العدد 554 - الجمعة 12 مارس 2004م الموافق 20 محرم 1425هـ

كيف نطبق التشجيع مع أبنائنا لكي يتعاونوا معنا لتحسين سلوكهم؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

إذا عرفنا نحن الآباء ما الهدف الذي من أجله نشجع أبناءنا... فإننا نكون بذلك مسكنا بالمفتاح لتطبيق أسلوب التشجيع... الذي يؤثر في سلوك هؤلاء الأبناء ويدفعهم إلى تطوير أنفسهم.

يؤكد هذه الحقيقة التربوية النفسية كبار علماء النفس منهم العالمان المعروفان الفر يد أدلر وفرويد اللذان كانا يعتقدان بعد تجاربهما العلمية النفسية أن التشجيع يعد عنصرا أساسيا لإحداث عملية التغيير لدى النفس الإنسانية... ويتبعهما عالمان كبيران في مجال الطب النفسي هما: رودلف دركير ودونالد دينكماير في تأكيد هذه الحقيقة بعد تجارب تربوية ونفسية قاما بها في الحقول التعليمية والتربوية النفسية السلوكية وغيرها من مجالات العمل في الحياة.

إذن... علينا أن نعلم ونحن نربي أبناءنا ماذا نريد أن نشجع بهذه الطرق التدريبية... هل كيف يختارون تصرفاتهم بشكل أفضل؟. كيف يطبقون ما يختارون؟. وكيف يتعاونون معنا في تحسين سلوكهم، إلى جانب تمتعهم باستقلال الشخصية والإحساس بأن تطورهم نابع من إرادتهم؟

ولنبدأ أولا، بكيفية تشجيعهم لكي يتعلموا كيف يختارون بشكل أفضل من خلال بعض الأمثلة التي تجعل عملية تطبيقها بالنسبة إلى الآباء أكثر سهولة.

علينا أن نشعر أبناءنا بمسئوليتهم عما يختارونه من تصرفات سواء كانت نتائجها إيجابية أو سلبية. وفي غالبية الأحيان لا يحسن الأطفال التصرف وهم غير مدركين أن هذه التصرفات غير مقبولة، أي إن آباءهم لم يضعوا أمامهم عدة اختيارات ولم يطلبوا منهم أن يختاروا أفضلها في نظرهم على أن يتحملوا نتائجها فيما بعد مهما تكن، سلبية أو إيجابية. فنحن بذلك نعلمهم تحمل المسئولية. ولنضرب مثالا يوضح ما ذكرت:

سليم في العاشرة من عمره، عاد من المدرسة متذمرا لأن مدرّسته أرسلت معه ملاحظة إلى والدته بأنه سيظل في المدرسة ليعمل ساعتين بعد الدوام بسبب ما سببه من إزعاج في الفصل.

سألته أمه بهدوء عما فعل في المدرسة لتعاقبه المدرسة.

فقال: «لم أفعل شيئا، كان عليها أن تعاقب التلميذ الذي يجلس خلفي، لأنه كان يحاول أن يثير غضبي بسخريته السخيفة. قلت له ان يتوقف لكنه لم يفعل... لذلك التفت إليه وقلت له انه قليل الأدب بصوت أظنه كان عاليا قليلا».

أجابت أمه وهي تحاول أن تشعره بأنها تدرك مشاعره.

«يبدو لي أنه كان يزعجك فعلا... ماذا ستفعل لو أنه فعل ذلك لك مرة أخرى؟

أجاب سليم: «قالت لي المدرسة أن أخبرها إذا فعل ذلك مرة أخرى... وستهتم هي بالموضوع».

سألته أمه: «هذا الاختيار الأول... ما هو اختيارك الآخر لحل هذه المشكلة؟».

أجاب سليم: «أظن أن علي تجاهله... لكني أعتقد أن ذلك صعب... لأنه قليل الأدب وسيواصل سخريته».

قالت والدته: «هذا أمر صعب حقا... لكني أعتقد أنه سيؤثر فيه إذا صبرت وواصلت تجاهلك له، والآن لديك خياران جيدان لتنفذهما المرة المقبلة، أنا واثقة بأنك ستتمكن من استخدامهما بشكل جيد».

وترك سليم والدته وهو يشعر بدعمها وتشجيعها، ومدرك لما لديه من خيارات، ومستعد لتنفيذ طريقة أخرى لوقف استهزاء زميله به من دون أن يغب مدرسته.

إن اختيار الطفل للتصرف المقبول خطوة مهمة لتحقيق الهدف لكنها لا تكمل إلا بتنفيذها بنجاح، لذلك لا يمكن أن يكون تشجيعنا نحن الآباء مؤثرا إلا إذا ركزنا على الأفعال التي سيقوم بها أبناؤنا. وهذا ما يسميه علماء التربية النفسية تشجيع الأفعال المقبولة الصادرة عن الأبناء، وهو ما سيدور بشأنه موضوع الحلقة المقبلة بإذن الله

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 554 - الجمعة 12 مارس 2004م الموافق 20 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً