العدد 2750 - الأربعاء 17 مارس 2010م الموافق 01 ربيع الثاني 1431هـ

مهرجان كولونيا الأدبي يدخل عامه العاشر

يدخل مهرجان كولونيا الأدبي «ليت كولون» عامه العاشر وسط احتفالات كبيرة. ويفتخر القائمون عليه بأنه من أضخم المهرجانات الأدبية في أوروبا كلها. ومن المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من الزائرين في فعاليات المهرجان لهذا العام.

ويعتبر راينر اوسنوفسكي واحدا من عشاق قراءة الكتب والروايات. ولا يوجد شيء يعوض له متعة القراءة، مساء في أيام الشتاء، وهو يتمتع بدفء المنزل أو متعة القراءة، في أيام الصيف، تحت ظل شجرة وهو يتمدد على كرسي الاسترخاء. فالقراءة حاضرة بقوة أثناء أيام المهرجان الأدبي في مدينة كولونيا والمعروف بـ»ليت كولون lit Cologne». ففكرة المشروع الأدبي، هذا، تقوم على تنظيم قراءات أدبية وسط حشد كبير من الناس على خشبات المسارح أو في الساحات العامة بالمدينة.

وراينراوسنوفسكي هو واحد من ثلاثة مديرين لمهرجان «ليت كولون»؛ إذ أسس راينر مع صديقيه أدموند لابونتي وفيرنر كولر قبل عشر سنوات المهرجان الأدبي. وحوّل هؤلاء الثلاثة هواية خاصة كالقراءة إلى مهرجان شعبي. ففي كل عام يحتفل الرجال الثلاثة بالقراءات الأدبية مع جمهور واسع؛ إذ يدخل الكتاب والمؤلفون في حوار واسع، ليس مع النقاد المعروفين؛ بل مع القراء مباشرة.

وبلغ زوار المهرجان في العام الأول ثلاثون ألف زائر شاركوا في الفعاليات المختلفة؛ رقم لم يتوقعه منظمو المهرجان. فمهرجان للقراءة الأدبية، من هذا النوع، لم يكن معروفا في ألمانيا آنذاك. كما كانت فكرة تقديم عدة أمسيات للقراءة في يوم واحد غريبة وغير واقعية في ذلك الوقت.

وقد انتقلت هذه الفكرة إلى مدن ألمانية وأوروبية أخرى؛ وخير مثال على ذلك هو المهرجان الأدبي العالمي في برلين إلى جانب مهرجانات أدبية صغيرة في عدد من المدن. ويتوقع المنظمون أن يشارك في فعاليات مهرجان هذا العام أكثر من 80 ألف شخص. وإذا تحقق ذلك فيحق إطلاق تسمية أكبر مهرجان أدبي في أوروبا على «ليت كولون».

ويتضمن مهرجان هذا العام أكثر من 175 فعالية ثقافية تتوزع على أكثر من 11 مسرحا في مختلف مناطق مدينة كولونيا العريقة. ويقول راينر اوسنوفسكي إنه «عرض واسع ومتنوع وهذا ما أردنا أن نحققه». فلا يجوز لأحد أن يتساءل عمن سيذهب إلى مهرجان «ليت كولون»؛ بل عليه أن يتساءل إلى أي فعالية من فعاليات المهرجان سيذهب، بحسب قول راينر اوسنوفسكي.

ويتميز مهرجان هذا العام بمشاركة موسيقية واسعة؛ إذ ستقدم عدة فرق عروضا من موسيقى الجاز وعروضا أوبرالية أيضا؛ وذلك للمرة الأولى في المهرجان. وستكون هناك أمسية «ماراثونية» للقراءات الأدبية تستغرق أربعا وعشرين ساعة وسط المدينة. وقد حصل المنظمون الثلاثة للمهرجان على موافقة الكاتبة الألمانية هريتا مولر، الحائزة على جائزة نوبل للآداب لهذا العام، على المشاركة في فعالياته.

كما سيشارك في المهرجان عدد كبير من الكتاب والروائيين المعروفين عالميا كالمغربي طاهر بن جلون ونيك هورنبي وخافير مارلاس إلى جانب مشاركة الكاتب الألماني المعروف مارتين فالزر. أما الكتاب الأقل شهرة فسيتم دعمهم بحضور ممثلين وممثلات معروفين لجذب المشاهدين أو المستمعين إلى قراءاتهم.

ويروج المهرجان لفكرة القراءة من دون شك لكنه لا يروج لبيع الكتب، كما يقول القائمون عليه. فالترويج لبيع الكتب مهمة تقع على عاتق معارض الكتب في فرانكفورت ولايبزيغ وغيرها. ولكن وعلى رغم ذلك تشارك دور النشر الكبيرة بقوة في فعاليات المهرجان، في حين تبدو مشاركة دور النشر الصغيرة أقل. ويرى أوسنوفسكي أن المهرجان ذا طبيعة سياسية أيضا.

فهو يتبنى، هذا العام، الصين كضيف شرف. لكن الكاتب الصيني الضيف ليياو ييفو منع من السفر لحضور المهرجان في كولونيا. وسيتم التعويض عن قراءة الضيف الصيني بندوة عن حقوق الإنسان في الصين. كما ستلتقي هيرتا مولر، خلال المهرجان، مع المعارض الصيني آي فاي فاي. وأخيرا يمكن القول إن الأزمة المالية العالمية ليست غائبة أيضا عن أجواء المهرجان؛ فطموح المنظمين هو أن تكون للقضايا العالمية حضور في فعاليات «ليت كولون».

العدد 2750 - الأربعاء 17 مارس 2010م الموافق 01 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً