العدد 567 - الخميس 25 مارس 2004م الموافق 03 صفر 1425هـ

كيف سيؤدي اغتياله إلى تحسين الوضع الأمني؟

اغتيال ياسين كما تراه الصحف الغربية:

أمنة القرى comments [at] alwasatnews.com

.

انتقدت الصحف الغربية عموما عملية اغتيال مؤسس حركة «حماس» وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين، كما انتقدت الصحف الأميركية، موقف الولايات المتحدة الذي دعا إلى ضبط النفس لأن المطلوب أكثر من ذلك. فمقتل ياسين، من الحوادث المحورية التي تؤجج مشاعر الحقد والغضب. واغتياله يشكل خطرا على أمن «إسرائيل» لأن الفلسطينيين الغاضبين لن يسمحوا بمرور هذه العملية من دون أن تدفع «إسرائيل» الثمن غاليا. وأكد المعلقون ان دور الولايات المتحدة، يكمن في دفع الطرفين إلى إيجاد حل للخروج من الأزمة العالقة بينهما فمهما كان التقدم ملموسا في العراق، فإن إحلال السلام والاستقرار في «الشرق الأوسط» لن يكون ممكنا إذا استمر الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين على ما هو عليه اليوم. ولاحظت افتتاحية «نيويورك تايمز»، ان الحكومة الإسرائيلية تحاول الدفاع عن قرار الاغتيال بينما الفلسطينيون ينادون بالثأر، أما الإدارة الأميركية فتدعو إلى ضبط النفس. وانتقدت «نيويورك تايمز»، موقف واشنطن، هذا مشددة على انه يجدر بها القيام بأكثر من ذلك. وإذ لفتت الصحيفة الأميركية إلى ان «إسرائيل» تتهم الشيخ أحمد ياسين، بأنه الرأس المدبر لمعظم العمليات «الإرهابية»، أكدت انه ليس من الواضح بعد كيف ان اغتياله سيؤدي إلى تحسين الوضع الأمني في الدولة العبرية. لافتة إلى ان العكس سيحصل لأن «حماس» ستنتقم لمقتل قائدها، وستضاعف جهودها لإرسال «الانتحاريين» إلى «إسرائيل». كما ان السلطة الفلسطينية لن يكون بمقدورها وضع حد «للإرهاب» ولا إقناع المنظمات الفلسطينية بوقف النار. وأكدت ان الاغتيال لم يكن ضروريا البتة بل على العكس فإن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كانا بغنى عنه في هذه المرحلة لأنه لن يؤدي إلا إلى اتساع دائرة العنف والاغتيالات. لكن الولايات المتحدة، ربطت بين القضايا في «الشرق الأوسط»، حين ختمت إفتتاحيتها، بأن دور الولايات المتحدة، يكمن في دفع الطرفين إلى إيجاد حل للخروج من الأزمة العالقة بينهما فمهما كان التقدم ملموسا في العراق، فإن إحلال السلام والاستقرار في «الشرق الأوسط» لن يكون ممكنا إذا استمر الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين على ما هو عليه اليوم. وتناولت «واشنطن بوست»، عملية اغتيال الشيخ ياسين، تحت عنوان «حل السيد شارون». فاعتبرت ان عملية الاغتيال هذه هي في نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، الحل الوحيد للتعقيدات التي ستنشأ بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، لا سيما المخاوف من أن يساهم الانسحاب في إحكام سيطرة «حماس» على غزة أو أن يتم تصويره على انه انتصار لخيار العمليات «الإرهابية». ولفتت الصحيفة الأميركية إلى انه على رغم ان الشيخ ياسين، مسئول عن مقتل 377 إسرائيليا وجرح أكثر من ألفين آخرين خلال الثلاث سنوات ونصف الماضية، على حد زعمها، فإن اغتياله يشكل خطرا على أمن «إسرائيل» لأن الفلسطينيين الغاضبين لن يسمحوا بمرور هذه العملية من دون أن تدفع «إسرائيل» الثمن غاليا. ورجحت الصحيفة الأميركية أن تتخلى مصر وغيرها من الدول العربية عن مشروعاتها بتدريب قوات الأمن الفلسطينية ووضع حد للمنظمات «الإرهابية» أقله على المدى القريب. كما رجحت أن يؤدي اغتيال ياسين، إلى تعزيز نفوذ «حماس» في غزة.

وعلق باتريك لانغ (عضو مجلس العلاقات الخارجية الأميركية وضابط متقاعد في البنتاغون) من على موقعه على الانترنت، على عملية اغتيال مؤسس حركة «حماس»، بالقول: ان هذه العملية تعكس بوضوح هدف السياسة الإسرائيلية التي لا ترغب مطلقا في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، بل في تصفية القادة على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين الوضع الأمن في «إسرائيل». غير ان الحقيقة يؤكد لانغ، ان الشعب الفلسطيني قادر على توليد القادة اللازمين في أية لحظة، لافتا إلى ان القول الديني القديم «دماء الشهداء هي بذور الكنيسة»، ستتأكد صحته مرة أخرى بعد اغتيال ياسين. وكتب غريغ ماير في «نيويورك تايمز» مقالة على هامش اغتيال الزعيم الروحي لحركة «حماس» فلاحظ ان العمليات «الانتحارية» التي نفذتها الحركة داخل «إسرائيل» تراجعت بشكل ملحوظ من 54 عملية العام 2002 إلى 20 العام الماضي. غير انه أكد ان موجة الغضب التي عمت شوارع غزة، تشير بشكل واضح إلى ضراوة العمليات المضادة التي ستنفذها المنظمات الفلسطينية، وليس «حماس» وحدها، ضد «إسرائيل» في الفترة المقبلة. غير ان ماير، لفت إلى ان هذا الأمر سيحدث على المدى القريب لأن الحركة لاتزال موحدة اليوم بشأن فكرة الانتقام لزعيمها، مرجحا أن تعاني الحركة من التشرذم على المدى البعيد لأن ما من قيادي قادر على الحلول محل الشيخ ياسين، الذي كان يضطلع بالدورين السياسي والاستراتيجي. غير ان ماير، حذر نقلا عن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني زياد أبو عمرو، من مغبة استمرار «إسرائيل»، في سياسة اغتيال القادة السياسيين في حركة «حماس» لأنها تمهد بذلك الطريق أمام سيطرة القياديين العسكريين في الحركة.

الصحف البريطانية: نحو موجة من العمليات الانتقامية

وتناولت الصحف البريطانية، أيضا، الجريمة الإسرائيلية، وتوقعت مزيدا من العنف ومن العمليات الانتقامية. فالشيخ ياسين يعتبر أهم شخصية فلسطينية يقتلها الإسرائيليون، يقول إبراهيم برزاك في «الإندبندنت» (البريطانية) وإذ لفت إلى ان الشيخ كان عائدا من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمّع القريب من منزله في حي صبرا في غزة، رجح أن تخلق هذه العملية موجة من العمليات الانتقامية ينفذها الفلسطينيون ضد كل من «إسرائيل» والولايات المتحدة. وشدد برزاك، على ان الشيخ ياسين، هو أهم شخصية فلسطينية يقتلها الإسرائيليون. متوقعا أن يتسبب مقتله بهذه الطريقة إلى تصاعد وتيرة الاقتتال الفلسطيني الإسرائيلي ليصل إلى درجة لم يسبق أن تصورها أحد.

والفرنسية... تتوقع أيضا مزيدا من العنف

من جانبها تناولت الصحف الفرنسية أيضا الحدث المأسوي، لكن اللافت ان هناك إجماعا على النتائج المتوقعة من هذه الجريمة، فقد توقع المعلقون الفرنسيون أن تدفع «إسرائيل» ثمن اغتيال ياسين في الأيام المقبلة من خلال العمليات الانتقامية التي ستنفذها «حماس» ضد أهداف إسرائيلية... كما رجحت أن يؤدي اغتيال ياسين إلى توحيد صفوف المنظمات الفلسطينية التي قد تنفذ عمليات مشتركة ضد «إسرائيل»... واعتبرت غالبيتها ان خيار استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد أرجئ أقله على المدى القريب. وعلقت «لوموند الفرنسية» على عملية اغتيال الشيخ ياسين، بالقول: ان «إسرائيل»، ترغب من خلال عملية الاغتيال تأكيد ان خطة الانسحاب من غزة، ليست انتصارا لـ «حماس» وسائر المنظمات المسلحة الفلسطينية. كما ترفض تشبيه هذا الانسحاب بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، الذي تم تصويره على انه انتصار لحزب الله. وأكدت الصحيفة الفرنسية ان «إسرائيل» تريد الانسحاب من غزة، بعد إعطاب حركة المقاومة الإسلامية، أو على الأقل توجيه ضربة قوية لها بشكل يؤدي إلى التعتيم على انتصارها من خلال الخسائر التي تتكبدها. وأكدت «لوموند»، ان «إسرائيل»، ستدفع ثمن اغتيال ياسين، في الأيام المقبلة من خلال العمليات الانتقامية التي ستنفذها «حماس» ضد أهداف إسرائيلية. لافتة في هذا السياق إلى ان عملية اغتيال الشيخ ياسين، من شأنها أن توحد صفوف المنظمات الفلسطينية التي قد تنفذ عمليات مشتركة ضد «إسرائيل». وتابعت ان «حماس» تريد أن تثبت أيضا انها قادرة على الاستمرار على رغم اغتيال قائدها الروحي. وخلصت إلى ان عملية اغتيال ياسين، وقبله القيادي اسماعيل بو شنب، من شأنها تعزيز موقف معسكر من أسمتهم بـ «القساة» المستعدين لمضاعفة العمليات ضد «إسرائيل»، الأمر الذي سيجعل الانسحاب من غزة أمرا خطيرا ومثيرا للجدل. وعلقت «ليبراسيون الفرنسية» على عملية الاغتيال، ملاحظة ان «إسرائيل»، لم تفرق يوما بين القيادة الروحية والقيادة السياسية للحركة، فهي تعتبر ان ياسين، هو الذي يخطط للعمليات العسكرية ضد الإسرائيليين. ورأت ان عملية الاغتيال هي وسيلة ليؤكد الجيش الإسرائيلي انه لن ينسحب من غزة مهزوما، أو أن يتم تصوير انسحابه هذا على انه انتصار لخيار المقاومة كما حصل في لبنان العام 2000. وأضافت ان شارون، أعطى الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي ليتصرف على هواه في الأراضي المحتلة بشكل يستطيع الإسرائيليون الانسحاب من غزة ورأسهم مرفوع. على الجانب الفلسطيني اعتبرت الصحيفة الفرنسية ان اغتيال أحمد ياسين، سيلغي احتمال اتخاذ السلطة الفلسطينية أي إجراء بحق حركة «حماس». وختمت «ليبراسيون»، مرجحة أن تتسارع أعمال العنف في الأيام المقبلة جارفة معها خيار استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أقله على المدى القريب

العدد 567 - الخميس 25 مارس 2004م الموافق 03 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً