العدد 2713 - الإثنين 08 فبراير 2010م الموافق 24 صفر 1431هـ

وزير الدولة: لا تقليص لموازنة «الدفاع» والصفقات مرهونة بظروف المنطقة

لابد من الولاء للوطن والبعد عن الحزبية لضمان الانتساب لـ «القوة»

أشاد وزير الدولة لشئون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، بالدعم والمؤازرة اللذين تقدمهما قيادة البلاد لقوة دفاع البحرين منذ سنوات تأسيسها، منوها في الوقت ذاته باستمرار نهج التطوير والتحديث في شتى تخصصات ووحدات قوة الدفاع لضمان مسايرة التطور التكنولوجي الحديث في المجالات العسكرية.

ونفى وزير الدولة لشئون الدفاع في حديث خاص بوكالة أنباء البحرين بمناسبة ذكرى تأسيس قوة الدفاع (5 فبراير/ شباط 1968) وجود نية لتقليص موازنة وزارة الدفاع في البحرين، فيما استبعد أن تكون التسهيلات العسكرية المقدمة لبعض الدول الصديقة تشكل انتقاصا من سيادة البحرين، مشيدا في الوقت ذاته بالفائدة التي تعود بها التمارين والتدريبات المشتركة بين الجيوش الخليجية لما فيه تعزيز كفاءة تلك القوات وزيادة يقظتها تحسبا لكل طارئ.

وقد اشتمل اللقاء الصحافي مع الفريق طبيب الشيخ محمد على العديد من الجوانب ذات الشأن المحلي والخليجي والدولي.. وفيما يلي اللقاء:

ما الذي تعنيه لكم احتفالات الخامس من فبراير من كل عام؟

- جاء تأسيس قوة دفاع البحرين في العام 1968 كصمام أمن واستقرار لمملكة البحرين وفق استراتيجية محددة المعالم برؤية بعيدة المدى، كما جاء تأسيس قوة الدفاع بإرادة صلبة متينة وتطلع وطني صادق في وقت كانت فيه الظروف العالمية والأجواء التي تلف المنطقة تشكل أحداثا متسارعة ومتلاحقة وليست بالسهلة، إذ تزامنت تلك الفترة مع احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، بالإضافة إلى الاحتقان الذي عاشته البلاد العربية في أعقاب حرب يونيو/ حزيران 1967، لذلك جاء تأسيس قوة دفاع البحرين محاولة من البحرين لإعادة تنظيم قواتها وتعزيز البنية العسكرية لأفراد مقاتليها.

وبفضل حكمة القيادة وتضافر الجهود الطموحة باشرت قوة دفاع البحرين مهمتها الوطنية في الضلوع بإعداد الكوادر الشابة من خلال مجموعة من الضباط المتحمسين برعاية وإشراف جلالة العاهل (سمو ولي العهد آنذاك)، وعاما بعد عام وضعت الأسس لاستقرار البحرين وسلامة أراضيها والذود عن حدودها ومياهها الاقليمية.

كيف تجدون الدعم والمساندة من جلالة العاهل وحكومة المملكة؟

- تحظى قيادة قوة دفاع البحرين وجميع منتسبيها بدعم ومؤازرة العاهل ضمن أفكار جلالته، وقد كانت تلك الأفكار واضحة ضمن مقالات سطرها في كتابه الخاص بعنوان «الضوء الأول»، وقد كانت رؤية جلالة الملك واضحة ومستنيرة وتكفل جميع جوانب الرعاية لشتى منتسبي القيادة وتأمين فرص العيش الكريم لهم.

ويعتبر جلالة الملك المؤسس الذي حقق تقدم البلد ونهضته في المجالات الفكرية والتنظيمية وليس التطور المادي فحسب، كما أن الحكومة لا تبخل بشيء على قوة دفاع البحرين لأنها درع الوطن ومتراسها الحصين.

ما الأشواط التي قطعتها قوة الدفاع منذ تأسيسها في سبيل النهوض بحماية الوطن؟

- لقد قطعت قوة الدفاع أشواطا ملموسة في مجالات التدريب الجيد والإعداد المتواصل وبناء المنشآت الحديثة، وهذا بالتأكيد انعكاس طبيعي لإرادة المملكة السياسية والعسكرية بهدف تطوير جميع أسلحة قوة الدفاع البرية والجوية والبحرية بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والتقنيات العسكرية الحديثة للحفاظ على مكتسبات الوطن وحماية حدوده البرية والجوية والبحرية.

هل لكم أن تحدثونا عن دور رجال قوة الدفاع في المساهمة مع قوات الدول الشقيقة والصديقة كحرب تحرير الكويت وغيرها كالإسهام بنشر السلام في ربوع أفغانستان؟

- طوال سنوات تأسيسها، كانت قوة دفاع البحرين صاحبة المبادرة والعزم على المشاركة في أيام حرب أكتوبر/ تشرين الأول المجيدة العام 1973، كما كانت لها وقفة مشرفة مع الأشقاء في الكويت في أعقاب الغزو العراقي للبلد الشقيق في أغسطس/ آب العام 1990 وأيضا خلال حرب تحرير الكويت، بالإضافة إلى الإسهامات في قوات درع الجزيرة إلى جانب الأشقاء في منظومة مجلس التعاون الخليجي. من هنا فإنه يمكن القول إن رجال قوة دفاع البحرين متأهبون للقيام بجميع واجباتهم على أكمل وجه سواء أكان الواجب محليا أو خليجيا أو عربيا وإسلاميا.

كيف تسير قوة الدفاع في نهج الدرع الحصين للوطن؟ وكيف تقيمون جاهزية ويقظة رجالاتها لتأدية الواجب الوطني على أكمل وجه؟

- مما لاشك فيه أن قوة دفاع البحرين تلتزم بالعمل وفق ما تقتضيه أمانة الذود عن الوطن والمواطنين، فمن واجبها الأساسي والضروري أن تكون على أهبة الاستعداد وفي كامل جاهزيتها في كل وقت برا وبحرا وجوا، كما أن تحديث قوة دفاع البحرين ماض باستمرار بشكل يضعها في مصاف القوى العسكرية المتطورة وبشكل يضيف المزيد من لبنات المنعة إلى هذه القلعة الشامخة الأبية.

في خضم التغييرات الدولية، هل تعتزم قوة دفاع البحرين اتباع مناهج تدريبية حديثة لجميع منتسبيها من أبناء الوطن؟

- لا يخفى على أحد أن التسليح والتدريب مرتبطان بالتهديد ومدى حجمه، وفي ضوئه تتهيأ الدول وتأخذ احتياطاتها وتزيد من حجم جاهزيتها، علما بأن الإنفاق على تسليح القوات أمر طبيعي ولا غنى عنه لضمان تحديث وتجهيز قواتنا العسكرية.

ما الدور المأمول بخريجي الأكاديمية العسكرية؟ وهل أنتم راضون عن جاهزية العسكري البحريني في مختلف التخصصات العسكرية؟

- معلوم أن الأكاديمية العسكرية متخصصة في تخريج الضباط وتدريبهم بعد أن كانت البحرين ترسل ضباطها للتدريب في دول المنطقة، وحاليا قوة الدفاع لديها أكاديمية عسكرية لتدريب اللقاءات الشابة التي تفخر بالولاء الكامل للوطن ولقيادته. كذلك فإن قوة الدفاع حريصة بشكل مستمر على النهوض بالتدريب العسكري من منطلق أن التدريب هو استثمار دائم، كما أن مسيرة التحديث مستمرة في قوة الدفاع وفق التقنيات العالية لضمان أن يكون رجال قوة الدفاع قادرين على النهوض بمسئولياتهم في القيادة العسكرية بكل اقتدار وعزم.

في ظل التطورات العالمية ومضاعفات الأزمة الاقتصادية التي عصفت بعدة دول في العالم، هل هناك توجه لتقليص موازنة قوة الدفاع؟

- إذ إن وزارة الدولة لشئون الدفاع تعتبر جزءا من وزارات الدولة، وبما أنه ليست هناك خطة لتقليص موازنة الدولة، فإن شاء الله لن يكون هناك تقليص في موازنة وزارة الدفاع للفترة الراهنة، علما بأن هناك حاجة ملحة ومستمرة لدعم قوة الدفاع في ظل ظروف التوتر في المنطقة،

كما أن الاستعدادات والصفقات مرهونة وفق التغيرات الحاصلة في المنطقة وبحسب الظروف المحيطة بها لمواجهة المستجدات على الساحة.

إلى أين وصلت خطوات التجنيد في قوة الدفاع؟ وماذا عما ينشر عن عمليات معقدة تشوب عملية التحاق بعض أبناء البحرين بالقطاع العسكري؟

- قوة دفاع البحرين منذ تأسيسها تتبع التوجيهات الصادرة من جلالة الملك، ولابد من توافر ركيزة الولاء للوطن والبعد عن الحزبية أو التوجهات الدخيلة على الوطن لضمان أن يكون المنتسب لقوة الدفاع مخلصا لوطنه... هذا هو الأساس الذي يتم في ضوئه قبول التحاق أبناء البحرين إلى قوة الدفاع.

هل هناك أنواع من الأسلحة المتطورة ضمن صفقات تسليحية في القريب المنظور تعتزم البحرين إبرامها مع دول صديقة؟

- من الطبيعي أن يطرأ تحديث وتطوير الأسلحة التي تقتنيها قوة الدفاع بين فترة وأخرى، ومن الأكيد أن عمليات التسليح التي تمت قبل 3 عقود من عمر قوة الدفاع لن تكون كما هي عليه اليوم، فنحن حاليا بصدد استبدال عدد من الطائرات المروحية القديمة واستبدالها بطائرات بلاك هوك الحديثة والمتطورة، وكذلك جار العمل في الوقت الراهن على استبدال وتحديث بعض سفن النقل والدوريات المخصصة لحماية سواحل المملكة. من هنا يمكن القول إن جميع قطع المنظومة الدفاعية لقواتنا خاضعة للتحديث والتطوير بشكل متواصل ومدروس.

تتميز علاقات البحرين مع الولايات المتحدة بخصوصية وتجذر الصلات منذ عقود بعيدة، ترى ما مستقبل القواعد العسكرية الأميركية في البحرين؟ وهل القواعد تنتقص من سيادة الدولة؟

- بداية لابد من توضيح جانب مهم بهذا الخصوص، فمملكة البحرين توفر تسهيلات عسكرية وليس قواعد عسكرية، وهذا العرف جار منذ نحو 60 عاما بين المنامة وواشنطن بحسب نظام المصالح الاستراتيجية الدولية، والقرارات بهذا الشأن يتم أخذها بحرية ومن خلال قرار مستقل من قيادة المملكة بشكل لا يمس سيادة البلد ولا ينتقص من هيبة الوطن على الإطلاق.

ما التهديدات التي تواجه دول مجلس التعاون في الوقت الراهن؟

- جميعنا يعلم أن الوضع العام في المنطقة يشوبه الاحتقان والتوتر في الوقت الراهن في ظل مواجهات الغرب مع طهران وفي ظل تفاعلات الملف النووي الإيراني الذي يثار حوله الجدل وينظر له العالم بمزيد من الترقب. وهنا تجدر الإشارة إلى أن دخول الحرب سيكون مسألة معقدة واتخاذ قرار البدء في الحرب قرار صعب.

ومما لاشك فيه أن دول الخليج كيان واحد يتطلع إلى أهداف مشتركة، ومن الخطأ أن تكون هناك جيوش في العالم من دون تأهب أو استعداد دائم، وهكذا إذن هو حال الجيوش الخليجية التي تعمل منذ سنوات على تعزيز التعاون العسكري المشترك فيما بينها وهي في تواصل وتأهب دائم.

كيف تنظرون إلى إيجابيات التمارين المشتركة بين قوات مجلس التعاون؟ وما دور تلك التمارين في تعزيز الجاهزية القتالية للقوات الخليجية؟

- إن التدريبات الثنائية والمشتركة والمشاريع العسكرية تعود حتما على دول مجلس التعاون بالنفع الكثير من خلال الإبقاء على روح الجاهزية لدى القوات القتالية في الجيوش الخليجية. لذلك فإن التنسيق قائم ومستمر بين القوات الخليجية وقياداتها ضمن الأسس القوية التي وضعها قادة دول مجلس التعاون لدعم المشاريع الدفاعية المشتركة في دول مجلس التعاون الخليجي.

هل تؤيدون توجه طهران للاستخدام السلمي للطاقة النووية؟ وكيف ترون تهديدات الغرب و «إسرائيل» بمهاجمة إيران؟

- لاشك أن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية حق مشروع لكل دول العالم، ولكن لأن إيران من الدول التي وقعت على معاهدة حظر الانتشار الدولي فإنه يتعين عليها الالتزام ببنود تلك المعاهدة الدولية.

ومن المفروض أن تعرض الحكومة الإيرانية جميع منشآتها النووية للتفتيش الدولي للتأكيد على خلوها من أية مواد مخصبة قد يمكن استخدامها لصنع أي سلاح نووي. والمشكلة إذا هي مسألة ثقة بين الدول الغربية وبين طهران نأمل أن تجد طريقها إلى الحل في القريب العاجل.

العدد 2713 - الإثنين 08 فبراير 2010م الموافق 24 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:42 ص

      السامرائي

      الوزير صرح بأن لا توجد نيه في تقليص الميزانية وذلك لرفع الكفاءة القتالية مع الدول التي تملك الخبرة وعدم ضم من يوالي غير ولي الامر والوطن سواء كان سني اوشيعي ولم يخص مذهب معين.

    • زائر 5 | 1:19 ص

      بالله عليكم المجنسين من الباكستانيين , السوريين, الاردنيين واليمنيين عندهم ولاء للبحرين؟؟؟

    • زائر 4 | 1:15 ص

      نعم..

      المتجنس الذي يمتلك جوازين جواز لوطنه الام وجواز بحريني يعتبر مولالي للمملكه والشيعي الذي لا يملك سوى جواز بحريني وليس ايراني يعتبر ولائه للخارج ولايران هههههه.
      تقصون على من يا حبايبي؟؟؟؟

    • زائر 3 | 10:52 م

      لابد من الولاء للوطن

      برافو تحليل جيد التجنيس هو الولاء للوطن

    • زائر 2 | 8:38 م

      نعم هذا ما اسميه بالحوار الصريح(تتمة)...

      ويوفرون لمنتسبي وزارة الدفاع العيش والسكن الكريم واغلب منتسبيها من الصومال والاردن والسودان وباكستان واليمن والهند وسوريا فهل كل هؤلاء يوالون الوطن لقد قالوها مسبقا اننا نعمل لاجل الراتب عندما تعرضت دولة الكويت الشقيقة للعدوان العراقي رفضوا ولم يذهب الا البحريني الاصيل ان كان من ابناء السنة او الشيعة تعقلوا يا ولاة البلد واتركو اسلوب الطائفية والتمييز كلنا اخوان من سنةوشيعة لم كل هذه الطائفية ضد اخواننا الشيعة من لا يوالي البلدهم من تجنسون من اناس غرباء عن عاداتناوتقاليدنا وقيمنا هداكم الله

    • زائر 1 | 8:26 م

      نعم هذا ما اسميه بالحوار الصريح...

      نعم فقد اجاب جنابه بكل صدق:(ولابد من توفر ركيزة الولاء للوطن والبعد عن الحزبية أو التوجهات الدخيلة على الوطن لضمان أن يكون المنتسب لقوة الدفاع مخلصاً لوطنه.. هذا هو الأساس الذي يتم على ضوئه قبول التحاق أبناء البحرين بقوة الدفاع).وعليه كل من هو من المذهب الجعفري او الشيعة لا يحق له بالعمل بهذه الوزارة لانه بنظر جنابه لايوالي تراب هذا الوطن الغالي فالمجنسون يكنون كل الولاء لهذه الارض والمرتزقة ايضاً ومع كل هذا لاتوجد كائفية على حد ما يزعمون ويوفرون العيش الكريم لمنتسبين هذه الوزارة يتبع

اقرأ ايضاً