العدد 2750 - الأربعاء 17 مارس 2010م الموافق 01 ربيع الثاني 1431هـ

فريجي: المتعاطون مع الإنترنت يمثلون الأغلبية الساحقة في العالم

في برنامج «الوسط لايف» الذي يبث على «الوسط» أون لاين اليوم

أوضح استطلاع للرأي أجري مؤخرا لحساب الـ «بي بي سي» أن 4 من كل 5 أشخاص يعتقدون أن الوصول إلى الإنترنت أصبح حقا أساسيا من حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه أشارت تقارير صحافية إلى أن الإنترنت أدرج ضمن قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام، الذي كان الرئيس الأميركي باراك أوباما آخر الفائزين بها العام الماضي وذلك بدعم عدد كبير من المواقع الإلكترونية.

لكن منظمة «مراسلون بلا حدود» صنفت الدول بحسب طريقة تعاملها مع الإنترنت، وصنفت هذه الدول بحسب أيضا قمعها أو إفساحها لحرية التوصل إلى الإنترنت، وذلك في تقرير سنوي يصدر للمرة الثالثة على التوالي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الرقابة على الإنترنت والتي تصادف الثاني عشر من مارس/ آذار من كل عام.

وتناول التقرير أيضا تطور الشبكات الاجتماعية التي وُضعت في متناول الشروط كأدوات تتعاون وتسمح بإعادة النظر في النظام الاجتماعي.

ولتسليط الضوء على هذا الموضوع، نستضيف اليوم عبر برنامج «الوسط لايف» مدير المركز الإعلامي للأمم المتحدة في المنامة نجيب فريجي.

بالنسبة للتعريفات الحديثة في حقوق الإنسان، لقد تم إدخال الإنترنت كحق من حقوق الإنسان... ما رأيك في هذا الشأن؟

- حصل هذا التطور في الفترة الأخيرة، حيث تضافرت الجهود بين عدة دول في العالم وخاصة الدور الأساسي الذي لعبته حركات الإنترنت أو شبكات الإنترنت والأفراد والمجموعات وأيضا المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والتي كان لها دور أساسي في بناء هذا الرأي العام وهذا الزخم وهذه الديناميكية والشعبية أيضا، حيث أصبح هؤلاء المتعاطون مع الإنترنت يمثلون الأغلبية الساحقة في العالم، لا فرق بين بلد وآخر.

الأمم المتحدة كانت تسعى إلى خلق ما يسمى بمجتمع المعلومات، ومجتمع المعلومات هو الذي يمكن أن يحوّل هذا العالم من عالم متشعب متباعد إلى قرية صغيرة، إلى كون واحد، كما أن مفهوم العولمة يحوّل العالم إلى أسرة واحدة تقريبا.

هل معنى ذلك أنه سيتم إدراج هذه المادة ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟

- لا أعلم, إن حقوق الإنسان نص وليس كتابا سماويا منزلا, ولذلك فهو قابل للتغيير لأن من صنعه هو الإنسان، وفي هذه الحالات ربما تكون هناك آلية جديدة، هناك العديد من الاتفاقيات والصكوك والمعاهدات التي تنص على مختلف أنواع وأشكال حقوق الإنسان، كحقوق المرأة، حقوق الطفل، حقوق المعاقين، حقوق السجناء. ولذلك لا يمكن أن نستبعد أن يتم استحداث بند أو اتفاقية جديدة لحق الإنسان في الإنترنت.

لقد أصبح لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة عدة مؤسسات وهياكل كالمفوضية العليا والمفوضية السامية واللجان والمجالس المتخصصة، إن حقوق الإنسان يعتبر مجلس أمن تقريبا.

كيف يكون الإنترنت حقا من حقوق الإنسان، وهناك من الأنظمة في العالم التي لا تعترف بحقوق الإنسان؟

- ولماذا أنتِ مستغربة من هذا الموضوع؟ هناك حقوق عديدة ليس معترفا بها وليست محترمة في العالم، وعلى هذا الأساس تقوم الأمم المتحدة ببذل جهد متواصل مع الدول الأعضاء، وهي منظمة دولية حكومية ولذلك فهي تسعى إلى إقناع الحكومات باعتماد حقوق الإنسان كبعد استراتيجي، أي سياسة إنمائية.

وهنا أُريد أن أُحيّي جهد مملكة البحرين في التعامل الإيجابي مع حقوق الإنسان وخاصة في المراجعة الدورية وما قام به وزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة في هذا المجال.

أفخر كوني أحد الشركاء في هذا الموضوع, إن منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الأخرى التي جاءت إلى البحرين وشاركت مع الوزير البحارنة ووزارة الخارجية بصفة عامة في الإعداد لهذا الموضوع، وكانت قصة كشفت للعالم كله كيف أن البعض يرى أن هذا الشيء من المحرمات، بل على العكس من ذلك حيث إنه عاد على البحرين بالعديد من التنمية والعديد من التشجيع والشكر ولم تتزعزع البحرين في هذا المجال، بل بالعكس أصبحت البحرين في معالجتها الإيجابية لحقوق الإنسان معترفا لها بهذا الموضوع، وربما أثرت أيضا على بعض البلدان الأخرى التي فتحت عينيها.

ونعود إلى موضوع الإنترنت ونؤكد أنه أصبح الآن حقا من حقوق الناس، سواء وضع ذلك على الورق أو لم يوضع، والدليل أن هناك عدة وسائل متوافرة للفرد وللجماعات لتجاوز كل ما يمكن أن يتصوّره الحاكم من أساليب لحجب المواقع الإلكترونية أو للتعامل مع الإنترنت.

هذا مثلما يحصل في دول مثل كوبا والصين وأيضا هنا في البحرين، كان هناك حجب لمواقع كثيرة، فكيف سيتم التعامل مع الإنترنت كحق من حقوق الإنسان؟

- أنا كمسئول في الأمم المتحدة لا أذكر البلدان الأعضاء إلا بالخير وأساند الدول ذات الأطر الإصلاحية الطموحة، وأذكر هنا المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، إن مثل هذه الخطوات تشكل إطارا ملائما لتطوير الإنترنت مثلما كان الوضع أو الحال على مستوى حقوق الإنسان، فهذه حقوق تشمل جميع الجوانب, والحقوق كما عرّفها المشرّع في الأمم المتحدة والتي صادقت عليه كل الدول حقوق تامة ولا تتجزأ.

بالنسبة لاختيار الإنترنت لجائزة نوبل للسلام كما ورد في عدد من التقارير الإخبارية، هذا الشيء لم يكن معروفا في السابق، ما رأيك في اختيار الإنترنت لجائزة نوبل للسلام؟

- لو كنت في لجنة نوبل لكنت صوّتُ مع هذا القرار، يبدو لي أن الإنترنت، وكي لا نقع في التمجيد المطلق، نحن جميعا نستخدم الإنترنت سواء لأغراض التعارف، أو لأغراض استقاء المعلومة والمعرفة والعلم ولخدمة البشرية، لكن هناك أطراف أخرى تستغل هذه النوافذ لمآرب ليست نبيلة، ولأوضح لقراء الوسط ولمستمعي الوسط أون لاين وللمترددين عليه، أنه يجب أن نميّز بين هذا وذاك.

فحقوقي كإنسان هي الإنترنت، لكن حقوقي أيضا أن تحميني هذه الاتفاقيات وهذه الآليات القانونية من الاستعمال السلبي للإنترنت.

هنا ندخل - ربما - في نقاش لا نهاية له، ونعود إلى كواليس الأمم المتحدة حيث يتم بين الدول الأعضاء تعريف حقوق الإنسان أو حق الإنسان في الإنترنت، ونتمنى ونتطلع بصراحة لأن تنطلق بلدان مثل بلداننا في العالم الثالث حيث تطور استعمال الإنترنت وتزايد عدد رواد الإنترنت، وأصبح الفضاء واسعا وهو أوسع فضاء، لأنه كما عرّفت الأمم المتحدة في قمتي مجتمع المعلومات التي انعقدت في جنيف وفي تونس والتي كانت انطلاقة جديدة في مفهوم الإنسان للإنترنت، مفهوم الأمم المتحدة للإنترنت.

نجد الآن رؤساء كالرئيس الأميركي باراك أوباما يستخدم الإنترنت ليتواصل مع شعوب العالم؟

- أنا أستغرب أن يكون هناك مسئول مازال يكتب بالقلم والورق، هذا أصبح خارج التاريخ، الآن أصبح الإنترنت - وإن كانت حقا - لكن أصبحت أيضا واجبا، لا يمكن لأحد أن يتعامل الآن في هذا العالم بدون أن يكون الإنترنت في مكتبه وفي بيته وفي سيارته، والآن في هاتفه.

العدد 2750 - الأربعاء 17 مارس 2010م الموافق 01 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً