العدد 534 - السبت 21 فبراير 2004م الموافق 29 ذي الحجة 1424هـ

البحرينيون يطمحون إلى موسم نوعي في عاشوراء هذا العام

تنوع وسائل الإحياء وتجاوز «الإشكالات» أبرز المطالب

عاشوراء الإمام الحسين (ع) بضخامة موروثاتها الفكرية والدينية باتت على الأبواب... عاشوراء التي تجسد مبادئ النهضة الحسينية والقيم الإنسانية السمحاء، وتشكل فرصة مناسبة لكي يتوحد البحرينيون في هذا الموسم بعدما فرقتهم السياسة طويلا، فيا ترى ما الذي يطمح إليه البحرينيون من هذا الموسم، سؤال تنوعت الإجابة عليه!

في البداية يستهل الطالب الجامعي حسين الجصاص حديثه لنا بالقول «أرى ان من الضرورة بمكان أن نخلق من عاشوراء وعيا ثقافيا يمتد عطاءه على مدار العام لا في هذه الموسم فقط؛ وذلك من خلال استغلال هذا التجمع والحضور الفاعل والمكثف للمواطنين في المآتم والمواكب لبث مبادئ النهضة الحسينية المباركة التي قام بها سيد الشهداء (ع)». وقال عن كل الجهود المبذولة في هذا السياق «أنا هنا أثمن موقف الجمعيات والهيئات والمؤسسات الأهلية والرسمية على جهودها الكبيرة لإخراج هذه الذكرى متناسبة مع قيمتها وعطاءاتها الروحية والتاريخية».

فاطمة غلوم توقعت أن يكون هذا الموسم «مختلفا ونوعيا، من جميع النواحي، ولله الحمد فقد بدأ الجميع يخلق ويبتكر وسائل أحياء جديدة لم نعهدها من قبل، ونشأت هذه الروح الابتكارية مع بداية عهد الإصلاحات في البحرين، وشملت الكثير من جوانب الإحياء، بحيث خرجت تلك الوسائل عن واقعها التقليدي إلى فضاءات حسينية أرحب مثل المرسم الحسيني الذي نشهده للعام الثالث على التوالي، وكذلك مشروع عاشوراء في البحرين الذي تبنته جمعية التوعية الإسلامية في هذا العام، وأتمنى التوفيق لكل القائمين على هذه المشروعات المباركة والتي على رغم تنوعها يجمعها هدف واحد وهو خدمة النهضة المباركة والرسالية لأبي عبدالله الحسين(ع)».

رابطة الخطباء

ومن جهته يرى الشاب باقر حسين أن «الخطابة الحسينية التي تشكل حجر الأساس في موسم عاشوراء، هي بحاجة ماسة إلى أن تلامس قضايا المواطن البحريني، ويجب عليها أن تواكب الملفات والقضايا التي تعج بها الساعة، والتقليل قدر الامكان - من الخطابة التاريخية التي يشوبها بعض المغالطات التي أراد بها مخترعوها الإساءة إلى واقع عاشوراء الذي هو واقع الإسلام».

ويضيف باقر «يا حبذا لو بادر علماؤنا الأفاضل إلى تأسيس رابطة للخطباء تكون نقطة التقاء بين جميع خطباء البحرين، لتوظيف كل الطاقات والإمكانات لخدمة الأبعاد الحضارية والإنسانية لعاشوراء التي هي ملك للإنسانية كلها لا لطائفة وحدها».

فيما يركز سلمان حسين على أهمية الوحدة في عاشوراء بقوله «نتمنى أن يكون موسم عاشوراء موسما نوعيا على مختلف المستويات، وأن يكون نوعيا في المقام الأول في وحدة المواكب الحسينية ووحدة الصف الداخلي والوحدة الوطنية لجميع أبناء البحرين، ونتمنى كذلك أن يكون نوعيا على مستوى الفعاليات الحسينية التي ستدشن بأكثر من توجه وصفة وبأساليب مختلفة ليشترك فيها الجميع بما يعبر عن الوحدة التي أشرنا إليها. ونتمنى بالدرجة الثالثة أن يستمر عطاء عاشوراء إلى ما بعد عاشوراء بحيث يكون جامعا لكل الناس ومرسخا لمبادئ الحسين (ع) ويشجع الناس على المحافظة على حقوقهم ومكتسباتهم».

التعددية في عاشوراء

في الوقت الذي يرى عباس علي أن «عاشوراء أعطت تجربة حية لإمكان التعايش وممارسة التعددية والانفتاح على كل الأطياف والأطراف، ويمكن التركيز على هذا القاسم المشترك، وتجنب التركيز على صغائر الأمور، فالمجتمع بحاجة إلى أن يتعمق في التفكير التعددي، ونعيد صوغ الكثير من المفاهيم، وترجيح المصالح العليا على الخاصة، وأن يؤسس لمعرفة كل ما يجري حولنا». ويختتم حديثه بالقول «كلنا أمل ورغبة في تجاوز صغائر الأمور التي كانت طيلة السنوات السابقة مثار فتنة في احياء هذه الذكرى العظيمة التي هي أكبر في الحقيقة من شعيرة هنا أو اشكال هناك».

انقلاب على المآتم النسائية

وبدورها تحدثت زهراء كاظم كثيرا عن أهمية طرح رؤية حسينية جديدة في المآتم النسائية، موجهة الكثير من المآخذ والانتقادات على أداء هذه المآتم «كلنا أمل في أن نرى شيئا مختلفا في المآتم النسائية التي - على كثرتها في البحرين - يرى الكثيرون انها لم تواكب بعد القيم الحضارية للنهضة الحسينية». وتعلل زهراء أسباب جنوحها إلى هذه الرؤية السلبية قائلة «لأن هذه النهضة التي قادت التغيير على مدار التاريخ هي أكبر من البكاء والنحيب والدموع، وأكبر من «الروايات المغلوطة» التي دأبت بعض هذه المآتم على تكريرها على رغم ان هذه الروايات لم يثبت لها أي سند تاريخي أو شرعي بل أن بعضها يسيء إلى مبادئ وقيم الثورة الحسينية، ومتى ما تواصلت هذه المآتم على المنوال ذاته، فأنها ستظل عاجزة على تخريج جيل نسائي قادر على تصدر الساحة والمشاركة في عملية البناء الاجتماعي والوطني».

وتنهج فاطمة حسين (طالبة جامعية) المسلك ذاته «في إحياء ذكرى عاشوراء وتجدد مصاب أبي عبدالله الحسين (ع) عبر كثيرة غير النواح والبكاء وسرد التاريخ بالطريقة التراجيديا ذاتها في كل عام، ففي الكثير من الحسينيات يعاد السرد بذات الحذافير وبالقصائد الرثائية نفسها أيضا (...) ما نحتاجه هو استغلال هذه المناسبة لربط الناس بالدين أكثر وتوعيتهم أكثر، وليس فقط حضور المأتم أو مواكب العزاء ولبس السواد، حتى إذا ما انتهى يوم العاشر اختفت كل هذه الظواهر وعاد الناس الى عادتهم!».

واقع المرأة في عاشوراء

فيما تحدثت رئيسة جمعية المستقبل النسائية شعلة شكيب عن واقع المرأة في عاشوراء قائلة «نتمنى في البداية أن تنشأ ثقافة عاشوراء وأدب عاشوراء، ومبادئ التضحية والإيثار والتربية الحسينية على نهج الذين وجدوا في عاشوراء، ودور المرأة في الواقعة كان بارزا ومهما أيضا، فصحيح أن المرأة ربما لم تكن تحارب مع الرجل، لكنها حاربت على صعيد آخر متمثلة في الحوراء (ع) التي تحملت ما يهز الجبال بعدما فقدت أهل بيتها، وسيقت إلى مجلس يزيد وهي في قمة عزتها وشجاعتها الأدبية، فكانت مثالا يحتدى به للمرأة المسلمة المدافعة عن إسلامها ومبادئها وحقوقها، واستطاعت أن تقف في وجه الظالم، قالبة كل الموازين القائمة».

وتابعت شكيب «فلولا جهاد الحوراء زينب (ع) لطمست الكثير من الأمور من واقع عاشوراء، فهي كانت منبرا إعلاميا، ساهمت في تبيان الحقائق، ونحن هنا نتحدث عن عاشوراء التي هي مدرسة للجنسين، ولكن إذا ما انطلقنا من واقعنا النسائي فبإمكاننا أن نتخذ زينب (ع) قدوة للمرأة المسلمة التي تدافع عن حقوقها، وهي متمسكة في الوقت ذاته بحجابها وعفتها».

رئيس هيئة المواكب الحسينية لـ «الوسط»:

استكمال الاستعدادات الرسمية والأهلية لاستقبال موسم عاشوراء

المنامة - محرر التحقيقات المحلية

قال رئيس الهيئة العامة للمواكب الحسينية حسين سيدكاظم العلوي لـ «الوسط»: إن الهيئة شارفت على استكمال الاستعدادات لاستقبال موسم عاشوراء لهذا العام مع جميع الجهات المعنية بهذا الموسم، وخصوصا مع وزارات الداخلية والصحة والكهرباء فضلا عن قطاع الاتصالات».

وتابع العلوي «في الحقيقة ان جميع المآتم والحسينيات في العاصمة باتت على أتم الاستعداد لاستكمال التجهيزات والاستعدادات لإحياء ذكرى استشهاد أبي عبدالله الحسين (ع)»، وبخصوص الاستعدادات الفنية أوضح العلوي ان «الهيئة اتفقت مع الجهات المعنية لفتح بعض المدارس في العاصمة والقريبة من مواكب العزاء لاستخدامها كمواقف للسيارات، إضافة إلى فتح الطريق الممتد من شارع الشيخ عيسى الكبير (دوار القلعة) إلى شارع الحكومة أمام حركة المرور ولمواقف السيارات، كما تم الاتفاق مع إدارة المرور لتوفير أماكن خاصة تخصص لمواقف الخطباء وإداريي المآتم، كما ستفتح 6 منافذ لحاملي البطاقات الخاصة للدخول إلى العاصمة».

كما كشف العلوي النقاب عن فتح عيادة ميدانية لخدمة مرتادي المآتم والمواكب «بعد التنسيق مع وزارة الصحة تم الاتفاق على افتتاح عيادة طبية ميدانية تقع شرقي مسجد الخواجة، وتتكون هذه العيادة التي تحمل اسم الإمام الحسين (ع) من 3 أدوار بإشراف عدد من الأطباء، كما ستستخدم لحملة التبرع بالدم إضافة إلى حملة تثقيفية».

وأردف العلوي قائلا «بعد توجيهات وزير الصحة ستنظم الوزارة محاضرات صحية يلقيها عدد من الأطباء، وستتناول الأمراض المزمنة والوراثية، وستلقى هذه المحاضرات قبل الخطابة في بعض المآتم الرئيسية في العاصمة»، مضيفا «كما تم التنسيق مع المجلس البلدي بالعاصمة بخصوص النظافة وذلك بالتعاون مع وزارة البلديات ومحافظة العاصمة، وبدورها قامت وزارة البلديات مشكورة بتخصيص فريق عمل لهذه المهمة، وتم الاتفاق على توفير خدمات النظافة أثناء سير المواكب بدلا من الانتظار حتى نهايتها كما هو الحال في السنوات السابقة».

وفي ختام حديثه نوه العلوي بجهود مؤسسي الهيئة العامة للمواكب الحسينية، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيسها، مثمنا الجهود الكبيرة التي بذلها الأعضاء السابقون، ومتمنيا من أبناء هذا الجيل المحافظة على تخليد هذه الذكرى التاريخية الخالدة في هذا الموسم

العدد 534 - السبت 21 فبراير 2004م الموافق 29 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً