العدد 2717 - الجمعة 12 فبراير 2010م الموافق 28 صفر 1431هـ

سنفتقدك أيها الدرازي

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شكلت استقالة الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي من منصبه إثر تداعيات تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي كشفت عنه يوم الإثنين الماضي بشأن أوضاع حقوق الإنسان في البحرين صدمة حقيقية لكل المتابعين لأداء الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان.

الدرازي ودون أية مجاملات كان الشخصية الأقوى والأقدر على إدارة الجمعية التي استطاعت أن تخلق لنفسها المكانة الحقوقية المرموقة داخليا سواء كان ذلك على صعيد المعارضة أو حتى الحكومة، وكذلك التواجد الدولي والمصداقية الحقيقية لأداء جمعية حقوقية بعيدة عن التداعيات والمعطيات السياسية.

يكفي فخرا للدرازي أنه استطاع من خلال قيادته للجمعية تكسير الحواجز المانعة لزيارة السجون، وتوطيده العلاقة مع وزارة الداخلية دون أن يكون لذلك التوطيد أي تأثير على حيادية ونزاهة تقارير الجمعية.

قد تكون تداعيات تقرير «هيومن رايتس ووتش» خلال الأيام الماضية وما واكبها من بيانات متناقضة من الجمعية بشأن ذلك أحدثت شرخا في منظومة الجمعية التي عاشت كبوة حقيقية لم تدرسها جليا، وما سيلحقها من انتقادات سواء كانت شعبية أو حكومية.

إلا أن تلك الأحداث التي شهدتها الجمعية خلال اليومين الماضيين، لا يمكنها أن تمحي التاريخ الحقيقي والواضح من نضال حقوقي لجمعية ساهمت في تخفيف معاناة الكثيرين وكان لتقاريرها الأثر الكبير على تصحيح أوضاع ودفاع عن أبرياء، ونصرة مظلومين، وتحدثت بمصداقية جلية عن كل ما يجري على الصعيد الحقوقي في البحرين.

من العيب علينا جميعا أن ننسى ذلك الدور الكبير للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان وأمينها العام والذي بحسب وجهة نظري تحمّل عبء خطأ جمعية بأكملها وضحى بنفسه لتبقى الجمعية وسمعتها ومكانتها وقدرتها وعملها الحقوقي المدافع عن المظلومين.

من العيب علينا أن نكون من المطبلين لما يحدث في هذه الجمعية التي كان لتقاريرها الدور الكبير في إنصاف مضطهدين والإفراج عن مسجونين كانوا يعانون في سجونهم، وتسليط الضوء على مراكز العقاب (السجون) لتصحح من أوضاعها، وانتقاد ما يحدث في الشارع العام.

كم أتمنى أن يعود الدرازي عن قراره في الاستقالة، وأن تعي الأمانة العامة للجمعية أن التضحية بفرد صحيح خير من التضحية بالكل، لكن لهذا الفرد مكانة كبيرة وجهد لا يمكن إيجاد بديلا له.

كلنا لا يعلم الخفايا الحقيقية لما حدث في الجمعية خلال اليومين الماضيين، إلا أنني مقتنع بأن ما حدث هو فوق أن يكون قرار جمعية بل جاء بضغوط خارجية شعبية ورسمية أدت لخسارتنا شخصية حقوقية لا يمكن تعويضها مهما كان، وبصدق فقدك يا درازي سيؤلمنا جميعا.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2717 - الجمعة 12 فبراير 2010م الموافق 28 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:04 ص

      شكرنا أيها الأستاذ الشجاع

      الخسارة كبيرة في تنحيك عن منصبك ولكن وجودك حتما سيكون سندا وعونا لكل المظلومين

    • احبك يا وطني | 3:32 ص

      التوازن مطلوب ولكن

      الدرازي معرفتي به قليلة الا من خلال مواقف سابقه له للدفاع عن حقوق الانسان و كان محوريا و يحاول ان يكون متوازنا ما استطاع و قد فقد التحكم فمالت القضية الى جهة هو ربما لم يرغب ان تتجه ولكن هذه طبيعة الامور التي تتطلب ان تمشي بين فراغات الاشواك المبثوثة.
      يستحق الدرازي ان يقال له شكرا ولكن يتوجب يقال لمن حمل خطيئتهم وحده ان الدرب مليئ بالخفقات غير المرئية احيانا.

    • زائر 5 | 3:02 ص

      ديمقراطية د. الدرازي

      دليلاً اخر يحسب للدرازي على ديمقراطيته ودبلمواسيته فقد ناقشت الإدارة معه تصريحه وكان على موقفه وبكل هدوء قدم استقالته من رئاسة الجمعية (وليس من الجمعية ويشكل له جمعية اخرى منافسه كما البعض ولم يشهر في بقية زملاءه ) لا أحد ينكر انجازات الجمعية في عهده ( الفضل ينسب ايضا لبقية الفريق ) ولذا فخساره فقدانه ولكن هذا ليس نهاية المطاف . ارجوا ان يكون هذا درس أخر للجميع من أقلام الصحف الصفراء ومن أعداء الديمقراطيه ومن الطارئين والدخيلين على الديمقراطيه وعمل المجتمع المدني .
      أبو يارا

    • كشاجم | 2:22 ص

      خطة ..... "تنتصر"

      بعض كتاب الصحف الصفراء (لا أريد أن أذكر اسماءا هنا) سيستبشر ويكون عيده الأكبر. لأنهم دائما ما يستهزئون بالدرازي ويذكرونه بالتلميح والتلويح ويزدرون مؤهلاته، ببساطة لأنهم من تيار التسقيط الذي هو من ضمن خطة...... تحياتي

    • زائر 4 | 1:32 ص

      لتكون الصورة اوضح للحكم ...

      لتكون الصورة اوصح حتى يكون الحكم منصفا ولمذا نرفض مبدأ الاعتراف بالخطأ اذا حصل واعضاء الجمعية هم الاقدر على تقييم الوضع وهم الاحرص على مسار الجمعية فلماذا لا نترك الامر لهم ؟ وهذه مبادئ الديمقراطية التي ننشدها ....

    • زائر 3 | 12:48 ص

      الساسة أخذ وعطاء

      لا معرفة لي بالسيد الدرازي ,, ولكن في رأيي المتواضع إنه مارس دوره بدبلوماسيّة , والسياسة هو فن الممكن ولكي تقنع الخصم بسلامة موقفك لا بد أن تبيّن له إن موقفه فيه شيء من الصحة ,, وعلى هذا الأساس تُبنى الثقة المتبادلة شيئاً فشيئا ’’ خاصة إن كان الطرف الثاني يقف على أرضية أقوى (بمعنى إن منهجه تأصل لقرون على اساس سلطوي فبيده كل شيء وهو يفعل كل شيء بلا محاسبه فالقانون مكتوب لصالحه ) مع الإعتذار لضحايا التعذيب وتعاطفي معهم ,,,

    • زائر 2 | 12:20 ص

      غلطة الشاطر بألف

      هي غلطة وكل من يعمل يغلط او يخطأ ولكن كما يقولون غلطة الشاطر بألف. حقيقة يحسب للدرازي العطاء والكفاءة العالية في ادارة هذه الجمعية وما تبنته من ملفات حقوقية ساخنة وله كل الشكر و لكن ما حصل اذهلنا جمعيعا خصوصا ضحايا التعذيب وانا احدهم الذي كنت احمل للاخ الدرازي كل الاحترام ولا زلت .... فما الذي دفعة او بالاحرى الجمعية الى تبني هكذا بيان اقل ما يقال فيه انه تبرأة للجاني حيث تلقفته وزارة الداخلية بكل ارتياح واعتبرته صك براءة وردا على التقرير الدولي في وقت كان الضحايا احوج ما يكون لاستثمارة؟!

    • زائر 1 | 12:12 ص

      التقارير المزيفة

      لأن التقرير احتى على كثير من الكذب و الأباطيل و التقارير المزيفة . و التي لا يستطيع أن يبلعها و لا يستطيع أن ينكرها خوفا على نفسة . خشية ان يصيبه من أصاب البلدي .
      فأثر الأستقالة على البقاء .

اقرأ ايضاً