العدد 567 - الخميس 25 مارس 2004م الموافق 03 صفر 1425هـ

مظاهرة اليوم لا جهة متبنية لها

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

المسيرة التي خرجت قبل يومين من جهة مسجد أحمد الفاتح والتي حضرتها الجمعيات السياسية وغيرها كانت مسيرة موفقة من حيث توازن الشعارات ودقة التنظيم، ما يميزها هو تحضرها الملحوظ وكذلك الطابع السلمي لها، وكل ذلك يوجب على الجميع شكر المنظمين لمثل هذه الفعالية السلمية. في أثناء التظاهرة جاءني أحد المواطنين، فبادرني بسؤال مهم: هل سمعت عن التظاهرة التي ستخرج من الزنج؟ قلت له: لم أسمع عنها، فقال: لقد تم الإعلان عنها في تظاهرة حدثت قريبا لكن لا نعرف من هم منظموها، فقلت له: يجب ان نكون حذرين من أي إعلان، فلقد كثرت الإعلانات بالاسماء الوهمية، ونحن يجب ان نعي القانون في ذلك، ولابد ان تكون هناك جهة منظمة رسمية لأية فعالية وهذا ما تركز عليه قوانين الدولة ونصائح العلماء وإرشادات الجمعيات السياسية. قال لي: نعم، أنا ذهبت لبعض رؤساء الجمعيات وسألتهم عن هذه التظاهرة، فقالوا: لا علم لنا بها ولا نؤيد الإعلانات التي تلقى في المطلق.

سألت بدوري من أعرفهم من شخصيات ومؤسسات عن ذلك، فقالوا: ما تم الإعلان عنه عن مسيرة الجمعة قرب الزنج دعوة ليس لها ممثل وهي دعوة غير مدروسة العواقب، ونحن لا نؤيد خروج مثل هذه المسيرات العائمة والغامضة.

كل ما نتمناه من أبنائنا هو الحذر وتوخي الدقة من أية دعوة مجهولة المصدر، ويتعزز الحذر عندما تكون في الأماكن الحساسة والحفاظ على الأمن يجب ان يكون محل أولوياتنا، وحذار من أية دعوة غريبة لا مصدر لها. فبعد البحث تبين ان هناك عددا لا بأس به من الدعوات ترسل الى البريد الإلكتروني او يدعى لها في غفلة من الناس في أي تجمهر هنا أو هناك، وعند السؤال لا تعرف الجهة. فرب شابٍ بسيط «ضربت برأسه» وراح يدعو ويرسل «الإيميلات» و...

لقد ركز علماؤنا ورموزنا الكبار على تحري الدقة في مثل هذه الأمور، وعلى الآباء ان يكونوا حذرين في ذلك.

ليس منا من لا يحب فلسطين ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب الأمن، فالأمن وحفظ الممتلكات وسلمية الموقف يجب ان تكون ركيزة أساسية لأية فعالية او تظاهرة، ويجب ان نتوخى الحيطة والحذر في أية فعالية كما وان اختيار المكان له مدلولاته وحساسيته.

لم يبق إلا أسبوع تقريبا عن المشروع الاقتصادي «الفورمولا 1» الذي أصبح مشروعا محل تطلع الجميع، فنجاحه هو من نجاح الجميع شعبا وحكومة، وان هذه الاستعدادات الضخمة ومن كل القطاعات: الخاص والعام والوزارات والإعلام والصحافة تدل على ان البحرين كلها في حال استعداد كامل لهذا المهرجان الرياضي الكبير، ولهذه التظاهرة الرياضية والاقتصادية الكبرى والتي ستوفر لبلدنا فرصا ذهبية من الأعمال وستساهم في تحريك التنمية الاقتصادية للأمام. أعتقد اننا بحاجة الى إنجاح هذا المشروع الكبير والى خلق المناخ الذي يساهم في إنجاحه سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الإعلامي. فمجيء الآلاف من السياح العرب أو الأجانب لاشك انه سيحرك الأسواق المحلية وسينشط من حركتها وسيساهم في إظهار المملكة أمام العالم بمظهر حضاري كبير. وبإمكان فناني ومبدعي البحرين التشكيليين وغيرهم استقطاب السياح لإظهار صورة البحرين في أصالتها وعراقتها.

نحن في هذه الأيام بحاجة الى توفير المناخ المناسب لهذه الذكرى، فما الذي سنخسره لو إنا قمنا بتوقيف فعالياتنا السياسية ولو لثلاثة أيام لإنجاح هذا المشروع؟ طبعا لن نخسر شيئا، وما قام به التحالف الرباعي من إيقاف الندوة دليل على ان الجميع يهمه كثيرا إنجاح مشروع «فورمولا 1» وهي خطوة وطنية لا تنسى لجمعياتنا السياسية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 567 - الخميس 25 مارس 2004م الموافق 03 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً