العدد 2357 - الثلثاء 17 فبراير 2009م الموافق 21 صفر 1430هـ

من ذاكرة عيد العلم

مدينة عيسى - وزارة التربية والتعليم 

17 فبراير 2009

تحتفظ ذاكرة مدير إدارة العلاقات العامة والأنشطة التربوية سابقا محمد صالح القحطاني بالكثير من الذكريات بشأن حفلات عيد العلم السابقة والتطوّرات التي شهدتها خلال الأعوام الأربعين السابقة، فهذه المناسبة التي كانت وما زالت تحظى باهتمام بالغ من قبل قادة البلاد تشهد استعدادات وترتيبات مسبقة تليق بمستوى هذا الحدث المهمّ الذي يُكرّم فيه حملة العلم من ميادين المعرفة كافة.

وتاريخ الاحتفال بعيد العلم بدأ منذ نهاية العقد السادس من القرن الماضي، أمّا الفترة التي سبقت هذا التاريخ فقد كانت تشهد حفلات وأنشطة تربوية وثقافية تعقد على مستوى المدارس ويحضرها المسئولون وأولياء أمور الطلبة والمدعوّون، إلى جانب المعارض المشتركة والمهرجانات والمخيّمات الكشفية السنوية التي تشارك فيها مختلف مدارس البحرين ويحضرها جمهور غفير من المسئولين والمواطنين وتوزع خلالها الجوائز والهدايا على الطلبة والمعلمين المشاركين.

عيد العلم الأول: الانطلاقة

أوّل انطلاقة لحفلات عيد العلم كانت في العام 1968 حيث أقيم برعاية صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها رحمه الله، وقد أقيم الحفل بقاعة القسم التجاري بمدرسة المنامة الثانوية للبنين باعتبارها من أفضل القاعات المدرسية لإقامة الحفلات العامّة في ذلك الوقت من حيث توافر الإمكانات المطلوبة.

وقد افتتح الحفل بآي من الذكر الحكيم، ثم ألقى المدير العام للتربية والتعليم أحمد العمران رحمه الله كلمة بهذه المناسبة، وبعد تقديم بعض الفقرات الفنية تفضّل صاحب العظمة حاكم البلاد وتوابعها بتوزيع الشهادات على الطلبة المتفوّقين من مختلف المراحل التعليمية، وعلى هامش الحفل أُقيم معرض عامّ شاركت فيه العديد من المدارس إضافة إلى مشاركة الفرق الكشفية.

عيد العلم الثاني: اليوبيل الذهبي للتعليم

تزامن الاحتفال بعيد العلم الثاني العام 1969 مع احتفالات البلاد بذكرى مرور خمسين عاما على بدء التعليم النظامي في البحرين والذي انطلق العام 1919 بتأسيس مدرسة الهداية الخليفية للبنين بالمحرق، وتوثيقا لتلك المناسبة المهمّة بذلت دائرة التربية والتعليم جهودها لإظهار الحفل بالمظهر المشرّف واللائق بهذه المناسبة، فقد وجّهت دعوات إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء ومسئولي التربية والتعليم والمعارف في مختلف البلدان العربية لحضور الفعاليات المصاحبة للمناسبة، والتي كان من أهمّها المهرجان الرياضي العامّ الذي أقيم على ملعب مدينة عيسى تحت رعاية صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البلاد وتوابعها، حيث استقدم لهذا المهرجان الضخم خبير العروض الرياضية يحيى صالح، و خبير موسيقى العروض بجمهورية مصر العربية حسن رشدي، واللذيْن أشرفا على العروض الرياضية التي شارك فيها عدد كبير من طلبة المدارس وطالباتها.

أمّا حفل عيد العلم فقد انتقل إلى مدرسة مدينة عيسى الإعدادية للبنات باعتبارها مدرسة حديثة الإنشاء ولاحتوائها على صالة كبيرة تُستخدم لمختلف الأغراض وتستوعب الأعداد الكبيرة من المدعوّين.

صالة وزارة التربية والتعليم

استمرّت حفلات عيد العلم في الانعقاد في مدرسة مدينة عيسى الإعدادية للبنات إلى أن تقرّر تغيير مكان إقامة الاحتفال إلى مدرسة حديثة الإنشاء، وهي مدرسة الرفاع الغربي الثانوية للبنات، وقد تمّ إنشاؤها العام 1975، وذلك لاتساع صالتها وتعدّد مرافقها وتوافر العديد من الإمكانات المناسبة فيها.

ونظرا لتزايد عدد المدعوّين والطلبة المكرَّمين وأولياء أمورهم، فقد توجّهت وزارة التربية والتعليم لإنشاء صالة مستقلّة لإقامة حفلات عيد العلم والمناسبات التربوية الأخرى، حيث تمّ افتتاح صالة وزارة التربية والتعليم في بداية التسعينيات، وقد رُوعي في إنشائها أن تشمل مسرحا كبيرا ومكانا لاستراحة كبار الضيوف وغرفا خاصّة بالنقل الإذاعي والتلفزيوني ومواقف واسعة للسيارات ومرافق أخرى.

برنامج الحفل

يبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تتم تلاوة آي من الذكر الحكيم، يلي ذلك دخول موكب الأعلام إلى خشبة المسرح الذي يعتليه الطلبة المتفوّقون المكرَّمون في الحفل، بعدها تُلقى الكلمات التي يبدأها المدير العام للتربية والتعليم ثم كلمة قدامى العاملين في حقل التربية ثمّ كلمة المتفوّقين، يلي ذلك توزيع الشهادات والهدايا التذكارية على المكرَّمين في الحفل، وبعد استراحة قصيرة يبدأ البرنامج الترفيهي ذو الطابع الفلكلوري المحلّي والمقدّم من قبل طلبة المدارس.

وقد كان حفل عيد العلم يستمرّ قرابة ثلاث ساعات، إلا أنّه ومع بداية الثمانينات تمّ اختصار مدّة الحفل إلى ساعة ونصف على أكثر تقدير بعد استبعاد فقرة حملة الأعلام واختصار الفقرات الترفيهية.

وكان اختيار فقرات برنامج الحفل ومتابعة تنظيمها يتمّ من خلال لجنة خاصة تنبثق منها عدةّ لجان مسئولة عن اختيار قارئ القرآن الكريم وكلمة الطلبة المكرّمين وقدامى العاملين، وكذلك الإشراف على تنظيم أماكن الجلوس في القاعة والديكور المسرحي والتوصيلات الكهربائية والجوائز والشهادات وغيرها من المهامّ.

نشيد حفل عيد العلم

كان هناك نشيد ثابت لحفلات عيد العلم مطلعه (اشحذوا بالعلم هامات الهمم) ألّفه الأديب الشاعر رضي الموسوي رحمه الله، وظلّ النشيد يُردَّدُ في جميع حفلات عيد العلم حتى بداية الثمانينيات عندما ارتأت لجنة التربية والتعليم إعطاء الفرصة للشعراء المحلّيين لتأليف نشيد مناسب رغبة منها في التجديد والتطوير.

وتنفيذا لهذا الأمر فقد تمّ الإعلان عن مسابقة لاختيار نشيد حفل عيد العلم وفق شروط محدّدة، حيث شُكِّلتْ لجنةٌ متخصّصةٌ لاختيار النشيد المناسب برئاسة مدير إدارة العلاقات العامة والأنشطة التربوية وعضوية علوي الهاشمي من جامعة البحرين وعبدالرحمن رفيع وحسن كمال من وزارة الإعلام والشيخة منيرة بنت فارس آل خليفة ـ رحمها الله ـ و رئيس العلاقات أمير قاسم وغيرهم.

واستمرّ هذا الوضع عدّة سنوات إلى أن استقرّ الرأي على اختيار إحدى القصائد المناسبة الهادفة التي يتمّ تلحينها وأداؤها من قبل الطلبة.

المُكرَّمون والجوائز

كان التكريم وما يزال يشمل الطلبة المتفوّقين في المراحل الدراسية والجامعية والدرجات العلمية العليا وقدامى العاملين في وزارة التربية والتعليم ممّن أمضوا ثلاثين عاما في الخدمة التربوية.

كما أجريت بعض التعديلات والإضافات على نوعية الجوائز والشهادات المقدّمة لفئة المكرمين، ومن بينها تخصيص ميدالية ذهبية لكلّ من قدامى العاملين وحملة الماجستير والدكتوراه، وكانت الوزارة تحصل على الميداليات من إحدى الشركات الألمانية، أمّا في الآونة الأخيرة، فقد أمكن الحصول عليها محليا

العدد 2357 - الثلثاء 17 فبراير 2009م الموافق 21 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً