العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

مشروع الرئيس أوباما لفرض التطبيع !

يسعى الرئيس أوباما جاهدا إلى فرض التطبيع على الدول العربية، مما حدا به إلى أن يرسل ممثله إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في رحلات مكوكية إلى الدول العربية والكيان الصهيوني، وتقوم وزيرة خارجيته السيدة هيلاري كلينتون بالترويج والتطبيل لمشروعه الجديد والفريد من نوعه، وتطالب العرب باتخاذ الخطوات الملموسة والمحسوسة في اتجاه هذا الصلح والتقارب، لتسهيل السير نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإقامة العلاقات الدبلوماسية .

والرئيس أوباما صاحب المشروع التطبيعي، اتضح بأنه قد أرسل رسائل خاصة إلى رؤساء وزعماء الدول العربية، هذا ما أماطت اللثام عنه صحيفة «فورين بوليسي»، وكشفت المستور عن قيام فخامة الرئيس أوباما بإرسال رسائل إلى سبعة من الزعماء العرب، يدعوهم إلى التقارب مع الكيان الصهيوني، في سبيل إقناع هذا الكيان الغاصب لأن يوقف بناء المستوطنات، ويرضخ لعملية سلام، وهو عبارة عن مشروع جديد لأوباما، يمكننا أن نطلق عليه، التطبيع مقابل وقف الاستيطان أو بناء المستوطنات، والبدء بمفاوضات سلام جديدة، ولا يزال الصهاينة حتى الآن يرفضون مثل هذا المشروع، الذي يخالف ويعاكس تفكيرهم ونظريتهم، في إقامة دويّلتهم الغاصبة على فكرة الاحتلال وتوسيع الاستيطان .

والرئيس أوباما هو أول رئيس أميركي يسعى للتقريب والتقارب بين العرب والكيان الصهيوني، وهو الذي أخذ يروّج له بنفسه، ودعا وزيرة خارجيته، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، للقيام بالترويج لهذا المشروع التطبيعي، كشرط غير معلن لموافقة الكيان الصهيوني على وقف بناء المستوطنات، مقابل التطبيع مع الدول العربية، وإجراء مفاوضات سلام بإشراف ومراقبة أميركية، وفخامة الرئيس أوباما يعلن ويؤكد دوما للصهاينة أن أمن وسلامة واستقرار الدويلة العبرية، هو من الأولويات الاستراتيجية في أجندة الولايات المتحدة الأميركية، ليحظى برضا ودعم ومساندة اللوبي الصهيوني له.

ويأتي هذا المشروع التآمري والخطير، ضمن المشاريع والمبادرات الكثيرة، لحل قضية الشرق الأوسط المركزية، ومن أهمها مشروع روجرز لإحلال السلام، وهو مبادرة سلام أميركية، تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة والقطاع، وهو ما انقسم بشأنها الفلسطينيون بين مؤيد ومعارض، ولكنها في الأخير اختفت ولم تر النور، شأنها في ذلك شأن بقية المشاريع ومبادرات التسوية، التي تعرض من قبل شخصيات سياسية مختلفة بين الفينة والأخرى .

في ظل التعنت والتصلف والعنجهية الصهيونية، وخاصة مع وجود الحكومة الحالية التي تضم الصقور المتشددين، وجناح اليمين المتطرف، لا يمكن أن تنجح أي مفاوضات سلام، ومهما قدم العرب من تنازلات وتضحيات، ووافقوا على شرط التطبيع أولا، فالكيان الصهيوني الذي قام على سياسة القتل والاغتصاب والتشريد والغزوّ والاستيطان، وارتكاب المجازر الوحشية على مدى ستين عاما، وآخرها مجزرة غزة المروعة، التي فاقت على محرقة الهولوكوست التي يزعمون بها، وقتل المدنيين من الرجال والنساء والأطفال عمدا وبدم بارد، وما سبقها من عدوان وحشي سافر على لبنان، والعدو يواصل يوميا انتهاكاته وعدوانه البربري على أهلنا في فلسطين، ويعتدي على حرمة المسجد الأقصى، ويهوّد الأسماء العربية في القدس الشريف، ويهجر سكانها ويهدم منازلهم، ويرتكب جرائم الحرب النكراء بحق الإنسانية، في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي وضح النهار، وأمام مسمع ومرأى العالم .

وهناك من يدعو للتقارب مع هذا الكيان البربري العنصري، وهناك من يهروّل للتطبيع وإقامة العلاقات الدبلوماسية معه، وهو الذي لا يحترم لا عهودا ولا مواثيق، ويضرب بها عرض الحائط، ويسخر ويستهزئ بالقرارات والقوانين الدولية، ولا يلتزم بها البتة، وكأنه فوق كل الشبهات، ويحق له ما لا يحق لغيره .

ويبقى على العرب أن يوحدوا كلمتهم، وأن يرصوا صفوفهم، وأن يتخذوا موقفا صلبا وشجاعا وموحدا، وأن لا يقدموا التنازلات تلو التنازلات، أمام عدو صلف مغرور وغدار، لا يأمن جانبه بأي حال من الأحوال، ولا يمكن الاطمئنان له، أو الوثوق به مهما كان، والاحتمالات واردة أن يغدر ويطعن من الخلف في أية لحظة، والعرب لهم دروس ملموسة وعبر محسوسة، من ممارساته وتصرفاته المنبوذة، ولهم خبرة عملية على أرض الواقع مع هذا العدو المتغطرس، امتدت لأكثر من ستين عاما وأكثر .

فكيف لنا أن نهادنه ونأمن جانبه، ونقدم له الولاء والتنازلات على صحن من ذهب، ونتنازل عن الأرض المغتصبة، ونتجاهل القدس الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وننسى اللاجئين والمشردين، ودماء الضحايا والشهداء، والأسرى والمعتقلين في سجون هذا العدو، وما نال الشعبان الفلسطيني واللبناني من ويلات ونكبات وحروب مدمرة، ومذابح ومجازر وانتهاكات خطيرة، وجدار الفصل العنصري الذي يقضم الأراضي الفلسطينية، وغيرها مما ارتكبه من مآسٍ وجرائم وحشية ضد الإنسانية، وعدوان وحشي دائم ومستمر لا يتوقف، مقابل التقارب والتطبيع معه، وإجراء مفاوضات سلام قد تطول وتطول، دون التوصل إلى حلول، أو لاسترجاع جزء من الحقوق المسلوبة والأراضي المغتصبة .

محمد خليل الحوري


زهيريّات العيسى

 

أَحْمِلْ جُرُوْحْ اِلألَمْ وَاكْظِمْ قَهَـرْ جَبّــارْ

وُالقَلْبْ مِنِّي انْكِسَرْ ما شِفْتْ لَهْ جَبّــارْ

مِنْ ظُلْمْ واقِعْ عَلَي مِنْ طاغِيِهْ جَبّـــارْ

قاطِعْ طِرِيْقْ اِلأمَــلْ عَنِّي وَلا يْبالِــي

يَنْهِي وُيامُــرْ عَلَـي وِيْزِيْدْ غُرْبالِــي

لِي مِنْ طِرِيْتْ اِلْغَدُرْ ، اِسْمِهْ عَلَى بالِـي

يَهْدِيْهْ رَبِــي اِلْعَلِـي اِلْواحِدْ اِلْجَبّــارْ

@@@

اِمْسِكْ إِبْرُوشِكْ عَدِلْ وِادْهَنْ سِيُورْ اِلعَمْ

ما دِمْتْ مالَكْ أَحَـدْ لا خالْ لا بِنْ عَـمْ

تَحْصِلْ عَلَى مـا تَبِي وُتْصِيْرْ إِنْتْ اِلعَمْ

لا تْقُـوْلْ عِنْدِي شَهـايِدْ لا وَلا خِبْـرَهْ

كِلْ شَي ما يَنْفِعِـكْ إِلا الذِي إِتْخُبْـرَهْ

اِلواوْ حَرْفْ اِلسَعَدْ كِلْ غافِــلٍ خَبْرَهْ

اِلعَكْسْ هُوَ الصَحِيْحْ وُالصَحْ لِيْتَهْ عَمْ

@@@

إِنْ جارْ حُكْمْ اِلْدَهَرْ يامِرْ عَلِيْــكْ اِنْزِلْ

طِيْعِهْ عَلَى ما يَبِي لُوْ فِي خَـرابْ اِنْزِلْ

خَلْ اَلْصَبُرْ لَكْ عَزِا لُوْ عَنْ هَـواكْ اِنْزِلْ

وِالْلِي يِحارِبْ دَهَرْ بِالْعُوْنْ ما هُوْ عَـدِلْ

اِلْدَهْرْ جُوْرَهْ يُبَهْ عِنْدْ اِلْلِي حَبَّهْ عَــدِلْ

مالَكْ سِوَىْ خالِقِكْ حُكْمَهْ لِعَبْدِهْ عَــدِلْ

اِصْعَدْ بِوَقْتْ اِلْرِضَي ، حِيْنْ اِلْزَعَلْ اِنْزِلْ

@@@

بِالأمْسْ كانْ اِلقَرِيْبْ وُاليُوْمْ مِنْ أَغْـرابْ

بِالأمْسْ اِسْمِـهْ صَقُرْ وُاليُوْمْ صارْ إِغْرابْ

أَمْرَهْ عَجَبْ هَاالوَلَدْ فِـي قِصِّتِــهْ أَغْرابْ

عافُوْهْ رَبْعْ اِلْعُمُرْ وَاسْقُوْهْ كــاسْ أَمْرارْ

قالُـوْا يِصِيْبِهْ حَسَدْ حِقْدْ وُجِنُـوْنْ أَمْرارْ

مَــرَّهْ كِشَفْ سِرُّهُمْ ، خافُوْا مِنْ اِلأمْرارْ

تِجَنِّــبُوْا شُوْفِتِهْ وُاسْتَبْدِلُوْهْ أَغْــرابْ

@@@

بَحْرْ اِلْغَوازِي نِشَفْ وُثَبْـرَهْ ماياتِـهْ

مَسْكِيْنْ راعِي اِلْحَداكْ اِخْيُوْطَهْ ماياتِهْ

دِنْيـاكْ هاذِي بَحَرْ مَجْهُوْلِهْ ماياتِـه

اِطْوِيْ خِيُوْطِكْ يُبَهْ وِاْسْمُرْ عَلَى اِلْفَنِّهْ

وِاْلْلِي بِفَنِّهْ يِعِيْشْ ، مَيِّـتْ بَلا فَنِّـهْ

شاعِرْ بِقَلْبِي حَجِي ما أْقْدَرْ عَلَى فَنِّهْ

وِاْلْلِي فَهَمْ مـا سُبَقْ ، يِفْهَمْ لِما ياتِهْ

@@@

جازْ وُحَطَبْ يا شَهِمْ اِلْصَبْرْ لِي مِنْ جازْ

شَكْواكْ يا مُنْتِخِي نـارْ إِشْعِلَتْ بِالْجـازْ

اِلْظُلْـمْ مـا جازْ لَـكْ وَلا لِغِيْرَكْ جـازْ

بَـرْقْ وُرَعَدْ مَعْ هَوَا وِاْلْغِيْمْ وُاْلْظُلْماتْ

اِلْضِيْمْ لِي مِنْ سِطَى وُاْلْقَهْـرْ وُاْلْظُلْماتْ

ماماتْ إِلْلِي إِهْتِدى وِكِلْ مِنْ ظَلْ مـاتْ

بالله وَحْدِهْ آسْتِعِيْنْ خِذْ حِكْمِتِي بِايْجازْ

@@@

حـاذِرْ وُواعِي لِكُمْ يا أهْـلْ اِلمُكُرْ وِالغَدُرْ

يَللي فِعِلْكُــمْ رِخِيْصْ وُفاقِـدِيْنْ اِلْقَــدُرْ

تَخْسُوْنْ يا أهْلْ اِلرِدِى ما شُوْفْ فِيْكُـمْ قَدُرْ

آسْمَـعْ وَأرَى فِعْلِكُمْ لا تَحْسِبُوْنِـي غَبِـي

اِلشَرْ في عِيْنِكُمْ بايِنْ وُمـا هُـوْ غَبِــي

وِالْكِيْدْ فِي طَبْعُكُمْ شَمْسْ اِلضَحَى ما تْغَبِي

الله عَلِيْكُـمْ وُلِي نِعْمْ اِلْوِكِيْــلْ وُقَــدُرْ

خليفه العيسى


الجمعيات والصناديق الخيرية... وأخلاقيات الإنفاق على متطلبات التطوير

 

في أحايين كثيرة تدور نقاشات مطولة بين أعضاء وكوادر المؤسسات غير الربحية كالجمعيات والصناديق الخيرية التي ترعى الأعمال الخيرية بعناوينها المختلفة وبمسمياتها المتعددة، والتي يتكون رأس مالها أو بالأحرى تتألف مواردها المالية من عناوين محددة التي لا يمكن للمؤسسات الخيرية تغييرها أو تبديلها إلا بإذن من المتبرع نفسه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، من تلك العناوين، التبرعات العامة والتبرعات الخاصة والصدقات والنذور والكفارات والفدية وكفالة الأيتام، تجد تلك المؤسسات في حرج شديد في حال لا توجد عناوين واضحة لبعض المشاريع المساندة للأعمال الخيرية في أدبياتها، كإيجار المقر الخاص بالجمعية أو الصندوق وشراء المستلزمات الإدارية ومرتبات الموظفين أو العاملين والدعم المالي للفعاليات الاجتماعية وشراء برامج متطورة تسهم في تحسين الأداء في اتجاهاتها المختلفة والعمل على تحصين المقر أمنيا بأجهزة حديثة تمنع من خلالها السرقات، أو تزويد الصندوق بخط الإنترنت، أو شراء سيارة خاصة وتوظيف سائق لها لتوصيل المساعدات إلى منازل الأسر المتعففة، أو إصدار نشرة شهرية أو دورية يوضح من خلالها للمجتمع مصادر الإيرادات وأوجه الإنفاق، أو الاشتراك في خدمة الرسائل النصية للتواصل الخيري مع المجتمع، وغيرها من الأعمال التي قد لا يعرف المتبرع مصادر الإنفاق عليها بوضوح، أو أن الصناديق بحسن نية لا توضحها للمتبرع، بحجة أن العرف العام لا يمانع الإنفاق على تلك المشاريع التي تدعم مختلف الأعمال الخيرية من التبرعات العامة، نحن في هذه العجالة لا نحاول الولوج إلى عمق المسألة، ولا نحاول الدخول في تفاصيلها الدقيقة التي قد تبعدنا كثيرا عن لب الموضوع، ولكن ما أردنا الإشارة إليه في هذا المجال هو أن الصناديق الخيرية لا تستطيع أن تسير أعمالها الخيرية من دون أن تحقق تلك المتطلبات التي تعتبر أساسية في العمل الخيري بنسب متفاوتة، يقول البعض إن المبالغة في الإنفاق على تلك المتطلبات لا يتناغم مع أدبيات وأخلاقيات العمل الخيري بنسبة كبيرة، والبعض الآخر يقول إن المكان البارز واللائق والواسع يعطي للعمل الخيري قوة في أوساط المجتمع، وهذا يساعد على زيادة في موارده المالية والعينية ويزيد من عطائه (العمل الخيري) للأسر المتعففة بنسب عالية، ويقولون إن العمل الخيري لا تقوم له قائمة حقيقية إلا بتهيئة البيئة المناسبة له، ويعتقدون أن جميع المتبرعين يعلمون بهذه الحقيقة، فهم باعتقادهم ليسوا بحاجة لتوضيح ما هو واضح وجلي للمتبرعين، هناك من يرد على أصحاب هذا الاعتقاد، ويقول لهم كل ذكرتموه صحيح ولا غبار عليه، ولا أحد من العقلاء يدعي أن تلك المتطلبات ليست من الضروريات الملحة، ولكن الأمر المحتمل في مثل هذه الحالات أن يكون المقر متبرعا به أو أن صاحبه قد أعفى الجمعية أو الصندوق من دفع الإيجار، وكذلك بقية المتطلبات غطيت مصاريفها وتكاليفها من متبرعين آخرين بعد عرض الموضوع عليهم، ولا يطرأ على بال بعض المتبرعين أن ما ينفق على تلك المتطلبات الملحة من التبرعات العامة، فلهذا بعض المتبرعين في بعض الأحايين يسألون عن الجهة التي تمول تلك المشاريع الضرورية، ويعتبرها بعض المشتغلين في الأعمال الخيرية غريبة وغير واقعية، ولكن لو نظرنا إليها بموضوعية نجدها منطقية وتسير في سياق الواقعية الشرعية والقانونية والحقوقية، فلهذا يقولون لا يوجد هناك ما يمنع الصندوق من تبيان ذلك للمتبرع لتكون الأهداف المرجوة من وراء هذا الإنفاق في هذا الاتجاه أو ذاك واضحة لديه، فربما إذا ما وضحت إليه سيزيد من تبرعه لهذا الغرض أو ذاك، وأما أن نعتقد أنهم يعلمون، فهذا أمر لا يعتمد عليه لا عرفا ولا قانونا ولا شرعا، لو كان الاحتمال أن هناك واحدا بالمئة من المتبرعين لا يعلمون عن مصادر الإنفاق على تلك المتطلبات، وجب على الجمعية أو الصندوق إعلامهم بكل وضوح وتفصيل، ربما يقول قائل كيف يكون ذلك؟ نقول بكل بساطة بإمكان الجمعيات أو الصناديق الخيرية طبع ورقة تبين من خلالها العناوين التي تعمل لتحقيقها، وتبيان أوجه الصرف لكل عنوان من غير لبس، ويتم نشرها وتوزيعها على المتبرعين، بهذا تبرأ ذمة المشتغلين في الجمعيات والصناديق الخيرية، بغير القيام بهذه الخطوات ربما تحدث إشكالات شرعية كثيرة تفسد العمل الخيري الذي نقوم به والعياذ بالله، ويعتبره البعض نوعا من التبذير والإسراف في أموال الجمعية أو الصندوق، ما أردت قوله، لحساسية هذه المفردات الخيرية لابد أن تعمل الجمعيات والصناديق الخيرية جاهدة لإبعاد نفسها عن كل ما من شأنه إثارة الشبهات الشرعية حتى بنسب متدنية، ولابد أن ترجع في كل عنوان جديد إلى أهل الاختصاص من أجل ألا يتحول العمل الخيري الذي تقوم به إلى نقمة عليها لا قدر الله، فليعلم الأخوة أن إثارة هذا الموضوع لا يعني أن الجمعيات والصناديق الخيرية لا تقوم بالخطوات الشرعية التي تؤمن لها سلامة عملها، هدفنا من إثارة هذه المسألة للتذكير وليس لأمر آخر.

سلمان سالم


لـذة المـوت

 

جرحي عميق ونزفي كبير لا تحكيني الكلمات ولا تصف وجعي أدق العبارات، تعثرت خطاي، تراخت أطرافي، تهامدت أنفاسي، تقطعت أوصالي، أحزان تبنى فوق أحزان، آه من يا عمر كلك مآسٍ.

اشهد يا قلمي على زماني... أحببتها فنستني، يا ليتني ما عشتُ فيك، يا ليت لي عين تُريكِ، أين أنتِ يا من روتني المرار؟ أين أنتِ اليوم وأين حياتي؟ أين أنتِ بعد أن شوهتِ ذكرياتي،

حرقتِ أوراقي، واجهيني، واجهي آهاتي، واجهي قهري، واجهي ما تبقى من فتاتي، صدقيني يا جحيمي، يا بُركان أفكاري، يا اسوداد انتحاري، يا حزني على ناري، أنا تائه في بحار صمتكِ! حبيبتي ماذا دهاكِ؟ قصرك اكتمل؟ فما عادت أعصابي تحتمل بعدكِ... فما عادت شهقاتي تنتظرك، سيبقى حبك يسري بدمي، ينير حياتي، حتى تنطقيها «أحبك هيثم».

هيثم علي ناس


قلبي نورة

 

بحثت عنها فلم أجدها، وعندما تساءلت عن السبب وجدت أنني لم أشعل النور، فأشعلته وأخذت أبحث مرة أخرى لعلي أجدها لكن دون جدوى، فجلست مجهدا وحلقت بفكري عاليا متسائلا أين هي؟

ثم انتبهت بأنني كنت مغمض العينين، ففتحت عيناي، وعدت لأبحث من جديد ولم أجدها أيضا، وعندما تريثت لزمن وجيز اكتشفت أنني لا أرى على رغم أن عيني مفتوحتان، فصرخت صرخة مدوية (ياااا رب .. لماذا لماذا لماذا لماذا ؟). ولوهلة ساد الصمت أرجاء قلبي الذي كنت أبحث بداخله، وبدأ التركيز والاستيعاب يبدوان لي كشروق الشمس في النهار وبزوغ القمر في عتمة الليل، كما لو كنت أبحث عن ثلاثة أشياء لا شيء واحد فقط.عندها فكرت مليا وتساءلت:أفعلت بي المفاجأة ذلك؟

أية مفاجأة ؟أأصبح الموت مفاجأة تجعلني لا أراها وأنا أبصر؟

لحظة !أهو الموت وحده من يفاجئنا به الرب فنقوم بردود أفعال بناء على مفاجأة غير متوقعة ؟

أكانت مفاجآت الرب كلها متوقعة سوى الموت؟

ربي الذي فاجأني بوفاتها قد فاجأني من قبل بصحتها وطيبة قلبها وبرها وحزنها وفرحها وها هو اليوم يفاجئني أيضا، وجميع مفاجآته سواء كانت أفراحا أم أتراحا هي مفاجآت نكتشف بعد ذلك أنها لمصلحة العباد فالحمد لله والشكر لله على كل مفاجآته. أبي العزيز محمد ماجد الماجد (بو نورة )، رحم الله أختي نورة...افتح عينيك وقلبك وعقلك جيدا، انتبه الى أن نورة كانت ومازالت لقلبك نوره ترى بوجودها كل شيء، فهي ليست الجسد الذي كنت تراه وحسب بل هي البصر عينه.

ابنتك مريم جمعه هلال

العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً