العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ

منصة الشمس في إشبيلية

شيدت في مدينة إشبيلية الاسبانية إحدى أهم منصات تطبيقات الطاقة الشمسية، على مساحة 800 هكتار، باستثمار 1,2 بليون يورو. وتقوم شركة «أبنجوا» بتجربة تركيب أنواع مختلفة من التقنيات التي تأمل أن تصبح اقتصادية في المديين القريب والبعيد.

تحتوي منصة «سوليوكار»، التي ستفوق الطاقة المركبة فيها 300 ميغاواط حين تكتمل سنة 2013، على أربع تقنيات أساسية يتم تطويرها: الأبراج الشمسية (50 ميغاواط)، المكثفات المنحنية (250 ميغاواط)، الصحون الشمسية اللاقطة (80 ميغاواط)، الخلايا الفوتوفولطية (3,1 ميغاواط). في هذه المنصة ثلاثة أبراج شمسية. الأول صغير ومخصص للأبحاث والتطوير. والثاني (PS 10) بطاقة 10 ميغاواط، وهو أول تطبيق تجاري لهذه التكنولوجيا في العالم يولد الكهرباء ويبيعها للشبكة العامة، بعد تركيز الطاقة الشمسية من 624 لاقطا شمسيا بمساحة 120 مترا مربعا لكل منها على البرج الذي يرتفع 115 مترا. وينتج هذا البرج طاقة تكفي 6000 منزل، وتصل كفاءة تحويل طاقة الشمس إلى بخار إلى 92 في المئة.

أما الثالث (PS 20) فهو أضخم برج تجاري في العالم، وهو نسخة مطورة عن البرج الأول بطاقة 20 ميغاواط وتكنولوجيا محسنة تم تدشينها في أيلول (سبتمبر) 2009 بحضور ملك وملكة إسبانيا. يحتوي هذا المشروع على 1255 عاكسا شمسيا بمساحة 120 مترا مربعا لكل منها، تركز الطاقة الشمسية على برج مركزي طوله 165 مترا لتوليد الطاقة من تبخير الماء، ليتم بيعها الى الشبكة العامة بقيمة 0,3 سنت يورو للكيلوواط ساعة. ينتج هذا البرج طاقة تكفي 10,000 منزل، ويحول دون إصدار 12,000 طن من ثاني أوكسيد الكربون.

ويتم حاليا دراسة تركيب برج جديد (AZ20) ذي فعالية أعلى، بناء على الدروس المستخلصة من البرجين الأولين. وتبقى حاجة هذه المعامل حاليا الى كميات كبيرة من المياه عائقا أمام التوسع في استخدامها في المناطق الجافة. كذلك تحاول الشركة التغلب على مشكلة تخزين الطاقة، وقد توصلت حتى الآن إلى إمكانية تخزين لساعة واحدة فقط.

تقوم المكثفات الشمسية المنحنية بتركيز أشعة الشمس على أنبوب وسطي يحوي سائلا ناقلا للحرارة لإنتاج البخار ثم الكهرباء. ويتم تركيب ثلاثة معامل (Solnova 1,3,4) من هذا النوع حاليا بقدرة 50 ميغاواط لكل منها. ويحتوي كل معمل على 300,000 متر مربع من المرايا و4320 وحدة لاقطة بطول 12,5 مترا للوحدة، ويغطي 120 هكتارا. وقد تم عام 2009 الإنتهاء من تركيب أول هذه المعامل. وتعمل «أبنجوا» على تطوير صناعة المرايا والتجهيزات الكهربائية للمشروع محليا. كما تعمل على تركيب معملين آخرين (Solnova 2,5) بالتكنولوجيا ذاتها والقدرة ذاتها.

أما تكنولوجيا الصحون الشمسية اللاقطة، التي تتابع الشمس وتركز أشعتها على نقطة مركزية فوق الصحن مثلما تفعل صحون الأقمار الإصطناعية أو لواقط البث التلفزيوني، فما زالت في طور التحديث والتطوير. وتهدف الشركة إلى تركيب 80 ميغاواط من القدرة باستعمال هذه التكنولوجيا.

وتضم المنصة «معمل إشبيلية للطاقة الفوتوفولطية» بقدرة 1,2 ميغاواط، وهو أكبر معمل تجاري يحوي عواكس منخفضة التركيز (1,5 ـ 2,2 مرة) ويتابع الشمس على محورين. وقد تم ربطه بالشبكة العامة في نيسان (أبريل) 2006، وهو يعمل بشكل متواصل منذ كانون الأول (ديسمبر) 2006. يضم هذا المعمل 154 هيكلا، يحوي كل منها 36 لوحة شمسية بمساحة 100 متر مربع. ويتم تجربة ثلاث فئات من العواكس لرفع الكفاءة: عاكس واحد، عاكسان أفقيان، وعاكسان عموديان.وينتج المعمل 2100 ميغاواط ساعة سنويا، وهو يقوم على مساحة 12 هكتارا، وتبلغ مساحة الخلايا الضوئية فيه 5913 مترا مربعا.

تضم المنصة أيضا معمل «كاسكويميدا» الذي يحوي 135 هيكلا متابعا للشمس على محورين من دون تركيز شمسي، و18 هيكلا متابعا بتركيز عال (500 مرة) وطاقة إجمالية تبلغ 1,89 ميغاواط على مساحة 17 هكتارا. وقد فاقت إنتاجية هذا المعمل خلال عامه الأول كل التوقعات، وأنتج 4 ملايين كيلوواط ساعة، مجنبا إنتاج 1250 طنا من ثاني أوكسيد الكربون.

حازت هذه المنصة جائزة الطاقة الشمسية للعام 2008 كأفضل مساهمة في تطوير الطاقة الشمسية في إسبانيا، التي تمنحها الجمعية الأوروبية للطاقة المتجددة. وبسبب التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة، تحولت هذه المنصة الى محجة للبيئيين والسياسيين، بمن فيهم أعضاء من البرلمان الأوروبي. ويفترض أن تنتج حين اكتمالها طاقة نظيفة تكفي 153,000 منزل، وتجنب انبعاث 185,000 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا. وتتوقع الشركة أن تصبح كلفة الطاقة الكهربائية الشمسية مساوية لكلفة الطاقة من الوقود الأحفوري بحلول سنة 2017. أما من ناحية الاقتصاد المحلي، فتوظف هذه المنصة 300 شخص.

وقد بدأت «أبنجوا» دراسة وتنفيذ بعض مشاريع الطاقة الشمسية في شمال أفريقيا، خصوصا في المغرب والجزائر. ويتم تركيب معامل هجينة تعمل على الغاز والطاقة الشمسية لزيادة الفعالية. كما تتعاون الشركة مع عدة مشاريع أوروبية ـ متوسطية لتركيب عدد من المعامل في منطقة جنوب المتوسط الغنية بأشعة الشمس.

العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً