العدد 2358 - الأربعاء 18 فبراير 2009م الموافق 22 صفر 1430هـ

الولايات المتحدة تتشاور مع روسيا حول الدفاع الصاروخي

 واشنطن - ميرل ديفيد كيليرالس 

18 فبراير 2009

أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية وليام بيرنز أن الولايات المتحدة تريد التشاور مع شركائها في حلف الأطلسي ومع روسيا لتحديد ما إذا كان بالإمكان وضع نهج تعاوني للدفاع الصاروخي في أوروبا.

وقال بيرنز في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء إنترفاكس في موسكو يوم 13 فبراير/ شباط الجاري «إننا منفتحون أيضا بشأن إمكانية التعاون مع روسيا، ومع الشركاء في منظمة حلف الأطلسي حول وضع ترتيبات جديدة خاصة بشبكة الدفاع الصاروخي بحيث يمكن الاستفادة الكاملة من المصادر المتوفرة لدى كل منا». وأفادت وكالة أنباء «رويترز» أن سفارة الولايات المتحدة في موسكو أكدت نص المقابلة.

وأضاف بيرنز أن الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع جمهورية التشيك وبولندا حول الخطط الرامية إلى نصب نظام دفاع صاروخي محدود في هذين البلدين الشريكين في منظمة الأطلسي، مشيرا إلى أن من شأن هذا النظام أن يساعد على حماية حلفاء الولايات المتحدة من الدول المارقة التي يمكن أن تطور أنظمة صواريخ عابرة للقارات. يذكر أن كلا من كوريا الشمالية وإيران تعكفان حاليا على تطوير قدراتهما النووية.

ووضعت الولايات المتحدة خططا لتشييد 10 منصات إطلاق للصواريخ الاعتراضية في بولندا ومحطات رصد رادارية متقدمة في جمهورية التشيك بتكلفة قدرها 4.5 بليون دولار تقريبا؛ لكن البناء لم يبدأ بعد. وسيكون هذا النظام مشابها للنظام الذي نصبته الولايات المتحدة في فورت غريلى بولاية ألاسكا، على الرغم من أن النظام الأوروبي محدود جدا من حيث القدرة. والموعد المستهدف لإنجاز المشروع هو العام 2013.

وقال بيرنز إنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتسوية قضية الدفاع الصاروخي، «فمن الواضح أننا يجب أن نأخذ في الاعتبار عددا من العوامل منها: ما إذا كان النظام صالحا للتطبيق، والجدوى الاقتصادية له من حيث التكلفة، وطبيعة التهديد المحتمل».

وأضاف بيرنز «أننا إذا استطعنا، من خلال بذل جهود دبلوماسية قوية مع روسيا وشركائنا الآخرين، الحد من هذا الخطر أو إزالته، فمن الواضح أن ذلك سيؤثر على الطريقة التي ننظر بها إلى موضوع الدفاع الصاروخي».

وقال بيرنز إن المحادثات الأولية بين الرئيس باراك أوباما، الذي تولّى منصبه كرئيس للولايات المتحدة منذ أقل من شهر، والرئيس الروسي دميتري ميدفيديف، والمحادثات التي جرت بين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كانت بناءة.

وتابع يقول «نحن نعتقد، كما أكد الرئيس أوباما، أن أمامنا فرصة هامة سانحة لإعادة علاقاتنا إلى مستوى يكون بناء بدرجة أكبر». وأضاف أنه «في السنوات الأخيرة، غالبا ما كان يطغي الشعور المتبادل بالإحباط على المصالح المشتركة بيننا».

وأشار إلى أن هذا لا يعني أنه لن تكون هناك خلافات بين الولايات المتحدة وروسيا بين الحين والآخر، بل يعني أن الولايات المتحدة ملتزمة بالاستفادة من الفرصة السانحة والمصالح المشتركة بين البلدين. وقال إن «أحد الأمثلة الواضحة والملموسة على ذلك هو التعاون النووي».

وأوضح بيرنز أنه بما أن روسيا والولايات المتحدة تملكان 95 في المئة من الترسانات النووية في العالم، فقد أصبح من الأهمية بمكان على أن تضع الدولتان مثالا طيبا يحتذي به العالم في كيفية إدارة وتخفيض المخزونات النووية المتبقية.

وقال بيرنز «إن حكومة أوباما ملتزمة بالتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني يكون ملزما ومكملا لمعاهدة (ستارت) لتخفيض الأسلحة الإستراتيجية. على أن ينص هذا الاتفاق على القيام بمراجعة قوية للنظام ويهدف إلى زيادة تخفيض الترسانات النووية إلى أبعد من المستويات التي نصت عليها معاهدة موسكو».

والجدير بالذكر أن «ستارت-1» معاهدة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية، هي عبارة عن اتفاقية ثنائية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا وقعت في 31 يوليو/ تموز 1991 وتحدد للطرفين عدم امتلاك أكثر من 6 آلاف رأس نووي حربي استراتيجي بعيد المدى، كما تحدد أعداد وسائل حمل وإطلاق هذه الرؤوس وإيصالها سواء بالطائرات قاذفات القنابل أو بالصورايخ من قواعد برية أو من الغواصات بـ1.600 وسيلة لكل من الطرفين. وينتهي العمل بالمعاهدة الحالية في 5 ديسمبر/ كانون الأول، 2009.

وكان وزير الخارجية الروسية صرح للصحافيين في 17 ديسمبر بعد حضوره اجتماع مجلس الأمن الدولي بقوله «نحن نتوقع من الحكومة (الأميركية) الجديدة أن تواظب على التعاون البناء معنا بحيث يمكن المحافظة على معاهدة (ستارت) وتعزيزها بدلا من إضعافها بعد كانون الأول/ديسمبر، 2009.»

أفغانستان والقضايا الاقتصادية

وقال بيرنز إن أوباما وميدفيدف سوف يجريان مزيدا من المباحثات حول أفغانستان، حيث يوجد للبلدين مصالح مشتركة؛ مشيرا أن «كلا من الولايات المتحدة وروسيا لهما مصلحة في ضمان أن لا تغدو أفغانستان قاعدة لتصدير التطرف العنيف الذي يعاني منه البلدان».

وأضاف وكيل وزارة الخارجية الأميركية أن اقتصاد البلدين تأثر بشكل خطير من جراء الأزمة المالية العالمية الراهنة، وكلاهما يضطلع بدور هام يتعين عليه أن يلعبه لمواجهة هذا التحدي.

ومن المقرر أن يلتقي أوباما وميدفيدف على هامش أعمال قمة الدول الـ20 المزمع عقدها في لندن في 2 إبريل/ نيسان المقبل. ومن المقرر أيضا أن تجتمع وزيرة الخارجية كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس بوزير الخارجية الروسي لافروف ووزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف في محادثات ما يعرف بـ22 المزمع عقدها في منتصف مارس/ آذار المقبل

العدد 2358 - الأربعاء 18 فبراير 2009م الموافق 22 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً