العدد 527 - السبت 14 فبراير 2004م الموافق 22 ذي الحجة 1424هـ

حتى يظل الإبداع مشتعلا

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

حاول الماركسيون تطبيق نظرية (كل بقدر طاقته ولكل بقدر حاجته) وهي نظرية لو أمكن تطبيقها لكانت نعمة حقيقية للبشر من حيث إن هناك فقراء وبسطاء لم تساعدهم ظروفهم لاستكمال الدراسة ولديهم مجموعة من الأطفال فهم بحاجة إلى مرتب ضعف ذلك المهندس الأعزب غير المتزوج فلماذا يأخذ الأخير عشرة أضعاف الآخر؟

لكن فيلسوف الاقتصاد الماركسي سوسولوف اكتشف أن هذه النظرية على رغم ما فيها من عدالة وحس إنساني فإنها (تودي المجتمع في داهية) ولذلك أعلن فشل هذه النظرية ودعا إلى ضرورة وجود الحافز وإلا سيضعف الإنتاج وتتخلف التنمية وربما استقى الفكرة من الآية الكريمة «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون» (الزمر:9) وهو سؤال منطقي يجعل الإنسان يتأمل ويؤكد في إجابته بـ (لا) طبعا.

حكى لي مرة المدير السابق لبنك البحرين الإسلامي عبدالله أبوالفتح، وقال: أذكر أنني قبل بضع سنوات بعث لي أحد الزبائن بابنه ورجاني أن أشغله في أية وظيفة وخصوصا أنه لم يكن يحمل غير الإعدادية فوظفته كمراسل، ثم انتقلت إلى مصرف آخر وبعد عشر سنوات تقريبا وكنت قد تركت حبيب بنك، التقيت بشاب لم أتعرف عليه في البداية، فقد كنت جالسا في صالة المسافرين بمطار هيثرو بإنجلترا وجدت أحد الشباب يلبس قبعة و(بالطو) سلم عليّ بحرارة، ولما لم أعره اهتماما، سألني ما عرفتني يا بوأيوب؟ قلت للأسف لا، قال أنا ذلك المراسل الذي لم تقصر بتوظيفي في مصرفك، فسألته من أين أنت قادم؟ أجاب من الولايات المتحدة إذ أنهيت رسالة الدكتوراه. إن هناك عناصر جادة لا تضيع وقتها في مشاهدة التلفزيون أو الجلوس في المقاهي أوقات فراغها، بل تستغل أي فراغ إما في قراءة الكتب أو الانتساب لأية جامعة أو معهد لتطوير نفسه فهل يستوي هذا الموظف الجاد والموظف الذي كل همه كرشه بحيث لا يستطيع المشي بما يكنزه في بطنه بالرز البسمتي والنوم وضياع الوقت في المقاهي وتدخين الشيشة.

ترى هل يحق لموظف جامد بارد لا يطور نفسه أن تتم مساواته بإنسان نشط يصر على تطوير نفسه باختزال الزمن؟

العدد 527 - السبت 14 فبراير 2004م الموافق 22 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً