يشكل سباق جائزة البحرين الكبرى، الجولة الثالثة من بطولة العالم لسيارات «الفورمولا 1» الأحد محطة بارزة في تاريخ هذه الرياضة في المنطقة الخليجية عموما والبحرين خصوصا، ولكن الهدف يتعدى حلبة «الفورمولا 1» ليشمل ميادين كثيرة سياحية واقتصادية ودعائية وإعلامية.

ولن تتوقف الاستفادة من الحلبة على سباق «الفورمولا 1» الذي يقام مرة كل سنة فقط، بل تتضمن الكثير من المرافق والحلبات التي يمكن استعمالها في سباقات أخرى في فئات «الدراغ ريس» و«الكارتينغ» و«الفورمولا» وغيرها، كما أن البحرين ذهبت بعيدا في تطلعاتها إذ لا تنظر إلى المشروع على انه حلبة للسباقات فقط بل وسيلة مهمة تساعدها على البروز على الساحة العالمية وتنشيط اقتصادها وزيادة حجم الاستثمارات فيها على المدى البعيد.

وعلى صعيد المردود الاقتصادي لتنظيم السباقات في البحرين يقول رئيس مجلس إدارة حلبة البحرين الدولية للسيارات الشيخ فواز بن محمد آل خليفة ان استضافة البحرين لسباق «الفورمولا 1» ستأتي بمردود اقتصادي كبير في مختلف القطاعات الاقتصادية ومن أبرزها قطاع الفنادق والأسواق التجارية والمطاعم والتموين والشحن والتخزين والحجوزات والسفريات والمواصلات ومحطات الوقود وقطاع الترفيه والتسلية السياحية.

وأضاف «من المتوقع أن تصل نسبة الإشغال في قطاعي الفنادق والمطاعم والتموين خلال فترة إقامة السباقات إلى 100 في المئة الأمر الذي يتطلب مزيدا من القوة العاملة في هذين القطاعين ما سيساهم في إتاحة فرص عمل كثيرة للمواطنين كما سيستقطب السباق كبرى الشركات المصنعة للسيارات في العالم مثل بي إم دبليو وفيراري وتويوتا وجاغوار وغيرها».

وتابع الشيخ فواز «ستقام حول الحلبة مشروعات كثيرة، منها فنادق ومشروعات سياحية ستساهم في زيادة فرص العمل للكثير من الأشخاص، كما سيساهم ذلك في رفع معدل الاستثمارات من الناحية الاقتصادية».

ولن يقتصر بناء حلبة السباقات على احتضان سباق «الفورمولا 1» مرة كل عام، بل ان الحلبة بمساراتها المتعددة الأغراض ستفتح أبوابها طوال العام لاستضافة أنواع كثيرة من السباقات، كما أنها ستكون محط أنظار شركات السيارات لإجراء الاختبارات على محركاتها أو إطاراتها أو مكابحها أو حتى انسيابها لان الحلبة تمتاز بمنحنيات ومرتفعات عدة.

وكان مسئول في القطاع العقاري في البحرين (إيجارات الفنادق والشقق السكنية والتجارية) قال إن عائدات هذا القطاع ستصل إلى 20 مليون دينار بحريني (نحو 55 مليون دولار أميركي) خلال فعاليات السباق إذ من المتوقع أن يزور البحرين نحو 40 ألف شخص.

وتحولت الأمور بالنسبة إلى العاملين في الفرق المشاركة في بطولة العالم «للفورمولا 1» إلى واقع ملموس على الأرض بعد بدء عملهم في الأماكن المخصصة لهم على أرض الحلبة وخصوصا في غرف صيانة السيارات.

وأكد الكثير منهم أمس الخميس انهم فوجئوا بالجهوزية التامة للحلبة، وأكد البعض منهم الذي سبق أن زار البحرين قبل فترة للاطلاع على سير الأعمال انه «مندهش» لإكمال هذا المشروع بسرعة قياسية وانه لم يكن يتوقع أن تكون المباني والمدرجات والأماكن المخصصة للفرق وما شابه جاهزة بهذا الشكل، مبديا إعجابه بما رآه قبل يوم من بداية التجارب الرسمية