العدد 574 - الخميس 01 أبريل 2004م الموافق 10 صفر 1425هـ

القرضاوي في مقدمة مسيرة التنديد باغتيال الشيخ ياسين

الدوحة - مكتب الشيخ القرضاوي 

01 أبريل 2004

خرجت مسيرة ضخمة برئاسة مجموعة من العلماء في مقدمتهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي وذلك بتاريخ 23 مارس/ آذار الماضي عقب صلاتها على روح الشيخ أحمد ياسين للتنديد بالجريمة البشعة التي اقترفتها «إسرائيل».

ولتأكيد وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني كانت المسيرة بدأت سيرها على الاقدام يتقدمها القرضاوي والشيخ عبدالعظيم الديب وعلي محيي الدين القره داغي والشيخ عبدالقادر العماري والشيخ عباس مدني والقائم باعمال السفير الفلسطيني لدى الدولة وجموع غفيرة ازدحم بهم مكان اقامة المهرجان التأبيني للشيخ أحمد ياسين.

خطاب القرضاوي بالمسيرة

وبدأ القرضاوي كلمته التأبينية بقوله تعالى «والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم واضل أعمالهم. ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم» (محمد: 4-9).

وقال: ان الشهداء يلقون جزاءهم عند ربهم في الفردوس الأعلى ولكن المهمة مهمة من بعدهم مشيرا الى ان باقي الآية تبشر المؤمنين بالنصر شرط ان ينصروا دينه تعالى.

وأكد ان الكافرين على رغم ما عندهم من امكانات وترسانة اسلحة فإن الله يتعسهم ويضل أعمالهم ويحبط أعمالهم وهذا ما نشهده فإن الله لهم بالمرصاد.

أما عبدالعظيم الديب فاستنكر ما قامت به «إسرائيل» من جريمة بشعة في حق الشيخ أحمد ياسين قائلا: ان «اسرائيل» لم تقتله وحدها ولكن الذي قتلته أسلحة أميركا والصواريخ التي ضرب بها الشيخ صواريخ أميركية واشار فضيلته الى هذا الغدر المتمثل في ضرب الشيخ أحمد ياسين بثلاثة صواريخ لم تبق منه شيئا متسائلا أمام الحضور بالمسجد: هل رأيتم جسد الشيخ أحمد ياسين؟... لم نره ما بقي منه مجرد قطع أو أشلاء!

وأكد ان ادوات الجريمة أميركية مئة في المئة من صواريخ وقاذفات واباتشي أميركية مستخلصا ان اميركا هي التي قتلت أحمد ياسين متمنيا لو تأسفت لهذا الفعل الشنيع بل اكدت أنه يستحق القتل.

وسخر من تصريحات مستشارة الأمن القومي الأميركية كوندليزا رايس التي قالت فيها ان احمد ياسين ارهابي ويرعى مجموعة ارهابية وقد لقي ما يستحقه.

واكد ان «اسرائيل» تقاتلنا بأسلحة ومال أميركا، وقال لابد من المقاطعة التجارية لدولة الكيان الصهيوني والبريطاني وانه لابد ان نعرف عدونا من صديقنا.

وسأل: كم سيدفع كل منا الى الفلسطينيين الذين سدت في وجوههم الأبواب وتقطعت بهم الاسباب؟ مشيرا الى ان اليوم ليس يوم الخطب والكلمات امام هذا الحصار.

واكد عدم الاستسلام في حق الشعوب وطالبها بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين، والدعوة عامة للمسلمين جميعا من إندونيسيا وماليزيا الى الرباط بالمغرب في القيام بواجبهم.

واستغرب فضيلته من احوال امة تبلغ المليار وثلث المليار ان تقف عاجزة امام بضعة ملايين من اليهود، مؤكدا ان الامة قادرة ولديها الامكانات والطاقات التي إذا وظفتها استطاعت الوصول الى حقوقها.

ولدينا القدرات البشرية والقدرات الاقتصادية والمادية ولدينا القدرات الحضارية ولدينا العمق التاريخي... لسنا أمة عائمة الجذور لكنها أمة تضرب بجذورها في اعماق التاريخ.

القرضاوي اثناء مسيرة التنديد باغتيال الشيخ احمد ياسين قال: ان اليهود وصلوا الى مبتغاهم حينما حددوا هدفهم ولكننا نشكو ان عدونا يخطط لنا مخططات جهنمية، الى متى نظل يخطط لنا ولا نخطط لأنفسنا؟ وطالب الأمة ان تراجع نفسها، وطالب الزعماء العرب بأن يراجعوا انفسهم وان يحددوا الأمور بواقعية، واستغرب فضيلته من واقع العرب الذي يمرون به بعد ان وصل تعداد الجيوش الى 22 جيشا ويقف الفلسطينيون وحدهم في المواجهة، مذكرا بأنه في العام 48 كانت هناك 7 جيوش تقاتل «اسرائيل» وكانت الجامعة وليدة آنذاك ولم تحدث هذه الانتكاسة التي نمر بها.

وسأل: اين العروبة؟ واين الاسلام؟ مطالبا الجماهير بالضغط على قادتها ليقفوا موقفا يغيرون به الواقع الذي نمر به، مؤكدا ان القضية ليست قضية فلسطين بل قضية أمة.

وطالب منظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن والاحرار في العالم ان يقفوا معنا في قضيتنا مطالبا المسلمين أولا بالموقف الايجابي تجاه هذه القضية بمنطق الدين لا بمنطق القومية.

ونبه المسلمين الى أن كل يهودي بالعالم يعتبر «اسرائيل» دولته ويدافع عنها بالنفس والنفيس على رغم انهم عرفوا أنهم احرص الناس على حياة يقاتلون ويدافعون عن انفسهم ويبذلون الملايين من اجل «اسرائيل».

وسأل: أين نحن العرب والمسلمين المعروفين بالكرم الحاتمي؟ مطالبا الأمة الاسلامية باثبات وجودها وان تقف مع الفلسطينيين الذين اثبتوا انهم رجال وان الشعب الفلسطيني شعب بطل وشعب ولود يلد الأبطال.

وقارن بين مقولة بيجن التي يقول فيها أنا أقاتل إذا انا موجود وبين مقولة احمد ياسين الذي يقول وأنا اقاوم إذا انا موجود، قائلا: نبارك للشعب الفلسطيني انه مازال يرى خيار المقاومة الخيار الوحيد.

واشار الى ان الحوادث كلها اثبتت ان الطريق الوحيد هو المقاومة واثبتت المجزرة الأخيرة التي راح ضحيتها الشيخ أحمد ياسين والتي لا يقرها قانون ولا مواثيق ولا دين ولا عرف ان «اسرائيل» لا تعرف غير هذا الطريق.

واكد اننا مازلنا دعاة سلام لكن كتب علينا القتال وهو كره لنا ولابد ان نقاتل دفاعا عن أرضنا ومقدساتنا وحرماتنا.

وحيا الشعب الفلسطيني: ونحييه اكثر من أي وقت مضى لأنه وقف وقفة رجل واحد واجتمعت جميع الفصائل وطنية واسلامية معبرة بلسان واحد هو الدفاع عن فلسطين، مشيرا الى ان «اسرائيل» لا تريد سلطة ولا شعبا.

وأكد ان الدور القادم على عرفات وغيره ولن يقف امام «اسرائيل» شيء الا السيف الا البندقية الا المدفع وان سيفنا سيغلب طائراتهم واسلحتهم الأميركية لأن سيفنا معه الحق ولن يستطيع الباطل ان ينتصر على الحق فإن للباطل جولة وللحق دولة «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل (أيها اليهود وحلفاء اليهود) مما تصفون» (الأنبياء: 18).

وطالب الأمة الاسلامية بأن تتعلم من أحمد ياسين ومن الاخوة في فلسطين الذين يبذلون ولا يضنون بشيء وكلما زعم شارون انه سيركع هذا الشعب يصرون على التمسك بالبندقية والاستمرار في موقفهم ومقاومتهم.

وأكد ان قضية فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني لكنها قضية الأمة وهي صراع بين الاسلام والصهيونية، مناشدا الجميع ان يقفوا وقفة الرجال، مؤكدا ان النصر لنا، وان لا ملجأ للأمة غير الاستمساك بالدين.

وذكر مقولة عمر بن الخطاب بأننا كنا اذل قوم فأعزنا الله بالإسلام. وقال ان السلام الذي تريده «إسرائيل» سلام ظالم، سلام لا معنى له وهو لن يؤدي الى شيء وأنه «كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه» (النور: 39)، ثم دعا للشهداء.

بعد ذلك تلا علي محيي الدين القره داغي قرارات المسيرة وهي:

- استنكار هذه الجريمة النكراء التي ترفضها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والقيم الأخلاقية.

- سقوط خيار السلام الذي تمليه «اسرائيل» وهو سلام لا يقوم على عدل، وضرورة الاستمرار في خيار المقاومة فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

- تقديم التحية للشعب الفلسطيني بفصائله التي أكدت انها ستثأر لدم الشهيد ورفقائه الأبرار.

- الاستمرار في المقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني وشركاته ومؤسساته وحلفاء ذلك الكيان من المنتجات الأميركية والبريطانية وعدم الغفلة عن ذلك مع مرور الوقت.

- مطالبة القادة العرب ان يوحدوا موقفهم تجاه هذا العدوان الهمجي الشرس ويقفوا بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني البطل الذي يقف في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية الأميركية.

- «اسرائيل» ليست خطرا على الفلسطينيين وحدهم بل خطر على العرب والمسلمين جميعا وخطورتها اقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية.

- إظهار غضب المسلمين من خلال الاحتجاجات لدى الجهات الدولية كمجلس الأمن والأمم المتحدة والهيئات الأخرى ومطالبة منظمة المؤتمر الاسلامي بالقيام بواجبها تجاه قضية المسلمين جميعا وهي القضية الفلسطينية.

- عقد مؤتمر يشارك فيه ممثلون عن الأمة العربية والإسلامية لتحديد الموقف من «إسرائيل» وحليفتها أميركا بعد هذه المجزرة البشعة وما سبقها من جرائم

العدد 574 - الخميس 01 أبريل 2004م الموافق 10 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً