وموظفين.

وإذا لم تكن السفارة تقوم بدورها الحقيقي فلا داعي لصرف الملايين عليها من دون أن يشعر المواطن بأنه يستند إلى جدار يسنده وقت الضيق... أو يقف إلى جانبه في مناسبات مختلفة في الغربة. إن ما يدفعني إلى إعادة الحديث عن دور السفير والسفارة هو السؤال الذي وجهته إلى الكاتبة النشطة أنيسة فخرو: من حضر جلسة مناقشة رسالة الدكتوراه التي قدمتها في المغرب؟ أجابت وشيء من الكآبة يعلو صوتها «خلف الله عليّ» كنت أتمنى ذلك، ولو وُجدت عناصر قريبة مني أعرفهم لكان دافعا مضاعفا في تشجيعي، فسألت: ألم يحضر السفير وأركان السفارة أو على الأقل الملحق الثقافي؟ قالت: كلا. من هنا أسأل: أليس دور السفارة أن تقف إلى جانب المبدعين وأصحاب الدراسات العليا على الأقل بتشجيعهم بالحضور والسؤال عن احتياجاتهم ودعوة الطلبة البحرينيين إلى الحضور تشجيعا لهؤلاء؟

أليس إبداعا أن تقدم أنيسة رسالتها الدكتوراه في علم نفس الشباب، هذا القطاع الذي هو أمل الوطن ووقود تنميته والدعامة التي تقف على أكتافها عملية التنمية؟ سؤال أوجهه إلى سفارتنا في المغرب بوجه خاص والخارجية بوجه عام

العدد 523 - الثلثاء 10 فبراير 2004م الموافق 18 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً