العدد 528 - الأحد 15 فبراير 2004م الموافق 23 ذي الحجة 1424هـ

مشاهدات طالب جامعي

زينب عبدالنبي comments [at] alwasatnews.com

ترجل الطالب المكنّى «أبوجاسم» من على صهوة سيارته (كورولا موديل 1000)، تعلوه ابتسامة عريضة، اختزلت ذكرياته ومعاناته مع باص الجامعة، وأزيز محركه المهترئ، ورجَّاته المتعاقبة.

إلا أن بشاشة مبسمه لم تدم طويلا، إذ صعق بخبر ظهور خطة جديدة لتخصصه (وهو إعلام وعلاقات عامة)، واستبدل فيها مقرري انجليزي 117، و118، بمقرري انجليزي 111 و112، وأضيفت مواد للإختياري الحر، وقسمت الخطة إلى أربع شعب، (صحافة، إذاعة، علاقات عامة، مالتميديا). ما أدى إلى تزايد عدد الرسوب إلى الضعف في مواد الإنجليزي المستبدلة، ولسوء طالع أبوجاسم، فقد انضم إلى جيش الراسبين، وما زاد همه هما، ان خطة كلية الآداب قد غُيرت بالكامل أخيرا، وحذفت مواد الاختياري الحر!، وأضيف مقرر انجليزي 200!.

ذات يوم حك شعره المتجعد متسائلا: هل من العقلانية أن تُستبدل الخطط من دون استراتيجية أو خطة واضحة للتطوير؟ لماذا لا تتم معادلة المواد؟ من الذي سيدفع لي رسوم ووقت وجهد المواد الاختيارية الحرة التي أنهكتني طوال الفصل الدراسي الفائت، ازداد وجه أبوجاسم تجعدا واقتضابا، وهنا انتهى المشهد الأول.

تبختر «أبوجاسم» بين أندية الجامعة وجمعياتها، دخل نادي المسرح، التقى بأعضائه، حدثهم وحدثوه عن الاجراءات البيروقراطية، وسلسلة التواقيع، والرقابة المسبقة على نص المسرحية المقرر عرضها، حينها عرف سر الحوارات اللينة والنقد الناعم، في نصوص مسرحياتهم! وقبل أن يرحل عن النادي، تمنى من أعضائه العمل على تمثيل مسرحية كوميدية سوداء، عن واقع طلبة الجامعة، وعدم وضوح الرؤية والأهداف في الاستبدال الغريب للخطط الدراسية، وعرقلة النشاط الطلابي، والتضييق على الحريات، طلب منهم أن ينتقدوا العمداء، وان يمارسوا دورهم الرقابي الدراماتيكي، إلا إنه قبل أن يكمل ما بدأ به، أشبعوه تهكما، وهنا انتهى المشهد الثاني.

سمع عن مشروع «الاتحاد الطلابي» الشيء الكثير، سمع أن فئة مغيبة طلبت مقابلة إدارة الجامعة في العام 2001، ولم يسمح لهم بذلك! سمع أن وزارة العمل تذرعت بوجود «مجلس الطلبة» أثناء رفضها لإعطاء الترخيص لإشهار الاتحاد الطلابي، سمع عن أعضاء قد لوحوا بالاستقالة لضعف صلاحيات مجلسهم! سمع عن عضو تم فصله لمشاركته في بوفيه ديني، سمع عن طالبة تم التحقيق معها لانتقادها كلية الحقوق في ندوة طلابية! سمع أن الطلاب في الدول الديمقراطية يشكلون سلطة خامسة، من حقها ممارسة دورها الرقابي على المؤسسة العلمية، والمشاركة في صوغ القرارات. سمع وسمع وسمع إلى ان نزفت اذنه قيحا وهنا انتهى المشهد الثالث.

اجتمع مع الطلبة المنضمين للمؤتمر الدستوري الطلابي، وبعفويته أخبرهم بأنه يشم من مؤتمرهم رائحة المؤتمر الدستوري الكبير! توقع أن يحاصر مؤتمرهم كما حوصر المؤتمر الأب، ورفض إدارة كلية الحقوق المؤتمر الابن، يعيد إلى الأذهان سيناريو المؤتمر الأب، تصارعت الأفكار في عقله المتعب فاصطدم أبوجاسم باحدى الاسطوانات، وهنا انتهى المشهد الأخير

العدد 528 - الأحد 15 فبراير 2004م الموافق 23 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً