العدد 2735 - الثلثاء 02 مارس 2010م الموافق 16 ربيع الاول 1431هـ

«الانشغال» بالسياسة قد يؤدي إلى نتائج مضرة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ربما يتذكر أكثرنا ما حدث قبل انتخابات 2002، ففي الأشهر التي اقتربت من الانتخابات آنذاك صرح وزير شئون مجلس الوزراء السابق محمد المطوع في مؤتمر صحافي «إن هناك انفتاحا بشكل كبير في مملكة البحرين وأصبحت الجمعيات ذات الشأن العام منشغلة بالسياسة وإن السلطة قد شجعت هذا التوجه ومازالت البحرين تعيش هذا المناخ بل بصورة أفضل مما بدأته... وإن تطور النقاش وأسلوب التعامل والحوار وممارسة الثقافة السياسية على المستوى الاجتماعي وتحسن الانشغال بالسياسة أعطى زخما للحياة الديمقراطية». وأوضح مقصده حينها بالإشارة إلى أن الحكومة ترى أنه لا يجوز للجمعيات أن تتبنى المرشحين والإسهام في الدعاية الانتخابية لهم لأنه لا يجوز لها الاشتغال بالسياسة، فهناك فرق بين الانشغال والاشتغال بالسياسة «فالاشتغال بالسياسة هي مهمة الأحزاب التي لها برامج محددة وقوانين والتزامات وهدفها هو الوصول إلى قبة البرلمان».

ذلك الحديث أثار ضجة كبيرة حينها، وانفتحت مخيلة الكتاب والمعلقين والمؤيدين والمعارضين والمغرضين والمنتفعين ومن له صلة ومن ليس له صلة بتحليل معاني «الانشغال» و «الاشتغال»، ولاسيما أن التصريح الحكومي أشار إلى أن البحرين «تمر حاليا بمرحلة مهمة من مراحل التطور السياسي... وإننا في بداية مرحلة التطبيق وإن التحديث لن يتركز على الجوانب السياسية فقط بل يشمل أيضا الجوانب الاقتصادية والتنموية التي سيجني ثمارها المواطنون في نهاية الأمر».

والآن البحرين تعيش، ومنذ 19 فبراير/ شباط 2010 عندما بدأت جمعية الوفاق مؤتمرها، حالة من «الانشغال» بما قالته الوفاق... والطريف في الأمر أن الإدانات والتحليلات لا تشير بالتحديد الدقيق إلى ما قالته الوفاق، ربما لأن هذا يعتبر «اشتغالا» في السياسة، والمفروض أن «ننشغل» فقط. ربما إننا احتجنا إلى ثماني سنوات (من إصدار التصريح الرسمي في 2002 إلى انعقاد مؤتمر الوفاق في 2010) لكي يترسخ مفهوم «الانشغال» ضمن «مراحل التطور السياسي» المنشود.

وعودا على بعض ما جاء فيما بين السطور لما يكتبه البعض، فإن ما جاء في خطاب الوفاق لم ينل من أية عائلة، ولاسيما آل خليفة الكرام، الذين وجدوا في أهل البحرين خير معين في 1970 أثناء استفتاء الأمم المتحدة، والفئة المجتمعية حاليا هي التي أنجحت الاستقلال، وهي التي أنجحت المشاركة في الميثاق الوطني في العام 2001 (حتى لو كانت لديهم بعض التحفظات قبيل التصويت في استفتاء ذلك العام). ولربما إن من أراد أن يشوش العلاقة بين إحدى فئات المجتمع والعائلة الحاكمة الكريمة أوصل معلومات مغلوطة، أو لربما إن سوءا للفهم قد حدث، والناس ليسوا معصومين من الخطأ في الممارسة، أو في فهم بعضهم الآخر. ولعل الذين «انشغلوا» بهذه القصة اكتشفوا الخلل الكبير الذي وقعوا فيه، ولذا كان القرار بتغيير اتجاه الهجوم... وهذه المرة وقع الخيار على السفير البريطاني في المنامة الذي يجتمع باستمرار مع جميع ممثلي الكتل السياسية في البرلمان، وهذه التهمة التي «ينشغل» بها البعض أيضا ليس فيها لحم ولا عظم، تماما كما هي التهمة الأولى.

عندما حدثت هذه الضجة كنت خارج البحرين، أتابع من بعيد، ولم أستطع في بداية الأمر فهم السبب الذي حدا بالبعض إلى «الانشغال» بالطريقة التي حدثت، واعتقدت أن هناك شيئا لا أعرفه، وعليه انتظرت حتى عودتي لاستكشاف أية تفاصيل ربما لم أطلع عليها، فلم أجد ما يستحق كل هذه الضجة. إننا بحاجة إلى مراجعة أنفسنا لكي نعرف كيف نتعامل مع بعضنا الآخر، ولكي لا تسخف عقولنا، ونعيق مسيرتنا الوطنية بالاعتماد على الأوهام... غير أنني تذكرت أن السياسة هي السياسة، وكنت قد قرأت أن الجنرال والسياسي الفرنسي نابليون بونابرت (الذي عاش بين 1769 و1821م) قال ذات مرة «في السياسة، السخف ليس عائقا».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2735 - الثلثاء 02 مارس 2010م الموافق 16 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 11:58 ص

      إنشروا هذا الرأي يا وسط

      الناس لم تستفد من البرلمان خصوصا من دفع الثمن غاليا من شهداء.. الذين إستفاد هم نواب الوفاق وأهلهم وهم نسايب القيادات الدينية وأدائهم فاشل ..

    • زائر 12 | 9:27 ص

      أجودي......رد على زائر رقم 8

      أين المحاماه يا جاهل!؟ كان الأجدا بك السكوت أمام مقال كهذا... لأنه فيه الوسطيه طاغيه,, ممكن نختلف ونتفق على الـــمــــقــــــال.... ولاكن صدق أبو الطيب حين قال,,,,,,, ذو العقل يشقا في النعيم بعقله,,,,,,, وأخوا الجهالة في الشقاوة ينعم............... تحياتي لك دكتور

    • زائر 11 | 7:19 ص

      جمعية وسطية

      كم أحوجنا لجمعية وسطية تحمل الهم العام وتعمل بدون طائفية وكم أحبطتنا يا دكتور حينما تخليت عن مشروعك الواعد ولكنك إخترت المهنة الصعبة وهي مهنة الصحافة وقلمك الوسطي النزيه أغضب الحكومة والمعارضة يساراً ويميناً والشعب أيضاً. وفقك الله

    • أبو ولايـة | 5:21 ص

      بوركت يا دكتور

      يادكتور لو أنك أفهمت مجنوناً لعقل، هؤلاء ان فردت لهم عمرك بطوله لتفهمهم لم يتعقلوا لك، فهم يصبحون بنعقهم ويمسون بزعقهم .. بارك الله فيك يا دكتور وننتظر منك أن تكثر الكتابة عن مؤتمر الوفاق لتوضيح الامور لا لكونك قد تميل لهذه الجمعية او تلك ..

    • زائر 10 | 3:25 ص

      المعنى في قلب الشاعر

      منور عمودل كالعادة يا دكتور صار لينا كم يوم ما نشوفك اشتقنا لقلمك الجرئ الله يعطيك العافية والحد لله على السلامة.... توضيح فقط للقراء على اخر كلمة من مقالك الرنان ((في السياسة السخف ليس عائقا)) يعني ان النائب السخيف ليس عائقا ابدا... والمعنى في قلب الشاعر. فقد قالتها سيدتي ام المصائب (ع) فكد كيدك واسعى سعيك فوالله لن تمحوا ذكرنا ..

    • زائر 9 | 2:48 ص

      «الانشغال» بالسياسة قد يؤدي إلى نتائج مضرة (9-8)

      لو رجعا يادكتور من الزمن 8 سنوات او اكثر لرأيت كيف كانت بساطة هذا الشعب الوفي كان بصيص الامل يرتسم على وجه الفقير والغني بوجود ميثاق جديد يحفظ كرامة هذا الوطن والمواطن بصورة افضل ولكن لم نرى من هذا الميثاق الا حبر على ورق فلم يصبح يصب في صالح المواطن بصورة او باخرى بل اصبح مجرد حلم ..

    • زائر 8 | 2:37 ص

      المحامي الأول للوفاق بجدارة !!!!

      تثبت يوما بعد يوم تفوقك على بقية المحامين المحسوبين على جمعية الوفاق، فقد سحبت البساط من تحتهم بجدارة!!!!

    • زائر 7 | 2:22 ص

      من الشيخ عبدالصمد الديمقراطي إلى منصور الجمري

      السيد منصور لم تقارب الحقيقة فالسياسيون في بلادنا لا يمارسون السياسية بقدر ردود الأفعال لغايات موسمية وسرعان ما تتبخر فلمجرد كلمة ترتفع شعبية الأشخاص والجمعيات من القاع للقمة تلك الكلمة كانت ضرورة للوفاق وللحكومة فالوفاق زاد رصيدها بكلمة والحكومة حققت ما كانت تريده بكلمة نحن كظل عود يهتز بنسمة عابرة لأننا منشغلون بالمذهبية المتخلفة ولتتأكد راجع تعليقات فتوى الشيخ محمد طاهر القادري فالشيعي أو السني يقول صح لسانك – كلام منطقي حقيقة علمية كل من منظوره المذهبي هكذا نحن بفعل التخلف وبعض رجال الدين

    • كشاجم | 1:24 ص

      بطانة السوء؟

      كأنك تريد أن تقول أن بطانة السوء هي من تسبب برئيس الوزراء وولي العهد أن يستنكروا ما جاء في مؤتمر الوفاق!! غذا اين عقوبة بطانة السوء ؟ وأين التأني في اختيار البطانة ؟
      تحياتي

    • فيلسوف | 1:10 ص

      موضوع مهم

      احنا يا دكتور اذا بننشغل في السياسة ننشغل في السياسة لكي نحل الاشكلات التي تحدث في السياسة
      بل المهم ان نجب حل ان حدثت مشكله ما والغلط في الموضوع ان لا نثير مشكله سياسية ونخلق منها مشاكل لا داعي لها مثل ما يحدث في بعض من المجتمعات المثيرة للمشاكل واثارت المشاكل السياسية تجعل كل الافراد سواء انكان يخلق جو مخيف في مجتمعه فهذا لا نتمناه ويجب علينا ان نمسك الحبل من بدايته لكي نتدارك المشاكل السياسية ونجعلها نتائج مفيدة للكل

    • زائر 6 | 12:31 ص

      الى متى

      إذا سمح لنا بالانشغال بالسياسة وبحرية الصحافة والكلمة فلن بسلم مشروع التجنيس والتغير الديمغرافي والتركيبة السكانية والهوية العربية والعبث بمقدرات الشعوب وسرقة الأراضي والبحر والمال العام وتناول التقرير المثير لذلك لا بد من تكميم الأفواه ومنع الانشغال بالسياسة

    • زائر 5 | 11:46 م

      انه الاقصاء يا دكتور

      الحملة التي ضد الوفاق هي استمرار لعملية سياسةالاقصاء الذي يقوم بها (...) لإقصاء الطائفة الشيعية وخلط الاوراق بينها وبين الحكومة ...

    • زائر 4 | 11:16 م

      اذا عرفت مصادر الضجة عرفت اسبابها والمراد منها ..

      شكرا لكل صاحب قلم حر مخلص لهذا الوطن واهله , سيرته وتاريخه برهان ناصع , وتبا وتعسا لمن لايريد الخير لهذا الوطن واهله جميعا بدون استثناء حتى من يدعي الدفاع عنهم نواياه تكشف عنها كتاباته ذات النفس الكريه ولا احسب من يكتب لهم الا ويرون فيه مرأة تشويه تستحق الكسر لانها شوهت الصورة ,وتدار الى الخلف ...لابارك الله في المنافقين .

    • زائر 3 | 10:59 م

      AL GHURAIFI

      دكتورنا.. مثل هؤلاء النوّاب او الاشخاص الذين يشغلون الشعب في موقف سياسي مسلّم به عند من طرحه ويعد الاساس الذي ينطلق منه.. وكأنه امر جديد في الساحة.. ما يسعون من وراء ذلك الا لتلميع الخطأ حتى لو تعارض واعتقادهم بالصحة.. يسعون من وراء ذلك لارضاء المُفسد من اجل منصب او ما شابه ..
      يقول امير المؤمنين عليه السلام ««والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وإن دنياكم عندي أهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيمٍ يفنى، ولذةٍ لا تبقى»»

    • زائر 2 | 10:26 م

      عام 1970 خير دليل

      كان خير دليل وبرهان على ولاء الشعب.ولكنهم قابلوا الاحسان بالاساءه!! اظن ان حاشيه الامراء هم السبب فى كل شي فهم راس الفتنه والكذب والدجل ويمكرون ويخططون ضد شعب شعب لا مثيل له فى الوفاء والاخلاص.. فهم ليس لهم قيمه ف المجتمع وفى الاخره سيرون العذاب يوم لا يوم كيومه

    • زائر 1 | 10:00 م

      بهلول

      إذا كان ابليون بونابرت قال ذات مرة «في السياسة، السخف ليس عائقا» ‘ فإن بهلول يقول و يردد بان«في السياسة الميكافيلية، السخف جائز»

اقرأ ايضاً